مبادرة مصرية لحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر
06 October 2024
نشرت بتاريخ 6 أبريل 2024
تستهدف الشراكة إعداد سجل موثوق لحالات خرف الشيخوخة في مصر وشمال إفريقيا.. وتعزيز القدرات البحثية والتشخيصية والعلاجية لمرض ألزهايمر
في مصر، تواجه الأنظمة الصحية تحديات في مجال تقديم الرعاية للمصابين بخرف الشيخوخة؛ إذ تفتقر إلى الإحصائيات الدقيقة حول عدد المصابين بهذا المرض، وتعاني من قلة البيانات والمعلومات التي تدعم جهود مكافحته.
لذا يأتي تحالف جديد بين جمعية دافوس التعاونية لمرض ألزهايمر ومعهد الصحة العالمية بالجامعة الأمريكية، ومعهد كوين سكوير لطب الأعصاب بكلية لندن، لتحسين الكشف المبكر عن المرض وتوثيق البيانات المتعلقة به.
يستهدف هذا التحالف تطوير أساليب جديدة قابلة للتطبيق للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر وتحديد العوامل المحددة للخرف في مصر، كما يتضمن العمل على جمع المعلومات والإحصائيات وإجراء الدراسات الطولية لتسليط الضوء على أسباب المرض وعوامل الخطر المرتبطة به في المجتمع المصري.
وسيكون من ضمن مهمات ذلك التحالف إعداد سجل موثوق لحالات خرف الشيخوخة في مصر وشمال إفريقيا، سيساهم في تعزيز البيانات المتاحة والوصول إلى فهم أفضل لانتشار المرض وأثره على المجتمع.
في هذا السياق، تحاور "نيتشر ميدل إيست" الدكتور محمد سلامة، الأستاذ بمعهد الصحة العالمية والبيئة البشرية بالجامعة الأمريكية، وأحد أطراف ذلك التحالف، لمشاركة رؤيته وتجاربه في مجال البحث حول أمراض ألزهايمر وخرف الشيخوخة، ودور التحالف الجديد في دعم جهود تشخيص هذه الأمراض ومكافحتها في مصر وشمال أفريقيا.
وإلى نص الحوار:
ما أهمية الشراكة بين الجمعيات العالمية والمعاهد الصحية المصرية في مجال مكافحة ألزهايمر؟
تتيح هذه الشراكة تبادل المعرفة والخبرات بين الجمعيات العالمية والمعاهد الصحية المصرية في مجال مكافحة ألزهايمر، مما يعزز القدرات البحثية والتشخيصية والعلاجية في مصر، كما تسهم في تعزيز التوعية والتثقيف بشأن أمراض ألزهايمر وعوامل الخطر المرتبطة بها، وذلك من خلال تبادل المواد التثقيفية والمعلوماتية بين الجهات المشاركة.
كما تعزز أيضًا فرص البحث العلمي المشترك في مجال ألزهايمر وتسهم في تمويل الدراسات والأبحاث الجديدة التي تستهدف فهم المرض على نحوٍ أفضل وتطوير إستراتيجيات علاجية ووقائية فعالة؛ ففي مرحلة معينة، تطلب الهيئات الدولية معايير أعلى من المعايير المحلية، وهو ما يساهم في الارتقاء بالعملية البحثية.
والأهم من ذلك كله، ستسهم الشراكة في تغطية الفجوة بين الباحثين في مصر والباحثين في الخارج، وبالتالي توسيع نطاق البحث ووضع مصر على الخريطة البحثية.
كيف يمكن لتلك الشراكة تطوير أساليب الكشف المبكر عن مرض ألزهايمر والتأثير على تحسين رعاية المصابين وعلاجهم؟
مع تطور الأبحاث، اكتشفنا أن لمرض ألزهايمر مجموعة من العوامل، من ضمنها أسباب يُمكن تعديلها، وبالتالي لو اكتشفنا مبكرًا أن شخصًا ما معرض للإصابة بالمرض يمكننا تغيير طريقة الحياة لتقليل فرصة الإصابة بالمرض أو حتى تأخير الإصابة السريرية بالمرض عن طريق حماية المخ.
ويمكن للشراكة أن تجمع بين الخبرة والمعرفة من مختلف المجالات الطبية والعلمية، وتمكين أطباء الأعصاب والباحثين من تبادل الأفكار والنتائج والتجارب لتطوير أساليب فعالة للكشف المبكر عن المرض، ففي معظم الأحيان يتم اكتشاف الإصابة بالمرض سريريًّا بعد فقدان حوالي ٨٠٪ من الخلايا العصبية، في تلك الحالة نكون قد تخطينا احتمالية تأخير الأعراض.
وعن طريق الكشف المبكر عن المرض، يمكن للأطباء توجيه العلاج على نحوٍ أكثر فاعليةً في مراحل مبكرة من المرض عبر إجراء تغييرات في نمط الحياة والعلاج الدوائي المناسب للمريض، واتخاذ خطوات وقائية لتقليل هذا الخطر، مع توجيه الخدمات والموارد إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها بشكل أكثر فاعلية، مما يسهم في تحسين جودة الرعاية وتخفيف العبء على النظام الصحي.
ما التحديات التي تواجه جهود جمع البيانات الرقمية وعينات الدم لتطوير اختبارات محلية لمرض ألزهايمر؟
من هذه التحديات قابلية المرضى والفرق الطبية للمشاركة في البحث العلمي؛ إذ قد تكون هناك توجهات ثقافية أو اجتماعية تجعل بعض المرضى والفرق الطبية مترددين عن المشاركة في الأبحاث العلمية، وتشمل التحديات أيضًا نقل العينات من مكان إلى آخر، والمشكلات اللوجيستية المتعلقة بتخزين العينات على نحوٍ آمن وفعال، ومن هنا تكمن أهمية التعاون وتشكيل شبكة من المتخصصين في هذا المجال، إذ يمكن لهذا التعاون تسهيل عملية جمع البيانات والعينات وتقديم الدعم اللازم لتجاوز التحديات التقنية واللوجستية التي قد تواجهها هذه الجهود.
كيف يمكن استخدام منصة بيانات مرض ألزهايمر في دعم البحوث والتدخلات العالمية؟
تمثل منصة بيانات ألزهايمر فرصةً لا تعوض في دعم البحوث والتدخلات العالمية في مجال المرض، فبفضل طبيعة معظم المنصات الخاصة بجمع بيانات ألزهايمر والتي تكون مفتوحة المصدر، يتمكن الباحثون من مشاركة المعلومات وتبادل البيانات بسهولة مع مجتمع البحث العلمي الواسع، مما يفتح الباب أمام إجراء العديد من الأبحاث والتحليلات.
فإذا كانت الأمراض -مثل مرض ألزهايمر- تمثل عبئًا عالميًّا، فإن وضع جميع البيانات ذات الصلة على منصات مركزية يعتبر أمرًا ضروريًّا، ويسمح ذلك لفرق البحث الموجودة في جميع أنحاء العالم بالوصول إلى هذه البيانات واستخدامها في بحوثهم وتحليلاتهم وبذل الجهود المشتركة لفهمها ومكافحتها على نحوٍ فعال.
ما هي الفرص التي توفرها هذه الشراكة لتعزيز الوعي بمرض ألزهايمر في المنطقة والعالم؟
الشراكة في مجال البحث حول مرض ألزهايمر تفتح أبوابًا لعدة فرص لتعزيز الوعي بالمرض في المنطقة والعالم بشكل عام من خلال استخدام منهج البحوث التشاركية المجتمعية؛ إذ يمكن الآن مشاركة الناس المتأثرين بالمرض والمجتمعات المحلية في عملية البحث، مما يجعل البحث تطبيقيًّا وأكثر شمولًا، يتم التركيز في هذا النهج على الأشخاص الذين لديهم احتمالية أكبر للإصابة بمرض ألزهايمر في المجتمع المحلي، مما يتيح تحديد الاحتياجات والتحديات التي يواجهونها وتطوير الحلول المناسبة لها.
ما الخطوات التالية التي يمكن اتخاذها لتوسيع نطاق العمل وتطبيق النتائج على مستوى عالمي؟
في المستقبل، يمكن اتخاذ خطوات إضافية لتوسيع نطاق العمل وتطبيق النتائج على مستوى عالمي عبر إنشاء سجل سريري موحد وتنسيق البيانات بين الدول المشاركة، مما يسمح بتوحيد المعايير وتسهيل تبادل المعلومات والنتائج بين الباحثين والمؤسسات الطبية في جميع أنحاء العالم.
ونأمل أيضًا تأسيس قاعدة بيانات مركزية تجمع بيانات موحدة عن المرضى في شمال أفريقيا، وتنسيق البيانات ومزامنة طرق جمعها لضمان اتساق البيانات وتوافقها، مما يسمح بإجراء تحليل أكثر فاعليةً للمعلومات ومقارنتها ومشاركتها بين الباحثين ومقدمي الرعاية الصحية والمنظمات على مستوى العالم.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.111
تواصل معنا: