أحدث الأبحاث

رصد بخار الماء لأول مرة في الأقراص الكوكبية

نشرت بتاريخ 14 مارس 2024

كشف يساعد على فهم الظروف التي نشأ فيها كوكب المشتري قبل نحو 4.5 مليارات سنة

شادي عبد الحافظ

بُني
مرصد ألما على ارتفاعٍ عالٍ جدًّا وفي موقعٍ جافٍّ جدًّا بصحراء أتاكاما في تشيلي

بُني مرصد ألما على ارتفاعٍ عالٍ جدًّا وفي موقعٍ جافٍّ جدًّا بصحراء أتاكاما في تشيلي


D. Kordan/ESO
Enlarge image
تمكَّن فريق بحثي دولي من رصد كمٍّ من بخار الماء يساوي على الأقل ثلاثة أضعاف كمية المياه الموجودة في جميع محيطات الأرض، وذلك في القرص الداخلي لنجم شبيه بالشمس يُسمى "إتش إل توري" (HL Tauri)، ويقع على بُعد 450 سنة ضوئية من الأرض.

ووفق دراسة نشرتها دورية "نيتشر أسترونومي" (Nature Astronomy)، فإن تلك الكمية من بخار الماء قد وُجدت في فجوة داخل قرص الغاز والغبار الذي يدور حول ذلك النجم، وهو مكان من المحتمل أن يتشكل فيه كوكب.

يقول ستيفانو فاكيني، أستاذ الفيزياء وعلم الفلك في جامعة ميلانو، والمؤلف الرئيس للدراسة: "اكتشفنا بخار الماء عبر استخدام مقياسَي التداخل والتدفق في مرصد ألما، عند أطوال موجية أطول بكثير من الطول الموجي للضوء، ووجدنا إشارات لونية مرتبطة ببخار الماء".

وأضاف "فاكيني" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": إن رصد المياه باستخدام تلسكوبات أرضية يُعد أمرًا معقدًا؛ لأن بخار الماء الغزير في الغلاف الجوي يؤثر على جودة النتائج، لكن مرصد ألما بُني على ارتفاعٍ عالٍ جدًّا (حوالي 5000 متر فوق مستوى سطح البحر) وفي موقعٍ جافٍّ جدًّا (صحراء أتاكاما في تشيلي)، ما أتاح له إجراء هذه القياسات الدقيقة.

ويُعد موقع تلك الفجوة في القرص الكوكبي المحيط بنجم "إتش إل توري" موقعًا مناسبًا لتكوين كواكب مثل المشتري، وبالتالي فإن رسم خرائط لتوزيع بخار الماء في نظام تشكيل الكوكب يمكن أن يساعد في فهم كيفية تشكُّل كوكب المشتري في نظامنا الشمسي قبل 4.5 مليارات سنة، وفق الدراسة.

يقول "فاكيني": لا تجيب ملحوظات الباحثين بشكل مباشر عن الأسئلة المتعلقة بمصدر مياه الأرض، وهي أسئلة مركزية في نطاق الفيزياء الفلكية حاليًّا، لكن من خلال تحسين فهمنا للظروف التي صاحبت تشكُّل كوكب المشتري، يمكن أن يساعد ذلك في الكشف عن كيفية تأثير النظام الشمسي الخارجي على النظام الشمسي الداخلي، حيث وُلدت الأرض

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.91