أخبار

مجرة تشبه درب التبانة تثير دهشة العلماء

نشرت بتاريخ 28 نوفمبر 2023

وُلدت قبل 11.7 مليار سنة.. وتُعد أبعد مجرة حلزونية تم اكتشافها حتى الآن

شادي عبد الحافظ

تُظهر المجرات ذات الأعمار المختلفة أشكالًا مختلفةً للتوزيع الطيفي للطاقة
تُظهر المجرات ذات الأعمار المختلفة أشكالًا مختلفةً للتوزيع الطيفي للطاقة
Luca Costantin/CAB/CSIC-INTA Enlarge image
ذكرت دراسة نشرتها دورية "نيتشر" (Nature) أن المجرات التي تشكلت في الكون المبكر يمكن أن تكون مرتبة مثل مجرة درب التبانة، ما يمثل تحديًا للنظريات الرئيسية حول كيفية تطور المجرات.

ووفق الدراسة التي أعدها فريق بحثي دولي، فقد اكتشف الباحثون مجرة أطلقوا عليها اسم "سييرز-2112" كانت موجودةً بالفعل قبل 11.7 مليار سنة.

يقول لوكا كوستانتين، باحث ما بعد الدكتوراة بالمركز الإسباني لعلم الفضاء، والمؤلف الرئيسي في الدراسة: "المجرة التي اكتشفناها هي أبعد مجرة حلزونية تم اكتشافها حتى الآن".

يضيف "كوستانتين" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تشكلت مجرة "سييرز-2112" بعد فترة قصيرة من الانفجار الكبير للكون الذي يقدر عمره بـ13.8 مليار سنة، وكانت البنية المميزة للمجرة موجودة بالفعل بعد 2.1 مليار سنة من حدوث الانفجار.

وتمكن الباحثون من تقدير عمر المجرة من خلال بناء نماذج حاسوبية استخدمت خوارزميات متقدمة لدراسة توزيع الطاقة في الصور التي حصل عليها العلماء من مرصد جيمس ويب الفضائي.

يضيف "كوستانتين": تُظهر المجرات ذات الأعمار المختلفة أشكالًا مختلفةً للتوزيع الطيفي للطاقة، وهو ما يساعدنا في تحرِّي أعمار المجرات.

ويتيح مرصد جيمس ويب الفضائي لعلماء الفيزياء الفلكية استهداف ضوء المجرات في نطاق الأشعة تحت الحمراء بحساسية غير عادية، ما يساعدهم على استهداف أبعد المجرات التي تشكلت على الإطلاق ودراسة بنيتها لأول مرة بمستويات غير مسبوقة من التفاصيل.

تحتوي مجرة "سييرز-2112" على قضيب في منتصفها، وهو ملمح مميز لـ"المجرات الحلزونية القضيبية" مثل درب التبانة، ويمثل هذا القضيب هيكلًا من النجوم المتزاحمة حول مركز المجرات.

ويشير وجود هذا القضيب المزدحم بالنجوم في مركز "سييرز-2112" إلى أنها أصبحت أكثر انتظامًا ونضجًا واستقرارًا خلال وقت زمني أقصر بكثير مما كان يُعتقد سابقًا، وهذا أمرٌ مثيرٌ للدهشة؛ لأن المجرات كانت أكثر فوضويةً في الكون المبكر، وكان عددٌ قليلٌ جدًّا منها لديه هياكل مماثلة لدرب التبانة، ما يدفع العلماء لإعادة النظر في النماذج الفيزيائية التي تفسر نمو تلك المجرات.

يقول "كوستانتين": استغرق الضوء الصادر من المجرة 11.7 مليار سنة حتى وصوله إلى تليسكوب جيمس ويب الفضائي، ويمثل ذلك ثورةً في فهمنا لتكوين المجرات، ويبدو أننا نفتقد بعض المكونات الرئيسية في نماذجنا الفيزيائية النظرية لتفسير نشأة المجرات وتطورها.

ويتابع: لدى تليسكوب جيمس ويب دقة شديدة وإنتاج كثيف سيغير وجهة نظر العلماء عن أصول هذا الكون، وستساعدنا الملحوظات الإضافية في السنوات القادمة في تحديد الخصائص الرئيسية التي يمكن أن تؤدي الدور الأكثر أهميةً في تكوين مثل هذه المجرات.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.262