لماذا حصد التنبؤ ببنية البروتينات جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024؟
12 October 2024
نشرت بتاريخ 16 مايو 2024
23% من سكان العالم المسنين يواجهون مناخات شديدة الحرارة بحلول 2050.. وتوصيات بتطوير سياسات تساعدهم على التكيُّف مع التغيُّرات المناخية
يشيخ سكان العالم بمعدل غير مسبوق وسط توقعات بتضاعف مَن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا إلى ما يقرب من 2.1 مليار شخص بحلول عام 2050، يقيم أكثر من ثلثيهم في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ومن المتوقع أن يتعرض حوالي 246 مليونًا من كبار السن لخطر الحر الشديد، بحلول عام 2050، خاصةً في آسيا وأفريقيا، وفق دراسة نشرتها دورية "نيتشر كميونيكيشنز" (Nature Communications).
وأوضح الباحثون أن نتائج دراستهم قد تساعد في تقييم مخاطر الحر على المستوى الإقليمي، واتخاذ القرارات الصحية العامة.
يقول "جياكومو فالتشيتا"، الخبير بمجال الطاقة والبيئة في المركز الأورومتوسطي لتغيُّر المناخ بإيطاليا، وقائد فريق البحث: "يواجه كثير من كبار السن في البلدان الآسيوية والأفريقية صعوبات كبيرة في التكيف مع الحر الشديد بسبب الفقر والفجوات التنموية الأخرى، في الوقت الذي أصبحت فيه هذه المناطق أكثر تعرضًا للحرارة بمستويات أعلى من المتوسط العالمي".
يضيف "فالتشيتا" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": رغم أن هذه المناطق كان يسكنها عدد أقل من كبار السن في الماضي بسبب انخفاض متوسط العمر المتوقع، فإن هذا الوضع سيتغير بسبب زيادة متوسط العمر المتوقع، مما يعني زيادة كبيرة في عدد كبار السن في هذه المناطق.
ويتابع: هناك تحديات اجتماعية وسياسية في التعامل مع مخاطر الحرارة بين كبار السن، وستتفاقم هذه التحديات مع تغيُّر المناخ، لذا، هناك حاجة مُلحة إلى تعزيز القدرة على التكيُّف وتطوير البنية التحتية والسياسات لمواجهة التحديات المستقبلية.
تهديد مباشر
توضح الدراسة أن تواتر نوبات الحرارة وشدتها تمثل تهديدًا مباشرًا للصحة البدنية، وتترك آثارًا خطيرةً على كبار السن، نظرًا إلى قابليتهم المتزايدة لارتفاع الحرارة والظروف الصحية الشائعة التي تتفاقم بسبب التعرض للحرارة.
وبينما أظهرت الأبحاث الفردية تأثيرات الحرارة الشديدة على صحة كبار السن ومخاطر الوفاة، فإن تعرُّض كبار السن للحرارة على مستوى السكان لم يحظَ بالاهتمام الكافي.
وخلال الدراسة، قاس الباحثون التعرُّض المزمن والحاد لدرجات الحرارة المرتفعة لمختلِف الفئات العمرية حول العالم، ووجدوا أنه بحلول عام 2050، سيعيش أكثر من 23% من سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 69 عامًا -أو أكثر- في مناخات تتعرض فيها لحرارة حادة تتجاوز العتبة الحرجة البالغة 37.5 درجة مئوية، مقارنةً بـ14% في عام 2020، ومن المتوقع أن يتعرض 177 مليونا إلى 246 مليونًا من كبار السن للحرارة الحادة.
وتشير دراسة سابقة إلى زيادة مخاطر الوفيات المرتبطة بالحرارة بسرعة مع تقدم الأفراد في السن، في حين أظهرت دراسة أخرى أن قدرات الإنسان على البقاء في ظل الحرارة الشديدة تنخفض انخفاضًا ملحوظًا كلما تقدم في السن، نتيجةً للتأثيرات الفسيولوجية والفيزيائية الحيوية الخاصة بالعمر.
حلول للمواجهة
يقترح "فالتشيتا" مجموعةً من التدخلات لمواجهة التحدي المتنامي للتعرض للحرارة، تتضمن توفير المياه النظيفة والرعاية الصحية، وتوعية الجمهور حول التكيف مع الحرارة، ودعم استخدام أجهزة التبريد، وزيادة المساحات الخضراء في المدن.
وأكد أهمية دور الحكومات المحلية في تخفيف آثار التعرض للحرارة على كبار السن، وتعزيز التوازن بين الحفاظ على البيئة وراحة المواطنين، وتعزيز الوعي بأهمية التكيف مع التغيرات المناخية.
من جهته، رأى وحيد إمام -أستاذ العلوم البيئية بجامعة عين شمس في مصر، وغير المشارك في الدراسة- أن التكيف يُعد جزءًا مهمًّا من الاستجابة للتغيرات المناخية، ويسهم في تعزيز قدرة المجتمعات -وخاصةً الفئات الضعيفة- على مواجهات تحديات البيئة.
يقول "إمام" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يجب حث الحكومات على إعداد سياسات تدعم كبار السن في التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة الشديدة وتأثيراتها الصحية، من خلال توفير رعاية صحية جيدة وخدمات اجتماعية، وضمان توافُر مصادر غذاء مناسبة ومياه صحية، وتوفير مواصلات مجهزة ومنظومات متكاملة للتكيف البيئي والاجتماعي، بالإضافة إلى مأوى مناسب يساعدهم على التكيف مع أي آثار سلبية محتملة.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.150
تواصل معنا: