أخبار

طواقم التمريض تمارس تحيزًا سلبيًّا ضد المتحولين جنسيًّا في بريطانيا

نشرت بتاريخ 9 نوفمبر 2023

التحيز السلبي هو ميل غير واعٍ إلى الحُكم على شخص أو مجموعة من الأشخاص بطريقة سلبية بناءً على خصائصهم

محمد السيد علي

تكشف الدراسة السلبيات المتعلقة بتعلُّم الممرضات
تكشف الدراسة السلبيات المتعلقة بتعلُّم الممرضات
Getty Images Enlarge image
ذكرت دراسة بريطانية أن المتخصصين في الرعاية الصحية -وخاصةً الممرضات- يمارسون تحيزًا سلبيًّا ضد الأشخاص المتحولين جنسيًّا أكثر من غيرهم.

جاءت النتائج بعد إجراء اختبار الترابط الضمني في جامعة هارفارد (IAT)، وهو اختبار نفسي يقيس التحيز الضمني للشخص تجاه مجموعة معينة من الأشخاص على أساس خصائص مثل العرق والجنس والنوع الاجتماعي أو "الجندر".

ويعمل الاختبار من خلال مطالبة المشاركين بتصنيف مجموعات من الأشخاص بكلمات "جيدة" مثل "لطيف" و"ذكي"، أو كلمات "سيئة" مثل "سيئ" و"فاسد"، وفق دراسة نشرتها دورية "هيليون" (Heliyon).

يقول دانيال ديربيشاير -الباحث في اقتصاديات الصحة العامة بجامعة إكستر البريطانية، وقائد فريق البحث- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": رصدنا تحيزًا ضمنيًّا سلبيًّا تجاه الأشخاص المتحولين جنسيَّا بين طواقم التمريض.

والتحيز الضمني السلبي هو ميلٌ غير واعٍ إلى الحُكم على شخص أو مجموعة من الأشخاص بطريقة سلبية بناءً على خصائصهم، ويمكن أن يكون هذا الميل قائمًا على الجنس، أو العِرق، أو الدين، أو أي عامل آخر، ويمكن أن يكون لهذا التحيز آثار سلبية، منها شعور الأشخاص المستهدفين بالتهميش أو الإقصاء.

أجرى الفريق دراسته على 11996 متخصصًا بالرعاية الصحية التمريضية و22443 متخصصًا في الرعاية الصحية غير التمريضية، في الفترة من 2020 إلى 2022، بالإضافة إلى 177810 من غير المتخصصين بالرعاية الصحية.

وأوضحت النتائج أن العاملين في قطاع التمريض كانوا أكثر ميلًا إلى الموافقة على عبارات مثل "أعتقد أن الشخص لا يمكنه تغيير جنسه أبدًا"، أو "أعتقد أن هناك خطأً ما في الشخص الذي يقول إنه ليس رجلًا ولا امرأة"، مقارنةً بمتخصصي الرعاية الصحية الآخرين أو غير المتخصصين بالرعاية الصحية.

كما أجرى الباحثون استبانةً قبل الاختبار وبعده، لسؤال المشاركين عن علاقاتهم مع الأشخاص المتحولين جنسيًّا في حياتهم اليومية.

ووجدوا أن المتخصصين في الرعاية الصحية -بما في ذلك الممرضات وغير الممرضات- كانوا أكثر تعرُّضًا لمقابلة شخص متحول جنسيًّا مقارنةً بغير المتخصصين في الرعاية الصحية، إلا أنهم أفادوا بأنهم كانوا أقل تعرُّضًا لأن يكون لديهم صديق أو فرد من العائلة متحول جنسيًّا.

كما أظهرت نتائج الاستبانة أن الممرضات كن أكثر تعرُّضًا للخلط بين الجنس والهوية الجنسية أو "الجندر".

ويشير الجنس إلى الخصائص البيولوجية التي تحدد ما إذا كان الشخص ذكرًا أم أنثى، أما الجندر فيشير إلى الهوية الاجتماعية والنفسية للشخص، بما يتضمن الشعور بالذات والتعبير عن الذات.

يقول "ديربيشاير": تكشف الدراسة السلبيات المتعلقة بتعلُّم الممرضات، وانخفاض فرصهن في استكشاف التحيز ضد المتحولين جنسيًّا ومعالجته، ويمكن معالجة ذلك من خلال ضمان إدراج الرعاية الإيجابية للمتحولين جنسيًّا في المنهج الدراسي.

وحول خطوات الفريق المقبلة، نوه بأن الفريق مهتم بمتابعة نتائج دراسته في سياق المملكة المتحدة على وجه التحديد، لا سيما في ضوء الاستخدام المتزايد للخطاب المعادي للمتحولين جنسيًّا من قِبل حكومة المملكة المتحدة ووسائل الإعلام البريطانية، وفق قوله.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.235