أيهما أكثر ابتكارية: الأفكار وليدة الذكاء الاصطناعي أم وليدة البشر؟
01 December 2024
نشرت بتاريخ 29 سبتمبر 2024
وادي بهت: مجتمع زراعي معقد يعكس التفاعل الحضاري في منطقة غرب البحر المتوسط خلال عصور ما قبل التاريخ
كشف فريق من الباحثين الأثريين عن أقدم مجتمع زراعي يعود إلى حقبة ما قبل التاريخ في المغرب، شمال غرب إفريقيا، وأوضحت الدراسة التي نشرتها مجلة "أنتيكوتي" (Antiquity) أهمية المغرب في ظهور مجتمعات معقدة في البحر المتوسط، فموقعها المثالي جعل منها مركزًا للتطورات الثقافية الكبرى والاتصال بين القارات.
يقول جوليو لوكاريني، الباحث في معهد علوم التراث بالمجلس الوطني للبحوث في إيطاليا، والمؤلف المشارك في الدراسة: "اكتشفنا موقعًا كبيرًا جدًّا، تبلغ مساحته حوالي 100 ألف متر مربع، على سلسلة جبال وادي بهت، المطلة على النهر الذي يحمل الاسم نفسه في المغرب، ويعود تاريخ هذه المستوطنة إلى حوالي 3400 إلى 2900 قبل الميلاد".
يضيف "لوكاريني" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": عثر الباحثون على العديد من القطع الأثرية، مثل الفخار والأدوات الحجرية وبقايا النباتات والحيوانات من الأنواع المستأنسة، والتي عُثر على العديد منها في حفر عميقة ربما كانت تُستخدم للتخزين.
ويتابع: تقدم هذه النتائج دليلًا قويًّا على وجود مجتمع زراعي واسع النطاق، ويُعد هذا أقدم دليل واضح -خارج مصر- على وجود مجتمع زراعي في إفريقيا وأكبر موقع من نوعه في القارة من تلك الفترة.
ويقول الباحثون إنه "حتى اكتشاف وادي بهت، كانت هناك فجوة كبيرة في فهمنا الأثري لأفريقيا المتوسطية، غرب مصر، خلال الفترة ما بين 4000 و1000 قبل الميلاد، وأن هذه المنطقة الشاسعة لديها القدرة على تقديم أدلة رئيسية لم تُكتشف بعدُ والتي قد تعيد تشكيل معرفتنا بالمجتمعات المبكرة على طول الشواطئ الجنوبية للبحر المتوسط".
من جهته، يشير سيبريان برودبانك -أستاذ علم الآثار، ومدير معهد ماكدونالد للأبحاث الأثرية في جامعة كامبردج البريطانية، والمؤلف المشارك في الدراسة- إلى أن النتائج تثبت أن شمال غرب إفريقيا كان متكاملًا تمامًا مع التطورات الاجتماعية والثقافية في ذلك الوقت، على غرار المجتمعات في مصر ما قبل الأسرات، وعصر إيجة البرونزي، والعصر النحاسي في شبه الجزيرة الأيبيرية.
ويقول "برودبانك" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": كما تشير الأدلة إلى وجود اتصالات مبكرة عبر البحر المتوسط منذ أكثر من 5000 عام، أي قبل الفترات الفينيقية والرومانية والإسلامية، كما تدعم الأبحاث الجينية من مواقع أخرى فكرة الحركة بين شبه الجزيرة الأيبيرية وشمال غرب إفريقيا، ويفتح وادي بهت الباب أمام اكتشافات مستقبلية يمكن أن تحول بشكل كبير فهمنا للمغرب القديم.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.302
تواصل معنا: