أحدث الأبحاث

Read this in English

الكشف علميًّا عن تاريخ أقدم للخيول في أمريكا الشمالية

نشرت بتاريخ 30 أبريل 2023

تحليلات أثرية وعلمية لبقايا خيول.. تؤكد التاريخ الشفوي لتربية الخيول في منطقة السهول الكبرى بأمريكا الشمالية.. الذي يتناقله السكان الأصليون.

بيانكا نوجرادي

إلى اليمين: الفرس ذات الشعر المجعّد (رينا)
ومهرها المرقط. إلى اليسار: نقش حجري يُظهر حصانًا وشخصًا يمتطيه في موقع «تولار»،
في مقاطعة سويتواتر، بولاية وايومنج. يُرجح أن يكون هذا الرسم قد نقشه أسلاف قبيلة
«كومانشي» أو شعب «شوشون».

إلى اليمين: الفرس ذات الشعر المجعّد (رينا) ومهرها المرقط. إلى اليسار: نقش حجري يُظهر حصانًا وشخصًا يمتطيه في موقع «تولار»، في مقاطعة سويتواتر، بولاية وايومنج. يُرجح أن يكون هذا الرسم قد نقشه أسلاف قبيلة «كومانشي» أو شعب «شوشون».


Composite graphics design: Daniel Deering. Left: Pat Doak. Right: © Sacred Way Sanctuary.

لطالما احتلت الخيول مكانةً متميزةً في ثقافة سكان أمريكا الشمالية الأصليين، وحياتهم الروحية واليومية، مثلما نرى عند شعبي «لاكوتا» و«كومانشي» في الجنوب الغربي ومنطقة السهول الكبرى.

حتى وقتٍ قريب، كان يُعتقد أن الخيول دخلت إلى أمريكا الشمالية عن طريق المستعمرين الأوروبيين، لكن دراسةً دوليةً حديثةً، شارك فيها ثلاثة باحثين في المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع مؤرخين وممثلين عن السكان الأصليين، استخدمت بياناتٍ أثريةً وجينيةً وإشعاعية، وبياناتٍ علميةً أخرى، لتتوصل إلى أن الخيول كانت بالفعل جزءًا من حياة السكان الأصليين للقارة قبل وصول الأوروبيين إليها في القرن السابع عشر الميلادي.

تضمنت الدراسة فحص الباحثين لـ33 عينة من الخيول، ليجدوا أن ثلاثًا منها تعود إلى ما قبل «ثورة بويبلو»، وهي انتفاضة قبائل السكان الأصليين ضد الغُزاة الإسبان في نيو مكسيكو عام 1680.

يقول ويليام تايلور، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالِم الأنثروبولوجيا بجامعة كولورادو بولدر: "شارك بعضُ تلك الخيول في احتفالات السكان الأصليين، مثل ذلك الحصان الذي دُفن بجوار ثلاثة من ذئاب القيوط"، وتلقّى حصانٌ آخر رعايةً بيطريةً لعلاج كسرٍ في الوجه، وأيضًا هناك دلائل على امتطاء الناس لتلك الخيول، مثل وجود كسورٍ صغيرة في العمود الفقري بفعل ثقل الفارس، وتآكُل الأسنان الخلفية بسبب اللجام.

بالنظر إلى جميع الأدلة والربط بينها، استنتج الباحثون أن الخيول أضحت جزءًا أصيلًا من ثقافة السكان الأصليين وحياتهم لأول مرة بين عامي 1516 و1599، أي قبل وصول الأوروبيين بفترة زمنية طويلة.

يقول تايلور: "لدينا هنا قصة افتراضية بحتة، لكنها مقنعة جدًّا، تشير إلى أن الخيول لم تنتشر شمالًا فحسب، بل إنها كانت بالفعل جزءًا لا يتجزأ من حياة السكان الأصليين في أرجاء الغرب الأمريكي في بدايات القرن السابع عشر".

من جانبه، أوضح جيمي آرتربيري، المؤلف المشارك في الدراسة والمؤرخ القبَلي لشعب «كومانشي» في أوستن، بولاية تكساس: "الجميل في الأمر أن كل هذا يأتي ليشكّل حلقةً متكاملة، حيث يتسق العِلم مع ما ظل التراث الشعبي الشفوي يردده دائمًا".

ويقول روس ماكفي، كبير أمناء قسم الفقاريات في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي بنيويورك، وهو لم يشارك في الدراسة: إن الدراسة تمثِّل علامة فارقة بما تضمنته من تعاون بين العلماء والسكان الأصليين، فضلًا عن تحديها للفكرة السائدة القائلة بأن الأوروبيين هم الذين أدخلوا الخيول إلى ثقافة السكان الأصليين في أمريكا الشمالية.

ويضيف ماكفي قائلًا: "تشرح هذه الدراسة التعامل القديم والطويل للسكان الأصليين مع الخيول، وكيف أثر على نظرتهم إليها وإلى مكانتها في الطبيعة".

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.35