أخبار

Read this in English

هل يهدد الانقراض قروش الحيود المرجانية؟

نشرت بتاريخ 9 يوليو 2023

تظهر دراسة واسعة النطاق لأسماك القرش ومجموعات أسماك الراي في الحيود المرجانية على مستوى العالم انخفاضًا ملحوظًا في أعداد هذه الأسماك بفعل الأنشطة البشرية.

لارا ريد

تظهر الدراسة الأوسع نطاقًا على الإطلاق لمجموعات
أسماك القرش وأسماك الراي المستوطنة للحيود المرجانية أن قروش هذه الحيود باتت
أقرب إلى الانقراض مما كان يُعتقد سابقًا.

تظهر الدراسة الأوسع نطاقًا على الإطلاق لمجموعات أسماك القرش وأسماك الراي المستوطنة للحيود المرجانية أن قروش هذه الحيود باتت أقرب إلى الانقراض مما كان يُعتقد سابقًا.



Andy Mann (2023) Enlarge image
بات شبح الانقراض يهدد أنظمة الحيود المرجانية الإيكولوجية على مستوى العالم مع تعرضها لوطأة ضغوط التغير المناخي والصيد الجائر وتدهوُر نقاوة مياهها. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن أسماك صفيحيات الخياشيم الغضروفية، التي تشكلها أصناف أسماك القرش وأسماك الراي، تلعب أدوارًا متنوعة وحيوية في هذه المنظومة، سواءً كمفترسات أو فرائس، بالإسهام في دورة المغذيات بها، وفي صحتها وسلامتها الكلية.

من هنا، أطلق كولين سيمبفيندورفر من جامعة جيمس كوك في ولاية كوينزلاند الأسترالية، وفريق دولي من 150 عالمًا الدراسة العالمية الأوسع نطاقًا لأعداد أسماك القرش والراي التي تستوطن الحيود المرجانية. وأسفرت نتائج الدراسة عن تزايد خطر الانقراض الذي يحدق بأنواع أسماك القرش في هذه المنظومة، بدرجة أكبر كثيرًا مما كان يعُتقد سابقًا، وأن خمسة من أنواع أسماك القرش باتت تستوفي معايير القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، والتي تدرج الأنواع المهددة بالانقراض. وقد بدأت أسماك الراي تحل محل أسماك القرش في كثير من بقاع منظومات الحيود المرجانية، لتتبدل هذه البيئات بصورة جذرية ويتفاقم انخفاض التنوع الحيوي بها.

حول ذلك، يقول سيمبفيندورفر: "جمعنا عينات من قرابة 400 منظومة حيود مرجانية في 67 دولة ومنطقة للوقوف على تأثيرات الأنشطة البشرية على أكثر من 100 نوع من أسماك القرش والراي. وتبين أن الصيد الجائر بدأ يدفع أسماك القروش التي تستوطن هذه المنظومات إلى حافة الانقراض. فقد اكتشفنا انخفاض أعداد هذه الأسماك على مستوى العالم بنسب تتراوح بين 60% و73%، في حال أنواع قروش الحيود المرجانية الخمسة الأكثر شيوعًا، ولم يُعثر على أنواع محددة من أسماك القرش في نسبة يتراوح قوامها ما بين 34% و47% من الحيود المرجانية التي أجرينا مسوحًا استطلاعية لها".

تعقيبًا على ذلك، يقول مايكل بيرومان من جامعة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا (KAUST)، والذي شارك بدوره في الدراسة: "إن قروش الحيود المرجانية تُعد مؤشرًا على صحة هذه المنظومات. فعندما تنخفض أعداد هذه الأسماك، تأخذ منظومة الحيود المرجانية الإيكولوجية بأسرها في التعثر".

وبهدف إجراء المسوح التي بُنيت عليها الدراسة، لقَّم الفريق البحثي أكثر من 22 ألف نقطة نائية تحت المياه بطعوم صيد، ورصد ثراء هذه المناطق بالأنواع الموجودة بها على اختلافها وتشكيلات مجموعات صفيحيات الخياشيم الغضروفية التي تتردد على كل من هذه البقاع. ووجد اختلافات ملحوظة بين تشكيلات هذه المجموعات قرب الدول الثرية التي غالبًا ما تخضع لحوكمة أكثر صرامة، والمحميات البحرية التي تخضع بدورها لضوابط حماية قوية للأنواع بها، والمناطق الفقيرة التي تفتقر إلى ضوابط لحماية القروش.

وقد شملت الدراسة عدة دول من الشرق الأوسط، من بينها قطر، والمملكة العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ليتبين منها أن أعداد صفيحيات الخياشيم الخضروفية في تلك المنطقة تضررت ضررًا فادحًا من ممارسات الصيد هناك، لا سيما في الخليج العربي، وإن كان ازدهار أعداد هذه الأسماك أفضل حالًا في بقاع أخرى من البحر الأحمر بالمنطقة.

وقد نبه سيمبفيندورفر إلى خطورة الوضع قائلًا: "ثمة حاجة ملحَّة إلى التحرك لمواجهة هذا الانخفاض في أعداد أسماك القرش، إذ يمكن لمنظومات الحيود المرجانية أن تكفل سبل عيش مستدامة لملايين الأشخاص، إن أُديرت بكفاءة وفاعلية، بفرض ضوابط تقي من الصيد الجائر".

ولا يعني هذا الانخفاض الحاد في بقاع بعينها انخفاض أعداد الأنواع نفسها بالدرجة نفسها في مناطق أخرى، بحسب ما يلفت سيمبفيندورفر، وإنما يدل على أن تبني إجراءات تدخلية مباشرة، في هيئة ضوابط لإدارة ازدهار أعداد أنواع بعينها بكفاءة وأن فرض مناطق بحرية محمية من شأنه أن يقلب المعادلة.

أما بيرومان، فيقول ختامًا: "إن تواصُل الاستثمار في المشروعات العملاقة في البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية يدل على تجدد الاهتمام بحماية الحيود المرجانية ووضعها على رأس أولويات البلد، فهي من أثمن موارده الطبيعية".

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.97