مبادرة مصرية لحماية الشعاب المرجانية في البحر الأحمر
06 October 2024
نشرت بتاريخ 2 ديسمبر 2023
يتميز هذا الكوكب بسحب من رمال السيليكا ودرجات حرارة حارقة ورائحة تشبه رائحة ثاني أكسيد الكبريت المحترق
في عام 2017، اكتشف علماء الفلك كوكب (WASP-107b)، واهتموا بدراسته اهتمامًا كبيرًا باعتباره عالمًا مركبًا فريدًا.
يقع كوكب (WASP-107b) على بُعد حوالي 200 سنة ضوئية من الأرض، وهو كوكب عملاق يشبه كوكب نبتون من حيث الكتلة، ويقارب في الحجم كوكب المشتري، ويُعد أحد أقل الكواكب الخارجية المعروفة كثافة.
ويبتعد هذا الكوكب عن نجمه مسافةً تبلغ حوالي 80 مليون كيلومتر، ويدور حوله بسرعة مرة كل 5.7 أيام.
ووفق دراسة نشرتها دورية "نيتشر"، فقد كشفت عمليات الرصد التي يقوم بها تلسكوب جيمس ويب الفضائي أن "الكوكب تتساقط فيه الرمال على شكل أمطار".
تشير الدراسة إلى أن "هذا الكوكب يتميز بسحب من رمال السيليكا، ورياح عاتية، ودرجات حرارة حارقة، وأمطار، ورائحة تشبه رائحة ثاني أكسيد الكبريت المحترق".
وتُظهر عمليات الرصد التي تمت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي وجود "آثار لبخار الماء وثاني أكسيد الكبريت، وسحب من ثاني أكسيد السيليكون تسلك سلوكًا مشابهًا لسلوك سحب الماء على الأرض".
ويوضح العلماء أن "دورة الحياة على هذا الكوكب تعتمد على الرمال في الحالات الغازية والصلبة، وأنه مع ارتفاع درجة حرارته إلى حوالي 1000 درجة مئوية، يتصاعد غبار السيليكا مشكلًا حبيباتٍ مجهريةً تتكثف وتهطل في شكل أمطار، ويشبه ذلك إلى حدٍّ كبير دورة بخار الماء والسحب على كوكب الأرض، ولكن مع قطرات مكونة من الرمال".
تقول لين ديسين، أستاذ علم الفلك بجامعة لوفان الكاثوليكية البلجيكية، والمشاركة في الدراسة: "لهذا الكوكب غلاف جوي رقيق، يتيح لنا النظر بعمق داخل الغلاف الجوي ذاته".
تضيف "ديسين" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": النظر بعمق إلى الغلاف الجوي الرقيق للكوكب ساعد على اكتشاف وجود ثاني أكسيد الكبريت وبخار الماء وسحب رملية مكونة من السيليكات تتفاعل معًا في نظام ديناميكي متزن.
وتتابع: سبق اكتشاف سحب رملية على الكواكب الخارجية من قبل، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها تحليل التركيب الكيميائي لتلك السحب بفضل تلسكوب جيمس ويب الفضائي ومرآته الضخمة، وقدراته الاختراقية العالية التي توفر عمليات رصد عالية الدقة في نطاق الأشعة تحت الحمراء.
يرصد علماء الفلك الكواكب التي تشبه كوكب (WASP-107b) عن طريق تقنية العبور، ولفهمها تخيل مثلًا أنك تمسك بين إصبعيك حبة ذرة، ثم مددت يديك إلى الأعلى ومررتها أمام المصباح المنير في سقف الغرفة، ستلاحظ انخفاض إضاءة المصباح بقدر يسير.
الأمر ذاته -مع فارق كبير في الدقة بطبيعة الحال- يحدث في حالة عبور الكواكب؛ إذ يوجه العلماء تلسكوباتهم إلى أحد النجوم لفترة، فإذا لوحظ انخفاض دوري طفيف في لمعان هذا النجم، فإن ذلك يشير إلى عبور نجم من أمامه، ولأن أشعة الضوء الصادرة من النجم ناحية تلسكوبات مثل جيمس ويب تمر عبر الغلاف الجوي لهذا الكوكب، فإنها تحمل بصمات كيميائية عن محتويات هذا الغلاف الجوي.
تقول "ديسين": هذا الكوكب هو عالم مختلف اختلافًا كبيرًا عن أرضنا، ليس فقط في تركيبه الكيميائي، ولكن أيضًا من حيث الديناميكا الحرارية؛ فعلى سبيل المثال تبلغ درجة حرارة الغلاف الجوي الخارجي للكوكب حوالي 1000 درجة مئوية، كما أن الغلاف الجوي أقل كثافةً بكثير من الغلاف الجوي للأرض.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.264
تواصل معنا: