رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 27 يونيو 2024
مقلدي: تمثل حمى القلب الروماتيزمية إعاقة شديدة في بلدان العالم النامي.. وجراحة ترميم صمامات القلب تقلل خطر الوفاة
ذكرت دراسة دولية شارك فيها باحثون مصريون أن المصابين بحمى القلب الروماتيزمية معرضون لخطر الوفاة بشكل كبير، خاصةً أولئك الذين يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل.
وأوضحت نتائج الدراسة المنشورة بدورية "الجمعية الطبية الأمريكية" (JAMA) أن إعطاء الأولوية للحصول على الرعاية الجراحية إلى جانب التدابير الوقائية الحالية مثل العلاج الوقائي بالمضادات الحيوية يمكن أن يحسِّن نتائج المرضى إلى حدٍّ كبير.
حمى القلب الروماتيزمية
حمى القلب الروماتيزمية هي مرض التهابي ناتج عن العدوى ببكتيريا المكورات العقدية المعروفة بالميكروب السبحي، وتصيب هذه الحالة عادةً الأطفال والمراهقين نتيجة التهاب حلقي بكتيري غير معالج بشكل صحيح، وتُعد سببًا رئيسيًّا لفشل القلب والوفاة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتبدأ أعراض الحمى الروماتيزمية عادةً بالظهور بين أسبوعين إلى 4 أسابيع بعد الإصابة بعدوى التهاب الحلق، وتشمل أبرز أعراضها الحمى، والتهاب الحلق، وصعوبة في البلع، وألم المفاصل أو التورم، والإرهاق، وطفح جلدي.
يقول فتحي مقلدي، أستاذ أمراض القلب بجامعة قناة السويس، وقائد فريق البحث المصري المشارك بالدراسة: "إن حمى القلب الروماتيزمية تمثل إعاقة شديدة في بلدان العالم النامي؛ إذ يبلغ عدد المصابين بها حوالي 40 مليون شخص عالميًّا، في حين أنها غير موجودة أو نادرة الحدوث في البلدان المتقدمة مثل الولايات المتحدة وفرنسا واليابان".
يضيف "مقلدي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يصيب المرض 6 أشخاص من كل 1000 نسمة في مصر، وتركز البلاد جهودها للتخلص من المرض.
وأوضح أن الدراسة ركزت بشكل أساسي على العوامل التي تؤدي إلى الوفاة بين المرضى، واختبار فاعلية الحصول على الرعاية الصحية اللازمة للوقاية من المضاعفات الخطيرة للمرض، مثل تلف صمامات القلب وجلطات المخ، وهي شائعة للغاية بين المرضى؛ إذ يصاب عدد كبير منهم بالرجفان الأذيني المؤدي إلى السكتة الدماغية.
24 دولة
شملت الدراسة 13696 مريضًا بحمى القلب الروماتيزمية، متوسط أعمارهم 43.2 سنة، من 138 موقعًا عبر 24 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، بينها مصر والسودان وباكستان ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، والهند والصين.
وتمت متابعة المرضى لمدة 3.2 سنوات في المتوسط، وأثبتت النتائج أن حوالي 15% من المرضى توفوا خلال 3 سنوات، وكانت معظم الوفيات بسبب فشل القلب أو الموت القلبي المفاجئ.
وأدت جراحة ترميم صمامات القلب إلى تقليل خطر الوفاة بشكل كبير بين المرضى، وعلى الرغم من العدد الكبير من المرضى الذين يعانون من الأعراض، خضع 5٪ فقط لجراحة ترميم الصمامات على مدى 3 سنوات.
وتساعد هذه الجراحة على استعادة وظائف الصمام التالف، ما يتيح تدفق الدم بشكل أفضل عبر القلب، وتقليل خطر فشل القلب.
وكشفت النتائج عن تفاوت في الرعاية الصحية، إذ كانت معدلات الوفيات أعلى في البلدان المنخفضة الدخل، مع اختلافات كبيرة في الوصول إلى التدخلات الجراحية المنقذة للحياة.
ووفق دراسة سابقة، تتسبب حمى القلب الروماتيزمية في وفاة 319.400 شخص سنويًّا، خاصةً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وأظهرت البلدان ذات الدخل المرتفع نتائج أفضل فيما يتعلق ببقاء المرضى على قيد الحياة، ما يعكس تحسُّن البنية التحتية للرعاية الصحية وسهولة الوصول إليها.
وتشير النتائج إلى ضرورة إجراء تحسينات كبيرة في إتاحة الرعاية الجراحية والتداخلية للمرضى في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
الوقاية خير من العلاج
يشير محمود حسنين -أستاذ أمراض القلب بكلية الطب بجامعة الإسكندرية- إلى أن نتائج الدراسة تؤكد أهمية تقديم الرعاية الصحية والتدخل الطبي لمرضى حمى القلب الروماتيزمية من أجل تقليل الوفيات.
ويضيف في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يكمن الحل الأمثل في الوقاية عبر العلاج الفوري بالمضاد الحيوي "البنسلين" بعد تشخيص التهاب الحلق البكتيري الناجم عن الميكروب السبحي، وهو ميسور التكلفة، ويستهدف هذا العلاج منع تكرار الإصابة بالالتهاب، وتقليل خطر الإصابة بحمى القلب الروماتيزمية، ما قد يكفي المرضى الحاجة إلى الجراحة لتلافي مضاعفات المرض.
كما أكد ضرورة اتباع تعليمات الطبيب وأخذ كامل جرعة المضاد الحيوي حتى لو تحسنت الأعراض قبل انتهاء العلاج.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.200
تواصل معنا: