نضال قسوم.. نحو ثقافة علمية تتجاوز المختبرات ومقاعد الدراسة
10 October 2024
نشرت بتاريخ 22 سبتمبر 2024
المنهجية الجديدة تعتمد على الأطر العضوية التساهمية.. وتسهم في تطوير علاجات سرطان الثدي الثلاثي السلبي
طور باحثون في جامعة نيويورك أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة جسيمات نانوية على شكل "أطر عضوية" معدلة بالببتيدات (أحماض أمينية)، بهدف علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي، وهو النوع الأكثر عدوانيةً لسرطان الثدي، فضلًا عن كونه أحد أسرع أشكال سرطانات الثدي انتشارًا.
وذكر الباحثون في دراسة نشرتها مجلة "إيه سي إس المواد التطبيقية والواجهات" (ACS Applied Materials & Interfaces)، أن طريقتهم المقترحة في العلاج تسهم في إيصال العلاج الكيميائي بدقة أكبر إلى المنطقة المستهدفة بالعلاج، وهو ما يسهم في تقليل الآثار الجانبية وتحسين نتائج المرضى.
توضح "فرح بن يطو" -الباحثة في قسم الكيمياء بجامعة نيويورك أبو ظبي، والباحثة الرئيسية في الدراسة- أن الأطر العضوية التساهمية (COFs) هي مواد عالية البنية ومسامية مصنوعة من كتل بناء عضوية مرتبطة بروابط تساهمية قوية.
تقول "بن يطو" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تم تصميم هذه الأطر لامتلاك هياكل دقيقة ويمكن التنبؤ بها بحيث يمكن تخصيصها لوظائف محددة، مثل توصيل الدواء المستهدف.
وتضيف: مع مساحتها السطحية الواسعة، ومساميتها القابلة للتعديل، واستقرارها في ظل الظروف البيولوجية، فإن الأطر العضوية التساهمية مناسبة بشكل خاص للتطبيقات الطبية، بما في ذلك علاجات السرطان المتقدمة.
ولضمان وصول أكبر قدر ممكن من التركيزات الدوائية العلاجية إلى موقع الإصابة بالورم، استخدم الباحثون الببتيدات لمساعدة الأطر العضوية التساهمية على التعرف على خلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي والارتباط بها وإطلاق حمولتها من الدواء.
"لا تعمل هذه الأطر العضوية التساهمية النانوية على تعزيز امتصاص الدواء وتحفيز موت الخلايا السرطانية المستهدفة فحسب، بل تفعل ذلك أيضًا من خلال الاستجابة للظروف الحمضية السائدة داخل بيئة الورم، ويؤدي هذا الإجراء المستهدف إلى إطلاق الدواء بشكل دقيق، مما يضمن توصيل العلاج الكيميائي بدقة حيث تكون هناك حاجة إليه أكثر"، وفق "بن يطو".
ووفق الباحثين، فإن قدرة النهج المقترح على تقليل التأثير على الخلايا السليمة مع تعظيم التأثيرات العلاجية على الأنسجة السرطانية تعالج بعض التحديات الرئيسية في علاجات السرطان الحالية، فمن خلال ضمان اقتصار إطلاق الدواء على مواقع الورم، تعمل الطريقة المقترحة على تقليل الآثار الجانبية بشكل كبير وتحسين فاعلية العلاج الكيميائي المقدم، كما تمهد الطريق أيضًا لعلاج السرطان المخصص للغاية، بحيث يكون العلاج بناءً على الخصائص المحددة لورم كل مريض، مما يعزز نظام علاج أكثر فاعليةً وأقل ضررًا.
تقول "بن يطو": حتى الآن، تم التحقق من صحة طريقتنا من خلال دراسات دقيقة في المختبر ونماذج في الجسم الحي باستخدام حيوانات صغيرة، لم نبدأ بعدُ التجارب البشرية؛ إذ يتطلب الانتقال من النماذج المعملية والحيوانية إلى التطبيق السريري في البشر مزيدًا من التطوير والتجارب السريرية المكثفة لتأكيد السلامة والفاعلية.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.295
تواصل معنا: