عاصفة من الجدل أشعلها حصول الذكاء الاصطناعي على اثنتين من جوائز نوبل
14 October 2024
نشرت بتاريخ 23 يونيو 2024
درس الباحثون نسب وجود نظائر الحديد 60 والبلوتونيوم 244 في المحيطات وثلوج القطب الجنوبي والعينات القمرية
قبل حوالي مليوني سنة، كانت الأرض مكانًا مختلفًا تمامًا؛ إذ كان أسلافنا من البشر الأوائل يعيشون جنبًا إلى جنب مع النمور ذات الأسنان السيفية، والقوارض الضخمة، وسقطت الأرض في حالة تجميد عميق، مع ظهور عصور جليدية متعددة وذهابها حتى حوالي 12 ألف سنة مضت.
ويرى العلماء أن العصور الجليدية تحدث لعدد من الأسباب، تتضمن ميل الكوكب ودورانه، وتغير الصفائح التكتونية، والانفجارات البركانية، ومستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
ولكن ماذا لو كانت مثل هذه التغييرات الجذرية ليست نتيجةً لبيئة الأرض فقط، بل أيضًا لموقع الشمس في المجرة؟
السؤال السابق كان محور دراسة أجراها فريق من علماء الفلك، موضحين أن "هناك دلائل على أن المجموعة الشمسية مرت عبر سحابة كثيفة وباردة جدًّا من الغاز والغبار بين النجمي قبل حوالي مليوني عام".
وأوضح الباحثون، في دراسة نشرتها دورية "نيتشر أسترونومي" (Nature Astronomy)، أن هذا الأمر ربما أثر على مناخ الكواكب، بما في ذلك الأرض.
تقول ميراف أوفير -أستاذ فيزياء الفضاء بجامعة بوسطن، والمؤلفة الرئيسية للدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تمكنت هذه السحابة من ضغط الغلاف الشمسي والوصول إلى الكواكب داخله.
والغلاف الشمسي أشبه بفقاعة منتفخة بالفضاء تنشأ من تدفق مستمر من الجسيمات المشحونة التي تسمى الرياح الشمسية، والتي تمتد إلى ما بعد بلوتو، وتغلف الكواكب بما تسميه وكالة ناسا "فقاعة عملاقة" تعمل كدرع وقائي ضد الإشعاع الكوني والمواد الموجودة بين النجوم.
قام الباحثون ببناء نماذج محاكاة حاسوبية لتصور موقع الشمس قبل مليوني سنة، ومسارها المتوقع.
تقول "أوفير": حصلنا على البيانات باستخدام مسح السماء المعروف بـ"إتش 14 بي آي"(H14PI)، للحصول على سرعات السحب الباردة ومعرفة الوقت الذي تكون فيه الشمس قد مرت فيه خلال سحب الغاز والغبار الباردة.
وأظهرت عمليات المحاكاة أن إحدى السحب القريبة، المسماة بـ"سحابة الوشق المحلية الباردة"، ربما تكون قد اصطدمت مع النظام الشمسي، وتداخلت مع الكواكب، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على مناخ الكواكب، ومنها الأرض.
وللتأكد من صحة تلك الفرضية أجرى الباحثون دراسةً لنسب وجود نظائر الحديد 60 والبلوتونيوم 244 في المحيطات وثلوج القطب الجنوبي والعينات القمرية في الفترة الزمنية نفسها، لأن أي زيادة في تركيز تلك العناصر الذرية المتبقية من النجوم المنفجرة والتي توجد في مثل تلك السحب، تعني مرور المجموعة الشمسية داخلها.
تضيف "أوفير": هناك ذروتان واضحتان تم اكتشافهما في هذه النظائر المشعة في رواسب أعماق البحار وقشور المنجنيز الحديدي وفي ثلوج القطب الجنوبي وفي العينات القمرية منذ حوالي 2-3 ملايين سنة مضت، وقبل 7 ملايين سنة مضت، وهذه النتائج تؤسس لنموذج تفكير جديد يشير إلى أن موقع الشمس له تأثير مباشر محتمل على الأرض.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.194
تواصل معنا: