أخبار

تمدد الكون يواصل كشف أسراره

نشرت بتاريخ 16 ديسمبر 2023

نعيش داخل فقاعة كونية قد تكون سببًا في فك طلاسم أكبر ألغاز علم الكونيات

شادي عبد الحافظ

تتحرك المجرات الموجودة في الفقاعة في اتجاه كثافات المادة الأعلى كما هو موضح بالأسهم الحمراء
تتحرك المجرات الموجودة في الفقاعة في اتجاه كثافات المادة الأعلى كما هو موضح بالأسهم الحمراء
© Image: AG Kroupa/University of Bonn Enlarge image
على مدى العقود الماضية، اهتم علماء الكونيات بدراسة توسع الكون وتسارُع تمدده، ونال العلماء سول بيرلموتر وآدام ريس وبريان شميت جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2011؛ لاكتشافهم "التمدد المتسارع للكون".

لكن علماء الكونيات واجهوا مشكلة مؤرقة في أثناء قياسهم لسرعة تمدد هذا الكون؛ لاعتمادهم على تقنيات تنتمي في مجملها إلى فئتين: الأولى تتضمن قياس سرعة تمدد الكون عبر بيانات مأخوذة من حقبة مبكرة من تاريخ الكون، والثانية عبر بيانات مأخوذة من الكون الحالي.

والغريب في الأمر أن القراءتين تختلفان مهما تكررت القياسات، فيما بات يُعرف بـ"توتر هابل"، ويُقصد به "صعوبة قياس مدى توسع الكون؛ إذ تختلف السرعات باختلاف القياسات".

ويقاس تمدد الكون عبر ثابت هابل-ليميتر، وحينما يتم قياس قيمة هذا الثابت بدارسة فترة مبكرة من تاريخ الكون فإنها تكون 244 ألف كيلومتر في الساعة لكل مليون فرسخ فلكي (وهو ما يعادل 3.2 ملايين سنة ضوئية)، بينما يصبح الرقم 264 ألف كيلومتر إذا قيس الثابت في نطاق المجرات الأقرب زمنيًّا، وبالتبعية مكانيًّا في محيطنا المحلي.

لكن دراسة نشرتها دورية "منثلي نوتيس" التابعة للجمعية الفلكية الملكية ذكرت أن "فريقًا من الباحثين وجدوا حلًّا لهذه المشكلة".

يقول بافيل كروبا -الأستاذ بمعهد هيلمهولتز للإشعاع والفيزياء النووية بجامعة بون الألمانية، والمشارك في الدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تختلف قيمة هابل-ليميتر باختلاف طرق القياس، لكن هذا الاختلاف يمكن تفسيره باختلاف الكثافة المحلية.

ووفق الدراسة، فإن هذا الفارق القليل ليس إلا زيادة في سرعة المجرات التي تسكن محيطنا الكوني بسبب انجذابها إلى طرف فقاعة أو فجوة كونية هائلة نسكن داخلها، والمقصود هو أن المنطقة التي نعيش فيها من هذا الكون تحتوي على كثافة أقل من المجرات مقارنةً ببقية الكون، وكأننا نعيش داخل فجوة.

يضيف "كروبا": تنجرف المجرات بواسطة قوة الجاذبية إلى الجوانب التي توجد فيها مادة أكثر قليلًا، كما يسقط التفاح على الأرض.

للتوصل إلى تلك النتائج، أجرى الباحثون حساباتهم من خلال نموذج مختلف لعلم الكونيات هو ديناميكا نيوتن المعدلة (MOND)، وهي فرضية تقترح تغييرًا في فهم العلماء لكيفية عمل الجاذبية في المناطق الشاسعة من الفضاء الخارجي.

يقول "كروبا": نُشرت ديناميكا نيوتن المعدلة في عام 1983، وترى أن قانون الجاذبية لنيوتن يحتاج إلى التغيير لتفسير حركات النجوم التي تبدو شاذةً في أطراف المجرات.

ويفترض علماء الكونيات المؤيدون لهذه الفرضية أن قوانين الجاذبية ليست عامة، وأنها لا تعمل بالشكل نفسه في كل مكان بالكون، بل تتصرف على نحوٍ مختلف في المساحات الكبيرة المفتوحة بين المجرات.

من جهته، يقول الباحث المشارك في الدراسة "سيرجي مازورينكو" في بيان صحفي حصلت "نيتشر ميدل إيست" على نسخة منه: قامت مجموعة بحثية أخرى مؤخرًا بقياس متوسط سرعة عدد كبير من المجرات التي تبعد عنا 600 مليون سنة ضوئية، لقد وُجد أن هذه المجرات تبتعد عنا أربع مرات أسرع مما يسمح به النموذج القياسي لعلم الكونيات.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.280