Using AI to control energy for indoor agriculture
30 September 2024
Published online 19 نوفمبر 2023
معدلات انتشار المرض تباينت تبايُنًا كبيرًا من 2% في غانا إلى 86% في مصر
عادةً يتماثل معظم المصابين بـ"كوفيد-19" للشفاء خلال بضعة أسابيع، لكن بعض الأشخاص تستمر لديهم أعراض للمرض مدةً أطول فيما يُعرف بمتلازمة "كوفيد طويل الأمد"، ووفق تقديرات منظمة الصحة العالمية، فإن نحو 10 إلى 20% يعانون من هذه الحالة التي من أبرز أعراضها التعب وضيق التنفس وضباب الدماغ، وألم الصدر، بالإضافة إلى مشكلات إدراكية، وصعوبة في النوم.
ووجدت مراجعة منهجية أن هناك تبايُنًا ملحوظًا في معدلات انتشار "كوفيد طويل الأمد" في أفريقيا، حيث تتراوح التقديرات من 2٪ في غانا إلى 86٪ في مصر.
واستهدفت الدراسة، التي نُشرت بدورية (The Lancet Global Health) تقدير العبء، ووصف عوامل الخطر، وتحديد العوامل التي قد تؤثر على الإبلاغ عن حالات "كوفيد "طويلة الأمد" في أفريقيا.
وكشفت النتائج أن المرض أكثر شيوعًا عند النساء وكبار السن ومَن يعانون من حالات صحية كامنة، أما أبرز العوامل المؤثرة في الإبلاغ عن المرض فقد شملت غياب الوعي، وقلة فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية.
تقول صوفي أليس مولر، الباحثة بمركز الحماية الصحية الدولية، في معهد روبرت كوخ بألمانيا، والباحثة الرئيسية للدراسة: إن المراجعة المنهجية لـ"كوفيد طول الأمد" في المنطقة الأفريقية تكمل التوليفات السابقة من مناطق عالمية أخرى، إذ لم تقم أي من المراجعات السابقة بتقدير مدى الانتشار أو وصف الأعراض وخصائص المريض المرتبطة بالمرض.
وأضافت في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": "توفر مراجعتنا أيضًا رؤى فريدة حول العوامل التي ربما أثرت على الإبلاغ عن المرض"، مشيرةً إلى أن هناك حاجة مُلحة إلى الأدلة من الدراسات الطولية على الفئات السكانية الضعيفة، وخاصةً الأطفال وسكان الريف بأنحاء أفريقيا.
مراجعة منهجية
في أفريقيا، تندر الأبحاث المتعلقة بـ"كوفيد طويل الأمد"، خاصةً بين الأطفال، الذين يمثلون غالبية السكان، أجرى الفريق مراجعة منهجية للأبحاث المنشورة باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية حول المرض بأفريقيا، خلال الفترة من ديسمبر 2019 إلى نوفمبر 2022.
وتناولت الأبحاث مختلِف الأعمار الذين ظهرت عليهم الأعراض لمدة 4 أسابيع أو أكثر، بعد الإصابة الحادة بـ"كوفيد-19".
وراجع الباحثون 294 مقالة، منها 24 تمت مراجعتها من قِبل النظراء، وتضمنت 9712 مريضًا من 8 بلدان أفريقية هي: مصر وغانا وجنوب أفريقيا والمغرب وتونس وأوغندا وإثيوبيا وزامبيا، وقامت دراسة واحدة فقط بتجنيد الأطفال بشكل حصري، بينما شملت دراسة أخرى الأطفال كجزء من المشاركين.
ووجد الباحثون أن معدلات انتشار "كوفيد طويل الأمد" تباينت تبايُنًا كبيرًا، من 2% في غانا إلى 86% في مصر، كما كان المرض أكثر انتشارًا بين الإناث، وكبار السن، والعرق غير الأسود، وذوي التعليم المنخفض، ولم يتم تحديد فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" والسل كعوامل خطر.
فجوة وعدم مساواة
وتشير "مولر" إلى أن هذه المراجعة تؤكد عدم المساواة الصارخة في الأبحاث العالمية حول "كوفيد-19" والفجوات في الأبحاث المتعلقة بالمرض مقارنةً بـ"كوفيد-19" الحاد.
فالنتائج كشفت عن نقص الوعي بآثار "كوفيد طويل الأمد"، خاصةً بين الرجال، باعتباره عاملًا مهمًّا يؤثر على الإبلاغ، ويُفترض أن ذلك أسهَم في زيادة خطر الإصابة بالمرض بين النساء، وفيما يتعلق بعوامل الخطر الاجتماعية، حددت المراجعة تنوعًا كبيرًا في العوامل المبلغ عنها، مثل جنس الإناث، والعمر الأكبر، والانتماء العرقي غير الأسود، وانخفاض مستوى التعليم، بالإضافة إلى العوامل المرتبطة بالعدوى الحادة، مثل دخول العناية المركزة، وإمدادات الأكسجين أو التهوية الميكانيكية، والتاريخ الطبي، بما في ذلك الربو أو الاكتئاب، وكان الوصول إلى الرعاية الطبية خلال مرحلة ما بعد "كوفيد-19" الحادة للأفراد يمثل تحديًا بسبب انقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية العامة، ومحدودية الوصول إلى الرعاية بالمرافق الخاصة بسبب التكاليف الباهظة، مما يؤكد أن عددًا قليلًا من المرضى يتلقون علاجًا مستمرًّا، وفق "مولر".
كان من الطبيعي أن يؤدي نقص الوعي، وعدم كفاية البيانات السريرية والتشخيصات، وصعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، إلى عرقلة الإبلاغ عن المرض، وسوء تقدير مدته.
عبء كبير
من جهته، يرى إسلام عنان -أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة في جامعة عين شمس المصرية- أن المراجعة أظهرت وجود عبء كبير لـ"كوفيد طويل الأمد" في أفريقيا، وظهرت الحاجة إلى إجراء دراسات طولية تشمل الفئات السكانية الضعيفة، وخاصةً الأطفال وسكان الريف، والتركيز على أهمية إستراتيجيات الوقاية لتجنُّب آثار المرض على رفاهية الأفراد، والضغط المتزايد على النظام الصحي، والآثار السلبية المحتملة على السكان الضعفاء اقتصاديًّا.
وأضاف لـ"نيتشر ميدل إيست" أنه "رغم كثرة الدراسات التي أُجريت لفهم المرض، فإنه يظل من الحالات الصحية التي ما زالت تؤرق نُظم الرعاية الصحية، ربما بصورة تتخطى "كوفيد-19" ذاته.
وتُظهر المراجعة أنه لا يوجد توجه بحثي قوي حول المرض في أفريقيا، باستثناء مصر، التي استحوذت على 13 ورقة بحثية في المراجعة، بإجمالي 3219 مشاركًا، وذلك يتطلب توجهًا من منظمة الصحة العالمية للاستثمار في البحوث بالقارة، لاكتشاف تداعيات المرض.
وكشفت الدراسات المصرية بالمراجعة أن المرض يمثل مشكلةً كبيرةً في البلاد، حيث تعاني نسبة كبيرة من المرضى أعراضًا مستمرة بعد الإصابة الحادة بكوفيد، مع الأخذ في الاعتبار أن الدراسات تباينت من حيث تصميمها، وحجم العينة، وعدد السكان، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم عبء المرض في مصر بشكل كامل.
ويرى طه عبد الحميد -أستاذ أمراض الصدر والحساسية في كلية الطب بجامعة الأزهر- ضرورة إجراء المزيد من البحوث للكشف عن مسببات هذه الحالة وعواملها، ما قد يُسهم في تحسين العلاج، والوصول إلى الفئات الأكثر تعرضًا للخطر، مثل الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأضاف عبد الحميد -لـ"نيتشر ميدل إيست"- أن الوقاية من "كوفيد طويل الأمد" تتطلب محاولة تجنُّب الإصابة بـ"كوفيد-19" عن طريق غسل اليدين بانتظام، وتجنُّب الزحام، والحصول على التطعيم والجرعات المعززة، مشيرًا إلى أن علاج هذه الحالة يتركز على الأدوية التي تحد من مضاعفاتها الخطيرة التي قد تصل إلى تليف الرئتين، والفشل التنفسي، وذلك وفقًا لشراسة الفيروس.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.249
Stay connected: