أخبار

المدن الخضراء في الشرق الأوسط: خطوة نحو استدامة المياه والبيئة

نشرت بتاريخ 29 فبراير 2024

الحلول المبتكرة تستهدف تقليص انبعاثات الكربون وتقليل البصمة الكربونية.

محمد السعيد

تعد مدن المنطقة إحدى أكثر مناطق العالم معاناة من شح المياه
تعد مدن المنطقة إحدى أكثر مناطق العالم معاناة من شح المياه
Jake Lyell/ Alamy Stock Photo Enlarge image
أوضح مقال نشرته مجلة "نيتشر ووتر" أن "عملية التشجير من أهم وسائل استعادة الموارد المهدرة والحفاظ على التنوع البيولوجي في الشرق الأوسط، وتخضير مدن المنطقة التي تُعد إحدى أكثر مناطق العالم معاناة من شح المياه".

 

وأشار المقال إلى أنه "في سياق مبادرات التخضير واسعة النطاق في بيئات شديدة الجفاف مثل الشرق الأوسط، يجب زيادة التأكيد على التخضير الحضري من أجل الاستفادة من سهولة الوصول إلى البنية التحتية المائية الحالية والري، لتحقيق التنمية المستدامة"، فالتخضير يوفر فوائد مثل تبريد المناطق الحضرية وتعزيز قابلية العيش فيها.

 

تقول الكاتبة الرئيسية للمقال "بيينج هونج" -رئيسة قسم علوم وهندسة البيئة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تتضمن الحلول المبتكرة والعملية التي يمكنها تعزيز استدامة مبادرات التخضير في البيئة شديدة الجفاف في الشرق الأوسط تقليص انبعاثات الكربون أو تحسين تكاليف الطاقة المرتبطة بالمياه المحلاة.

وتشمل الحلول التي يقترحها المقال أيضًا التقنيات اللاهوائية لتوفير طريقة موجبة الطاقة أو خالية من الطاقة لمعالجة مياه الصرف الصحي، ما من شأنه تقليل البصمة الكربونية لتوفير المياه للحفاظ على نمو النبات، فضلًا عن هندسة البنية التحتية الخضراء والزرقاء في التصاميم المعمارية الحضرية.

 

بيينج هونج رئيسة قسم علوم وهندسة البيئة في جامعة كاوست
بيينج هونج رئيسة قسم علوم وهندسة البيئة في جامعة كاوست
Pei-Ying Hong Enlarge image

وهناك أيضًا تقنيات تعديل التربة التي تم تطويرها في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، مثل تقنية الرمال فائقة المقاومة للماء لتعزيز كفاءة الري، وتقنية الفحم الحيوي المعدل هندسيًّا لتعزيز كفاءة استخدام الأسمدة، والكائنات الحية الدقيقة المعززة لنمو النباتات تحت ضغط الجفاف.

 

وتوضح "هونج" أن "إنتاج الفحم الحيوي المعدل هندسيًّا يتم تصنيعه من الانحلال الحراري للنفايات العضوية، مثل روث الدجاج، وبقايا المحاصيل والطعام، وحمأة مياه الصرف الصحي، وهو مصمم خصوصًا للتربة القلوية".

 

من جهته، يؤكد "أسامة سلام" –الأستاذ المساعد بالمركز القومي للبحوث بمصر، ومدير مشروعات المياه بهيئة البيئة، أبو ظبي- ضرورة استخدام تقنيات الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط والرش، واختيار محاصيل مقاوِمة للجفاف، وتطبيق أنظمة إدارة الري الذكية للتحكم في كمية المياه المستخدمة، وكذلك إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالَجة في ري بعض المحاصيل.

 

يقول "سلام" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يجب ترشيد استهلاك المياه واستخدام تركيبات وأدوات موفرة للمياه في المنازل، وإعادة استخدام المياه الرمادية (من المغاسل والأحواض) لري الحدائق، أما في القطاع الصناعي فمن المهم تطبيق تقنيات إعادة التدوير ومعالجة المياه واستخدام أنظمة تبريد موفرة للمياه.

 

كما يؤكد خبراء المياه أهمية الاهتمام بالتصميم العمراني من خلال استخدام مواد بناء موفرة للمياه، وتصميم أحياء سكنية صديقة للبيئة ذات مساحات خضراء واسعة، وإنشاء أنظمة معالجة مياه صرف صحي صديقة للبيئة، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام ووسائل النقل غير المستخدِمة للوقود.

 

وتقول "هونج": نحتاج إلى استثمارات كبيرة لتجديد البنية التحتية الحالية لتحلية المياه باستخدام طاقة متجددة نقية، وكذلك لتغيير تقنيات معالجة مياه الصرف الصحي الحالية من التقنية الهوائية إلى اللاهوائية.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.68