رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 13 يونيو 2023
يُعد رفض هذا النوع من المحتوى مسألة تتعلق بنزاهة البحث والموافقة والخصوصية وحماية الملكية الفكرية.
Credit: Artem Medvediev/Alamy
هل يتعين على Nature السماح باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء الصور ومقاطع الفيديو؟ عكفت هذه الدورية على مناقشة تلك المسألة والتشاور بشأنها لعدة أشهر، في ظل الانتشار الكبير للمحتوى الذي تنشئه أدوات الذكاء الاصطناعى التوليدي مثل روبوت الدردشة «تشات جي بي تي» ChatGPT وبرنامج إنشاء الصور «ميدجورني» Midjourney، والزيادة السريعة في إمكانيات هذه المنصات.
باستثناء المقالات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي تحديدًا، لن تنشر دورية Nature أي محتوي ينطوي على صور أو مقاطع فيديو أو رسوم توضيحية تم إنشاؤها كليًا أو جزئيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، على الأقل في المستقبل القريب.
علاوة على ذلك، سيُطلب من الفنانين وصانعي الأفلام والرسامين والمصورين، الذين نكلفهم بمهام ونعمل معهم، التأكيد على أن الأعمال التي يقدمونها لم يتم إنشاؤها أو تعزيزها باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي (انظر go.nature.com/3c5vrtm).
لماذا لا نسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء محتوى مرئي؟ لأنها مسألة تتعلق بالنزاهة في نهاية الأمر. إن عملية النشر في مجالي العلوم والفن تستند إلى التزام مشترك بالنزاهة وتنطوي على الشفافية. فبصفتنا باحثين ومحررين وناشرين، نحتاج جميعًا إلى معرفة مصادر البيانات والصور لنتمكن من التحقق من دقتها وصحتها. بيد أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الحالية لا تتيح الوصول إلى المصادر لإجراء مثل هذا التحقق.
تنطوي تلك العملية أيضًا على الإسناد؛ فعند استخدام أي محتوى موجود أو الإشارة إليه، يجب أن يُسند إلى مصدره. ويُعد ذلك مبدأً أساسيًا في مجال العلوم والفن، لكن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لا تتوافق مع هذا المبدأ.
علاوة على ذلك، يُعد الحصول على الموافقة والإذن من العوامل التي تستند إليها عملية النشر. فعلى سبيل المثال، ينبغى الحصول على الموافقة والإذن إذا تعلق الأمر بتحديد هوية الأشخاص أو بالملكية الفكرية للفنانين والرسامين. وبالتالي، تفشل مرة أخرى التطبيقات الشائعة للذكاء الاصطناعي التوليدي في تحقيق ذلك.
يجري تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية على صور لم تُبذل أي جهود لتحديد مصدرها. كما يتم استخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر بشكل روتيني لتدريب الذكاء الاصطناعي التوليدي دون الحصول على أذونات رسمية. ويتم انتهاك الخصوصية أيضًا في بعض الحالات؛ على سبيل المثال عندما تنشئ أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي ما يشبه الصور الفوتوجرافية أو مقاطع الفيديو للأشخاص دون موافقتهم. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالخصوصية، فإن السهولة التي يمكن بها إنشاء هذه «الصور ومقاطع الفيديو المزيفة» deepfakes تسرع من انتشار المعلومات الخاطئة.
تحذيرات مناسبة
في الوقت الحالي ، تسمح دورية Nature بإدراج النصوص التي تم إنتاجها بمساعدة الذكاء الاصطناعي التوليدي، شريطة اتباع التحذيرات المناسبة في هذا الصدد (انظر go.nature.com/3cbrjbb). حيث يجب توثيق استخدام أدوات نموذج اللغة الكبير (LLM) في قسم الأساليب البحثية أو الشكر والتقدير، كما يُرجى من المؤلفين ذكر مصادر جميع البيانات، بما في ذلك تلك التي تم إنشاؤها بمساعدة الذكاء الاصطناعي. فضلًا عن ذلك، لن يُعتد بأي أداة نموذج لغة كبير (LLM) كمؤلف في ورقة بحثية.
إن العالم على شفا ثورة الذكاء الاصطناعي. وتحمل تلك الثورة وعودًا كبيرة، بيد أن الذكاء الاصطناعي وبخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي يطيح بسرعة بالأعراف الراسخة في العلوم والفن والنشر وغير ذلك من المجالات. لقد تولد عن تلك الأعراف، التي استغرق تطويرها قرونًا في بعض الحالات، أنظمة تحمي النزاهة في مجال العلم وتحمي صانعي المحتوى من الاستغلال. وإذا لم نتوخ الحذر في تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي، ستصبح كل تلك المكاسب عرضة للتبدد.
الجدير بالذكر أن العديد من الجهات التنظيمية والقانونية الوطنية لا تزال بصدد صياغة استجاباتها لمسألة تقدم الذكاء الاصطناعي التوليدي. لحين انتهائهم من ذلك، ستظل دورية Nature، بصفتها ناشرة للأبحاث والأعمال الإبداعية، رافضة لإدراج المحتوى المرئي الذي تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.83
تواصل معنا: