أحدث الأبحاث

رصد ضحايا النجوم المصاصة للدماء للمرة الأولى

نشرت بتاريخ 16 فبراير 2024

توفر دراسة هذه النجوم فرصة جيدة لفهم تطور النجوم الثنائية

شادي عبد الحافظ

تصوير
فني لنجم Be
وقرصه (أعلى اليمين) يدور حول نجم خافت وساخن ومجرد (أسفل اليسار

تصوير فني لنجم Be وقرصه (أعلى اليمين) يدور حول نجم خافت وساخن ومجرد (أسفل اليسار


William Pounds Enlarge image
أجرى باحثون من "مركز علم الفلك عالي الدقة الزاوي" مسحًا لمجموعة من النجوم يُعتقد أنها التهمت معظم الغاز من النجوم المرافقة التي تدور حولها، وفق دراسة نشرتها دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال".

واستعان الباحثون بمجموعة من التلسكوبات القوية الموجودة في المركز المعروف اختصارًا بـ"شارا"، ورصدوا التوهج الضعيف للنجوم التي يتم تفكيكها مع الزمن بسبب نجوم أكبر قريبة منها.

يشير دوجلاس جيز -أستاذ الفيزياء وعلم الفلك بجامعة جورجيا- إلى أن "النجوم -التي تسمى Be Stars- لها جار ضخم ساخن يمتص مادتها مع مرور الزمن".

يقول "جيز" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تتغذى هذه النجوم الضخمة على نجوم أصغر مثلما يفعل مصاصو الدماء في الأفلام، من خلال ما يشبه الجسر الذي ينشأ بين النجمين على مسافة قريبة نسبيًّا.

ويتابع: يمكن للغاز الصادر من النجم النامي عبور الفجوة بين الزوجين، بحيث تتغذى النجوم الضخمة على تيار الغاز المنقول، وتؤدي هذه العملية في النهاية إلى تجريد النجم المانح من كل غازه تقريبًا، بحيث لا يتبقى من النجم الثاني إلا بقايا من نواته.

دوجلاس جيز أستاذ الفيزياء وعلم الفلك بجامعة جورجيا
دوجلاس جيز أستاذ الفيزياء وعلم الفلك بجامعة جورجيا
Enlarge image
وكان من الصعب رصد هذه النجوم لأنها نجوم قزمة صغيرة تدور حول نجوم ضخمة سريعة الدوران، على مسافة قريبة، لكن مصفوفة "شارا" تستطيع الفصل بين هذه الثنائيات، ورصد القزم الأصغر في هذا الثنائي.

استغل الباحثون فكرة أن النجوم القزمة في هذه الثنائيات تدور بسرعات هائلة في أثناء عملية سحب المادة منها، ما يعطي إشارةً تساعد العلماء على تركيز تلسكوباتهم على منطقة بعينها، والتقاط الضوء الخافت جدًّا من تلك النجوم التي امتصت مادتها.

ورصد الباحثون هذا الضوء الخافت جدًّا من 9 من أصل 37 نجمًا عملوا على مراقبتها، ومنها النجم "إتش آر 2142" الذي يستغرق 81 يومًا للدوران حول رفيقه.

 يقول "جيز": النجوم التي رصدناها تُعد فرصةً لدراسة أكثر تعمقًا لهذه الثنائيات المحيرة، وبالتبعية فهم تطور النجوم الثنائية بشكل عام.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.55