أفضل صور العلوم لعام 2025
29 December 2025
نشرت بتاريخ 29 ديسمبر 2025
تضم هذه الباقة المختارة من دورية Nature لقطة لسطح الشمس المتقد، وأخرى لدب ماء مجهري يحمل وشمًا، فضلًا عن مشهد لظاهرة "عفاريت البرق" الحمراء النادرة، وغير ذلك الكثير من المقتطفات المذهلة.
لقطة بعدسة تلسكوب آندرو ماكارثي من أرشيف موقع «كوزميك باكجراوند» cosmicbackground.io
هل يمشي هذا الرجل على سطح الشمس؟
تصور هذه اللقطة ظلًا واضح المعالم لأحد ممارسي القفز بالمظلات وقد ارتسم على خلفية من سطح الشمس المتقد، وكأن الرجل يغوص بجرأة في عالم مجهول. وتظهر في الخلفية بقع الكلف الشمسي الداكنة، التي تتشكل عندما تحتجز المجالات المغناطيسية القوية بعضًا من حرارة الشمس لتعترض وصولها إلى السطح. تطلب النجاح في اقتناص هذه اللقطة المبهرة شهورًا من التخطيط ودقة في التوقيت من كل من آندرو ماكارثي، مصور اللقطات الفلكية، وجابريال براون خبير القفز بالمظلات. كما اقتضى استخدام تلسكوب شمسي مصمم خصيصًا لالتقاطها.
لقطة معدلة من دراسة: Z. Yang et al. Nano Lett. 15, 6168–6175 (2025)
أصغر وشم في العالم
في هذه اللقطة، يحمل حيوان دب الماء الدقيق هذا، ما قد يُعد أصغر "وشم" في العالم. ولصنع هذا الوشم، استخدم باحثون شعاعًا من الإلكترونات لنقش هذه النقاط على طبقة من الجليد غطت الحيوان المجهري. إذ تحفز الأشعة الجليد على التحوُل إلى مركَّب يلتصق بجلد دب الماء، ليترك وشمًا ظاهرًا حتى عندما يتبخر ما تبقى من الجليد. ويفيد الفريق البحثي الذي يُنسب له ابتكار هذه التقنية عالية الدقة بأنها قد تستخدم في تطبيقات عدة في مجال هندسة الطب الحيوي. وفي الوقت الحالي، يعمل الفريق على وضع وشوم على كائنات حية أصغر، مثل البكتريا، باستخدام التقنية ذاتها.
لقطة بعدسة كاميرا جان روزنبوم من مسابقة «نيكون سمول وورلد» Nikon small World
عالَم في قطرة
في هذه اللقطة التي رصدتها عدسة مجهر اختصاصي الهندسة الكيميائية جان روزنبوم، تطفو مستعمرات من طحالب من نوع Volvox في قطرة ماء، حيث تتألف كل مستعمرة كروية من مئات آلاف الخلايا المفردة التي تعمل معًا في تناغم، لتقدم لنا لمحة عن شكل محتمل للحياة متعددة الخلايا في صورتها الأولى. وقد فازت هذه اللقطة بالمركز الثاني في مسابقة «نيكون» Nikon للتصوير المجهري الضوئي لعام 2025.
لقطة بعدسة مجهر بيدرو ميدينا من مختبر «لي لاب» Li Lab
كُلية اصطناعية
هذه الكلية البشرية المستزرعة مختبريًا والمركبّة من عدة عضيات تُعد خُطوة نحو ابتكار كُلية اصطناعية. وقد تكونت بها وحدات ترشيح صغيرة حول نُبيب تصريف مركزي، على النحو الذي تنتظم به البِنى في الكُلى الحقيقية. وعند استزراعها في فئران، نجحت هذه البِنى في تنقية الدم من الشوائب وامتصاص البروتينات.
لقطة بعدسة كاميرا دان زافرا من أرشيف موقع «كابتشر ذا أتلاس» Capture the Atlas.
برق أحمر
نجح مصورون في اقتناص هذا المشهد النادر للأشكال الحمراء المميزة لظاهرة "عفاريت البرق" في سماء نيوزيلندا في أكتوبر الماضي. تنتج هذه الظاهرة عن اندفاع دفقات من الطاقة الكهربية لأعلى في الغلاف الجوي، ما يخلق أشكالًا متعرجة غريبة تتوهج لمدة لا تزيد على بضع مللي ثوان. “تعقيبًا على هذه اللقطة، يقول المصور توم راي: "بالنظر إليها، يبدو أنك تطالع شيئًا خياليًا، تبدو حقًا وكأنها من عالم آخر".
لقطة بعدسة جيانكارلو مازاريسي من مسابقة «مصور العام للمحيطات» عن عام 2025
بزاق يستمد طاقته من الشمس
يُمكن لبزاق خروف الورق Costasiella kuroshimae الاقتيات على الطحالب واختزان بلاستيداتها الخضراء في خلاياه، حيث تُجمِّع هذه البلاستيدات ضوء الشمس لتنتج طاقة البزاق من خلال عملية التمثيل الضوئي. ويستمد هذا البزاق البحري اسمه من أعضاء الاستشعار على كلا جانبي رأسه، والتي تبدو نوعًا ما شبيهة بأذني الخروف. وقد التُقطت عدسة كاميرا جيانكارلو مازاريسي صورة هذا البزاق وهو يضع بيضه متراصًا في شكل حلزوني، وكان البزاق جزءًا من سلسلة من الصور التي كرَّمتها جائزة «مصور العام للمحيطات» Ocean photographer of the Year من مجلة «أوشيانوجرافيك» Oceanographic.
لقطة بعدسة آمي فيتالي من مسابقة «بيج بيكتشر ناتشورال وورلد فوتوجرافي» BigPicture Natural World Photography
عودة بأعداد وحيد القرن إلى الازدهار
بفضل الجهود التي بُذلت في مجال العمل البيئي، عادت أعداد وحيد القرن الأسود Diceros bicornis في كينيا إلى الازدهار بعد أن كان قد شارف على الانقراض. غير أن حماية هذا النوع تتطلب عملًا شاقًا. وفي هذه اللقطة، التي فازت بجائزة مسابقة «بيج بيكتشر» BigPicture لهذا العام في فئة تصوير الأحياء البرية ، يبرهن فريق عمل بيئي يعالج وحيد قرن على البراعة والتنسيق الذي يتطلبه التعامُل الآمن مع هذا الحيوان القوي، حتى عندما يكون وحيد القرن تحت تأثير مخدر.
لقطة بعدسة كاميرا سانديب جوها
حضن مخيف
في هذه اللقطة التي اقتنصتها عدسة كاميرا مصوّر الظواهر الطبيعية سانديب جوها في مدينة سيليجوري الهندية، نشهد تزاوُج زوج من العناكب السلطعونية. وتسلط اللقطة الضوء على الاختلاف بين حجم الذكر وشريكته في التزاوج التي تفوقه حجمًا بدرجة كبيرة (يُذكر أنه في بعض أنواع العناكب السلطعونية، تربو الإناث حجمًا على الذكور بما يزيد على 60 مرة). وقد فازت اللقطة بجائزة مسابقة شركة «لندن كاميرا إكستشينج » لتكريم مصور العام .
لقطة بعدسة لالو دي ألميدا من أرشيف موقع «بانوس بيكتشرز» Panos Pictures.
محاكاة لمستقبل الغابات
صمم علماء ما يشبه "آلة الزمن" في البرازيل. وهو جهاز يضخ ثاني أكسيد الكربون في الغطاء النباتي الغابي لمحاكاة شكل الغلاف الجوي في المستقبل. ويهدف هذا المشروع إلى استكشاف الكيفية التي يتأقلم بها المحيط الحيوي مع التغير المناخي. وفي الوقت الحالي، يقبع الجهاز بالقرب من مدينة بليم البرازيلية حيث انعقدت في نوفمبر الماضي الدورة الثلاثون من مؤتمر قمة أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي.
لقطة بعدسة كاميرا «مرصد فيرا سي روبين» من أرشيف شراكة وزارة الطاقة الأمريكية ومؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية.
أولى لقطات مرصد «فيرا روبين»
باستخدام الكاميرا الرقمية الأكبر على الإطلاق في مرصد «فيرا سي روبين» في دولة تشيلي، والتي تتمتع بدقة قدرها 3200 ميجا بكسل، رُصدت هذه اللقطة المذهلة لمجرة «ميسييه 20»، ومجرة «سديم البحيرة «M8، حيث جمعت الكاميرا بين مئات اللقطات للمجرتين، لتصدر هذه الصورة أخيرًا على الإنترنت في عام 2025.
لقطة بعدسة كاميرا إيثان سووب نشرتها وكالة «أسوشيتد برس» من موقع «Alamy»
جحيم مدينة
في يناير الماضي، شهدت مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية بعضًا من أشد الحرائق فتكًا وتدميرًا على الإطلاق. اجتاحت الحرائق أحياء المدينة معيثة في اندفاعها الدمار بالآلاف من مبانيها لتتحول إلى أكوام من الحطام المتفحم. ويرى باحثون أن الكثافة العمرانية المرتفعة بالمدينة ورياحها القوية قد أسهما في تعزيز انتشار الحرائق السريع بها. ويُحتمل أن "تأرجح الطقس"، وهو ظاهرة يشهد فيها الطقس تقلبًا حادًا بين الرطوبة الشديدة والجفاف الشديد، قد لعبا دورًا في هذا الانتشار. وقد تصبح العواصف النارية المماثلة أكثر انتشارًا مع تزايد احترار مناخ الأرض.
لقطة بعدسة كاميرا المصور فرانسيسكو نيجروني
حلقات نارية
في هذه اللقطة، يظهر زوج من السحب التي تأخذ شكلًا دائريًا سارًا للنظر، وقد أضاءت كلتا السحابتين حمم بركان فيلاريكا في تشيلي، والليل يرخي سدوله على المنطقة. هذا المشهد، اقتنصته عدسة كاميرا المصور فرانسيسكو نيجروني الذي يذهب في رحلات دورية إلى المنطقة بهدف مراقبة نشاطها البركاني.
من منظور شخصي
أثناء العمل على انتقاء أفضل الصور العلمية خلال عام 2025، طُلب إلى كلٍّ من محرري الوسائط لدى دورية Nature أن يختار صورةً واحدة تحمل بالنسبة إليه معنًى خاصًا. إليكم الصور التي وقع عليها اختيار أعضاء الفريق.
لقطة بعدسة كاميرا المصور جرايسون بيل، حازت «جائزة مسابقة نيكون كوميدي وايلدلايف» Nikon Comedy Wildlife Award.
ضفدعان يتعاركان
ليزي براون (مدير فريق تحرير الوسائط)
هذه اللقطة الفائزة بجائزة «نيكون كوميدي وايلدلايف» Comedy Wildlife Awards في مسابقة شركة «نيكون» Nikon للتصوير لعام 2025 (في فئة الصور الكوميدية للأحياء البرية) لفتت انتباهي ورسمت حقًا على وجهي الابتسامة. وفيها، يظهر اثنين من ذكور الضفدع الأخضر Lithobates clamitans في أثناء نزاعهما على منطقة من موئل لهذه الضفادع. هذه الصورة، التقطتها عدسة كاميرا جرايسون بيل، المصور الموهوب البالغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، والذي منحها عنوانًا مبتكرًا طريفًا هو "عماد قسري لخارج عن الدين".
اللقطة بعدسة كاميرا جايد هوكسبيرجن من مسابقة «مصور العام للمحيطات»
الطبيعة في حلة وردية
جيسيكا هاليت (محررة وسائط)
من بين آلاف الصور التي شاهدتها هذا العام، تُعد هذه اللقطة لأنثى من صغار سرطان البحر من نوع Hoplophrys oatesii، وهي تجثم على قاع افترش بالشعاب المرجانية، من بين أحب اللقطات على الإطلاق لقلبي. التقط المصور والفنان جايد هوكسبيرجن هذه الصورة المذهلة. وقد وصلت إلى التصفيات النهائية في فئة «الفنون الجميلة» Fine Arts في مسابقة «مصور العام للمحيطات» Ocean Photographer of the Year. واكتشاف هذا السرطان الصغير الذي تخفَّى ببراعة في البيئة المحيطة له يشهد على قوة ملاحظة هوكسبيرجن ومنظوره المُختلف للأشياء. وقد بثت اللقطة في نفسي بهجة وسرورًا جددا طاقتي بعد مطالعة العديد من الصور المباشرة الكئيبة التي مرت على مكتبي هذا العام.
لقطة بعدسة كاميرا ماركو لونجاري من أرشيف وكالة فرانس برِس على موقع «جيتي» Getty للصور
خلفية من عالم المراصد الفلكية
توم هوتون (محرر أول وسائط)
ذُهلت من التبايُن اللوني المدهش في هذه الصورة، التي يظهر فيها فِطر وحيد، وقد لاحت في خلفيته ثلاثة صروح هي هوائيات لتلسكوب «كات-7» KAT-7 الراديوي الذي خرج عن الخدمة بمحمية «ميركات» الوطنية في دولة جنوب إفريقيا. تبرز التشكيلة في هذه الصورة أوجه التشابه والاختلاف بين عناصرها، وتشهد حقًا على قوة ملاحظة ماركو لونجاري مصور وكالة فرانس برِس.
لقطة بعدسة كاميرا المصور ثاناسيس ستافراكيس، نشرتها وكالة «أسوشيتيد برس» من موقع «Alamy» للصور.
إنقاذ بطولي
أجنيس أبروسكي (محررة أولى للوسائط)
في هذه اللقطة، حاملًا خروفًا، يقود رجل دراجته على منحدر يكسوه التراب على أحد التلال المطلة على مدينة بتراس، ثالث كبرى مدن اليونان، في لحظة اجتمعت فيها رقة الشعور وإلحاح الموقف، أثناء اجتياح حرائق الغابات للأحياء على منحدرات التل. التقط ثاناسيس ستافراكيس مصور وكالة «أسوشيتيد برس» هذه الصورة في وقت متأخر من عصر يوم بمنتصف أغسطس الماضي. وتجسد اللقطة الحمية التي اقتضاها الموقف، وتلفت إلى واقع عام: تزايد وطأة الحرائق على امتداد جنوب أوروبا، والبطولات الصامتة التي يُقدم عليها من يرفضون ترك الحيوانات وراءهم.
لقطة بعدسة كاميرا المصور إيمانويل تاردي
كسلان يتشبث بالحياة
أميليا هينيجهاوزن (محررة وسائط)
بوصفي محررة صور، أرى العديد من الصور المأساوية يوميًا، لكنني لم أستطع نسيان هذه اللقطة. هذا التناقض بين الوداعة التي تطل من وجه حيوان الكسلان وهيئته المسالمة من ناحية والسياج الشائكة المصنوعة بشريًا من ناحية أخرى يجسد تشبث الطبيعة بالحياة. فعلى مستوى العالم، يجري تدمير العديد من موائل الأحياء البرية. وتخدم هذه اللقطة كرسالة تذكير لنا جميعًا بأن علينا أن نعيد النظر في أساليب إدارتنا لموارد البيئة.
doi:10.1038/nmiddleeast.2025.230
تواصل معنا: