مقالات

Read this in English

إنفلونزا الإبل هي مركز فاشيات متلازمة الشرق الأوسط التنفسية

Published online 12 مايو 2016

الإبل هي المضيف الذي تتطور فيه السلالات الجديدة من الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وتنتقل إلى الإنسان. 

سارة هيدلستن

صورة بالمجهر الإلكتروني لمقطع رقيق من فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
صورة بالمجهر الإلكتروني لمقطع رقيق من فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
© Cynthia Goldsmith/Azaibi Tamin

أظهر بحث جديد أن استمرار متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في شبه الجزيرة العربية ناتج عن تكرر الطفرات في السلالات الجديدة من الفيروس الذي تحتضنه الإبل.

أدى فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، التي ظهرت في المملكة العربية السعودية في عام 2012، إلى إصابة أكثر من 1600 شخص، منهم نحو 600 ذي إصابة قاتلة. وقد ضربت معظم الحالات في الشرق الأوسط، وعلى الرغم من الإبلاغ عن حدوث العدوى في عدة بلدان في جميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا، إلا أن منشأها جميعًا يعود إلى منطقة الشرق الأوسط.

وقد أشارت أدلة متزايدة إلى الجمل وحيد السنام باعتباره المضيف الوسيط في انتشار MERS، ولكن هذا لم يُتأكد منه حتى الآن. وهذه القضية شديدة الحساسية؛ نظرًا للأهمية التقليدية والاقتصادية للإبل في المنطقة.

الآن، أمكن تحديد خمسة أنساب رئيسية لـMERS-COV مشتركة بين الإبل والبشر من خلال تحليل السلالات، الذي قام به فريق من العلماء من كل من: المملكة العربية السعودية، ومصر، وأستراليا، وهونج كونج.

يشير البحث الذي نُشر في دورية ساينس Science1  إلى أن سلالات متعددة من MERS-CoV كانت تتجول بمعدلات انتشار عالية بين النوعين، وترافقت بحالات متكررة من العدوى المشاركة في الإبل، منتجةً أشكالًا جديدة من حالات العدوى.

حدثت العدوى البشرية في حالات انتقال منفصلة في كل مرحلة رافقت نشوء سلالة جديدة في الإبل.

"هذا البحث يقدم التغطية الأكثر شمولًا لتطور MERS-CoV في الإبل، التي تُعتبر المضيف النشط في نقل هذا الفيروس إلى البشر. يتيح عملنا رسم صورة أكثر وضوحًا لتطور MERS في مستودعاته المضيفة"، وفق قول يي جوان، مدير مختبر الدولة الرئيسي للأمراض المعدية الناشئة ومركز بحوث الإنفلونزا، جامعة هونج كونج، والمشارك في تأليف البحث.

تم الجمع بين تسلسلات الجينوم المأخوذة من قواعد البيانات العامة مع 67 جينومًا وُضع تسلسلها من مسحات إيجابية الإصابة بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، مأخوذة من الإبل في المسالخ والمزارع أو أسواق الجملة في كل من جدة والرياض والطائف بين مايو 2014 وأبريل 2015. وقد كان أكثر من نصف هذه الجمال مصابًا أيضًا بالفيروس التاجي كامليد ألفا، وكان اثنان من الجمال مصابَين بعدوى ثالثة مشاركة ناجمة عن الفيروس التاجي بيتا betacoronavirus.

وقد عُثر على MERS-CoV في الإبل السعودية ضمن كل من السلالات الخمس.

كانت الفيروسات التي وُضع تسلسلها من المسحات مرتبطة بأحدث السلالات، وأظهرت أن أحدث نسخة من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، السلالة 5، قد تطورت في الإبل من الفيروس المأشوب، الذي يضم أجزاء مختلفة من السلالتين 3 و4.

تترافق السلالة 5 بحالات العدوى الأخيرة في كوريا الجنوبية، التي شهدت فاشية شديدة الفوعة من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين شهري مايو ويونيو من العام الماضي، بعد أن حمل مريض الفيروس في أثناء سفره إلى منطقة الشرق الأوسط، وسقط ضحية للمرض في طريق عودته.

وتشير بيانات السلالات إلى أن الفيروس الذي أصاب هذا المريض قد أتى من الإبل، بسبب التشابه الشديد مع فيروس جملي أخذ فريق البحث عينة منه في مارس 2015، على الرغم من أن التفاصيل الدقيقة للانتقال غير واضحة.

"هذا البحث يؤكد تأكيدًا لا لبس فيه دور الإبل العربية وحيدة السنام في الحفاظ على MERS-CoV في شبه الجزيرة العربية خلال السنوات القليلة الماضية. إنها تثبت أن الحالات البشرية التي حدثت منذ 2013 كانت نتيجة الانتقالات المتكررة من الإبل مع انتقال محدود بين البشر أنفسهم"، كما يقول أندرو رامبو، وهو أستاذ كرسي في قسم التطور الجزيئي، في جامعة أدنبرة.

ما يعنيه هذا البحث، هو أن أفضل طريقة للسيطرة على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية هذا الموسم تكمن في السيطرة على الفيروس في مجموعات الإبل والأفراد الذين يتعاملون معها.

يقول يي جوان: "إن فيروس MERS واسع الانتشار بين الإبل، وهو أكثر انتشارًا في الإبل الفتية... وهذا يؤكد بوضوح الحاجة إلى درجة أكبر من الفصل بين البشر والإبل الفتية بشكل خاص. كما يجب تطبيق تدابير مشددة للحجر الصحي والأمن الحيوي".

ويضيف يي جوان أن الفيروسات المشابهة لتلك المسببة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كانت موجودة في الإبل لبعض الوقت، "لذا فإن تحديد ما أدى إلى ظهور هذه الحالات من العدوى البشرية، ولماذا يسبب هذا الفيروس حدوث مرض على هذه الدرجة من الشدة، يحتاج إلى مزيد من البحث".

ولكن المفتاح لفهم أسس انتقال MERS، وفقًا لأندرو رامبو، يكمن في دراسة المرض باعتباره من أمراض الثروة الحيوانية - من خلال المراقبة الروتينية والمستمرة للفيروس لدى الإبل.

doi:10.1038/nmiddleeast.2016.58


  1. Sabir, J. et al. Co-circulation of three camel coronavirus species and recombination of MERS-CoVs in Saudi Arabia. Science. http://dx.doi.org/10.1126/science.aac8608 (2015)