أخبار

المنطقة العربية.. توقعات بمزيد من الفيضانات

نشرت بتاريخ 27 يناير 2024

شهدت 77 دولة حول العالم أكثر الأعوام حرارةً في عام 2023.. وسجلت السعودية ثالث أكثر الأعوام سخونةً على مدى تاريخها

محمد السعيد

تقرير الاتحاد العالمي لرصد المياه لعام 2023
تقرير الاتحاد العالمي لرصد المياه لعام 2023
Global Water Monitor Enlarge image
أكد فريق بحثي دولي أن حدة الأعاصير وزخات المطر الغزيرة زادت خلال العام الماضي 2023، بسبب التأثيرات الخطيرة التي أحدثتها درجات الحرارة القياسية في معظم أنحاء العالم على موارد المياه والمخاطر المرتبطة بالمياه. 

 

وأوضح التقرير الذي أصدره الاتحاد العالمي لرصد المياه أن "دورة المياه العالمية في عام 2023 تأثرت بالتغيرات في درجات حرارة مياه المحيط الهادئ بسبب ظاهرتي "إلنينيا" و"إلنينيو" في ظل ارتفاع درجات حرارة سطح البحر بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري عالميًّا".

 

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة قوة وشدة هطول الأمطار المرتبطة بأنظمة العواصف مثل الأعاصير المدارية. 

 

في العام المنتهي، شهدت 77 دولة (بينها دول عربية وشرق أوسطية) أكثر الأعوام حرارةً على الإطلاق، في حين شهدت المملكة العربية السعودية ثالث أكثر الأعوام سخونةً بعد عام 2021.

 

وكان تواتر الأشهر الدافئة القياسية هو الأعلى أيضًا، وسجلت رطوبة الهواء النسبية ثاني أدنى مستوى على الإطلاق، لتواصل الاتجاه نحو متوسط أكثر جفافًا وظروف قاسية، وكانت الظروف أكثر جفافًا من المعتاد سائدة في كل مكان تقريبًا.

 

في سبتمبر الماضي، تعرضت مناطق شرق ليبيا لعاصفة تشبه الإعصار دانيال الاستوائي، ما أدى إلى حدوث فيضانات شديدة خلفت دمارًا واسعًا أودى بحياة الآلاف من السكان، وكانت مدن بنغازي والبيضاء ودرنا هي الأكثر تضررًا.

 

يقول "ألبرت فان دايك"، أستاذ الهيدرولوجي في الجامعة الوطنية الأسترالية، والمؤلف الرئيسي للتقرير: "كانت أحداث درنة الحدث الأبرز في عام 2023؛ إذ تعرضت مدينة درنة وإقليم شرق ليبيا بشدة لعاصفة دانيال، وهو إعصار البحر المتوسط، لقد كان عامًا ممطرًا نسبيًّا في شبه الجزيرة العربية، وكان هطول الأمطار في أعالي النيل الأبيض والأزرق أعلى من المتوسط أيضًا".

 

يضيف "فان دايك" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": على المدى الطويل، تشهد جميع البلدان، بما في ذلك جميع البلدان العربية، ارتفاعًا في درجات حرارة الهواء وزيادةً في درجات الحرارة الشديدة والجفاف الشديد والرطوبة الشديدة.

 

لكن الأمطار التي سقطت في شهر نوفمبر الماضي كان لها تأثير إيجابي في بعض المناطق؛ إذ أنهت الأمطار سنوات عديدة من الجفاف المتفاقم في الصومال بسبب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات، في حين لا يزال جنوب السودان المجاور يعاني من الجفاف إلى حدٍّ كبير. 

 

يوضح "أحمد قناوي" -أستاذ الجغرافيا المناخية المساعد في جامعة المنصورة- أن الصحاري تمثل ما يزيد عن 80% من مساحة الوطن العربي، وتمتاز تلك المناطق بأن إجمالي كميات التساقط السنوي فيها لا يتعدى في المتوسط العام 200 ملم، مما يضعها ضمن أكثر أقاليم العالم جفافًا.

 

يقول "قناوي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يُعد المناخ أحد العوامل المؤثرة في انعدام الأمن المائي في معظم دول الإقليم، خاصةً أن جزءًا كبيرًا من أمطاره تصنف على أنها رعدية تتركز في عدد محدود من أيام السنة، الأمر الذي يضيف صعوبات وتحديات لإمكانية التنبؤ بها ومن ثم الاستفادة منها.

 

ويتوقع "فان دايك" أن تكون البلدان العربية "التي اعتادت بالفعل على المناخ الحار الجاف" في وضع جيد للتعامل مع الظروف الحارة والجافة، حتى لو كان من المرجح أن تصبح أكثر شيوعًا وأكثر سخونةً وجفافًا.

 

ويضيف "فان دايك": مع ذلك، فإن المناطق الرطبة القصوى تواجه مخاطر أكبر مرتبطة بزيادة حدوث أحداث فيضانات الأنهار الكبرى، والمباني والأشخاص في السهول الفيضية، واستقرار البنية التحتية للأنهار، بما في ذلك السدود والجسور.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.38