Using AI to control energy for indoor agriculture
30 September 2024
Published online 10 أكتوبر 2012
تم إجلاء باحثين أجانب، وبعض الموظفين المحليين من مركز زراعي سوري، خوفًا على سلامتهم، نظرًا إلى تدهور الأوضاع الأمنية، وزيادة الغارات على المقر.
تعرضت أجهزة كمبيوتر، وسيارات، ومعدات أخرى للسرقة من المقر الرئيسي للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا" في تل حديا على مشارف مدينة حلب في شمال غرب البلاد.
وقال محمود الصلح، عالم الوراثة و المدير العام بإيكاردا، إن أبحاث المركز لم تتعطل، مشيرًا إلى أن الاستعداد النشط من قِبَل الموظفين أدى إلى عدم فقدان المعلومات.
وأضاف قائلاً: "تمت مهاجمة المبنى عدة مرات [من قِبَل اللصوص] ، ونحن نحاول إصلاح السياج الآن. لقد سرقوا حوالي 120 حافلة وسيارة قديمة، وأجهزة تكييف هواء، وأجهزة كمبيوتر".
وتابَع بقوله: "لدينا الآن قوة حماية مدعومة بواسطة سكان محليين من المناطق المجاورة".
يقع المقر الرئيسي لإيكاردا في مدينة حلب، لكن لديه العديد من المكاتب الإقليمية، ومراكز البحث في الأردن، ولبنان، ومصر، والمغرب، وتونس، وتركيا، وإثيوبيا. وللمركز برامج بحثية وتنموية، وأخرى لبناء القدرات في أكثر من 40 دولة، بالتعاون مع برامج وطنية.
وبحسب المكتب الصحفي لإيكاردا، فإن عملية نقل الباحثين الأجانب إلى هذه المكاتب ساعدت مركز إيكاردا على مواصلة عمله.
وهناك العديد من المشروعات الكبرى، تجرى حاليًا في جنوب ووسط آسيا، وشمال أفريقيا، وفي جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا.
سوف تكون لنا مراكز بحثية في أماكن أخرى؛ حتى لا نضع بيضنا في سلة واحدة
وبالإضافة إلى الأبحاث التي تهدف إلى زيادة محاصيل البقوليات والقمح في بعض أكثر مناطق العالم جفافًا، يعمل إيكاردا أيضًا مع حكومات في أفريقيا؛ لتحديد أفضل المحاصيل الاستراتيجية، وضمان الأمن الغذائي والمائي.
كما يعمل المركز كذلك مع بلدان في المنطقة تمزقها الحروب. وبالإضافة إلى مشروعات إعادة بناء الأنظمة الزراعية في أفغانستان والسودان، قام المركز بإعادة تفعيل أحد البرامج في نوفمبر/تشرين ثان 2011 مع ليبيا؛ لرفع مستوى إمكانات البحوث الزراعية للبلاد، بعد رحيل معمر القذافي. وبدأ المركز مؤخرًا في التعاون مع الحكومة العراقية، بشأن مشروع للأبحاث التنموية ـ هو الأول من نوعه ـ لتقييم مستويات الملوحة في البلاد، وتقديم مقترحات لضمان الأمن الغذائي الوطني.
ولحسن الحظ.. انتهى موسم الحصاد قبل إجلاء الموظفين، واستطاع المزارعون حصاد كافة المحاصيل والحبوب التجريبية تقريبًا.
وأردف الصلح قائلاً: "نحن الآن نحرث الحقول فقط، ونجهز مشاتل زراعية لإرسالها إلى جميع أنحاء العالم"، مضيفًا أن هذه العمليات كانت مستمرة، لكن العدد المحدود من الموظفين السوريين الذين لا يزالون في حلب يحضرون إلى المركز بصورة أقل من المعتاد.
تم نقل جميع المعدات باهظة الثمن والحساسة إلى منازل في حلب، كانت مؤجَّرة من قِبَل الموظفين المغتربين الذين تم نقلهم [من المركز الرئيسي[ للحفاظ على سلامتهم . وهناك محطة بحثية صغيرة في تربول ـ وهي مدينة صغيرة في منطقة البقاع في لبنان ـ ما زالت تعمل أيضًا.
وأشار الصلح إلى التدابير التي اتخذها إيكاردا لحماية بياناته وأنشطته عندما زادت حدة المواجهات داخل وحول مدينة حلب. "بحلول منتصف يوليو/تموز قمنا بتنظيم كافة الأمور، ولكنْ بدأ الوضع الأمني في التدهور بالفعل في حلب بنهاية شهر يوليو".
وأضاف قائلاً: "ولحسن الحظ.. كنا قد قمنا بعمل نسخ إضافية بالفعل لجميع الوثائق البحثية، والمالية، والوثائق الخاصة بالمؤسسات (في خارج سوريا)".
وتابع بقوله: "نقوم الآن بوضع خطة جديدة متوسطة المدى، وأخرى بعيدة المدى؛ لتعزيز اللامركزية. وسوف تكون لنا مراكز بحثية في أماكن أخرى؛ حتى لا نضع بيضنا في سلة واحدة، لكن حلب ستظل المقر الرئيسي لإيكاردا، ولسوف ننشئ مراكز أخرى في مصر، وإثيوبيا، والهند".
وبالإضافة إلى ذلك.. أكد الصلح أن بنك الجينات الخاص بإيكاردا ـ وهو وأحد من أهم بنوك الجينات الزراعية في العالم ـ لم يتعرض لِأَيِّ أذى.
ويعتقد الصلح أن اللصوص لم يهاجموا بنك الجينات، ربما لأنهم كانوا يركِّزون أكثر على الأجهزة التي كانوا يستطيعون استخدامها، أو بيعها بسهولة.
واستعدادًا لما هو أسوأ.. أرسل الموظفون أيضًا نُسَخًا من كافة بيانات التسجيل الخاصة ببنك الجينات إلى بنك جينات سفالبارد في النرويج، وبنوك جينات أخرى حول العالم، حسبما ذكر الصلح.
وأضاف: "تم تكرار جميع هذه المحاولات في مواقع مختلفة، بما فيها مصر وتركيا".
وبسبب حالة عدم اليقين المستمرة في سوريا، فإن هناك مخاوف من إمكانية تراجع تمويل أنشطة المركز البحثي. وأشار الصلح إلى أن مكتب الاتصالات الخاص بإيكاردا أكَّدَ أنه لا يوجد أيّ مؤشر علي انسحاب أيٍّ من الداعمين.
وقال الصلح: "بعد التطورات التي حدثت في الشرق الأوسط، أصبح عمل إيكاردا أكثر أهمية".
واختتم بقوله: "توجد الآن مشاكل في الدول العربية بعد الثورات، ولكنْ كان من المستحيل أن يستمر الوضع مثلما كان عليه من قبل. ستظهر النتائج الإيجابية للربيع العربي على المدى البعيد".
doi:10.1038/nmiddleeast.2012.144
Stay connected: