أخبار

تجارب الطفولة المؤلمة ترتبط بالإصابة بأمراض القلب

نشرت بتاريخ 6 نوفمبر 2023

تعرُّض الأطفال لأحداث صادمة -مثل طلاق الوالدين والاعتداء الجسدي والتمييز العرقي- يفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

محمد منصور

فحص الباحثون بيانات أكثر من 101 ألف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية
فحص الباحثون بيانات أكثر من 101 ألف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية
Getty Images/Cultura RF Enlarge image
ذكرت دراسة علمية نُشرت نتائجها خلال اجتماع جمعية القلب الأمريكية اليوم "الإثنين"، 6 نوفمبر، أن صدمات الطفولة المبكرة تؤدي إلى خلل في أنماط النوم لدى الأطفال، الأمر الذي قد ينجم عنه الإصابة بأمراض القلب.

 

وتربط الدراسة بين مجموعة متزايدة من الأدلة حول تجارب الطفولة الضارة ومجموعة من النتائج الصحية الضارة في وقت لاحق من الحياة، تتضمن مشكلات القلب والأوعية الدموية.

 

وتقول الدراسة إن تجارب الطفولة المؤلمة لها آثار طويلة الأمد على الصحة البدنية والعقلية.

 

وكان الأطفال الذين تعرضوا لأحداث مؤلمة أكثر هم أكثر تعرضًا للحصول على فترات نوم قصيرة جدًّا أو أكثر من اللازم.

 

ويمكن أن تؤدي اضطرابات النوم إلى زيادة هرمونات التوتر والالتهابات واضطرابات في وظائف القلب والأوعية الدموية، مما يسهم في حدوث مشكلات مرتبطة بالقلب.

 

كما تسهم أنماط النوم السيئة في زيادة الوزن وتطور مرض السكري، وكلاهما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

 

ويؤثر الحرمان من النوم على الهرمونات التي تنظم الجوع والشهية، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن، وتعطيل قدرة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم، فيؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

 

وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 12 عامًا، يوصى بالحصول على 9 إلى 12 ساعة من النوم كل ليلة، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا على 8 إلى 10 ساعات من النوم.

 

ومع ذلك، أشارت البيانات إلى أن أكثر من ثلث الأطفال الذين شملهم الاستطلاع لم يلتزموا بهذه التوصيات.

 

وتقول الدراسة إن انتشار قلة النوم بين الأطفال أمرٌ مثيرٌ للقلق في حد ذاته، ولكن عندما يقترن بتأثيرات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين -وهو إنزيم وظيفته امتصاص الصوديوم الزائد للحفاظ على صحة القلب- فإن احتمال حدوث عواقب صحية طويلة المدى يصبح أكثر وضوحًا.

 

وتؤكد الدراسة أن معالجة صدمة الطفولة وتعزيز عادات النوم الصحية لدى الأطفال ليست مجرد مسائل تتعلق بالرفاهية المباشرة، ولكنها خطوات أساسية في تأمين صحة القلب والأوعية الدموية في المستقبل.

 

وشملت الأحداث الصادمة طلاق الوالدين، ووفاة أحد الوالدين أو سجنه، والتعرض للعنف، ومعايشة شخص مدمن على الكحول أو المخدرات أو يعاني من حالات صحية عقلية، والاعتداء الجسدي أو العاطفي، أو المعاملة غير العادلة بسبب العرق أو التوجه الجنسي أو الهوية الجنسية.

 

يقول "مينكيونج سونج"، الأستاذ المساعد في جامعة هارفارد، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "إن التعرض للأحداث المؤلمة في الطفولة يفاقم خطر الإصابة بأمراض القلب".

 

ويؤكد "سونج" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل أيست" أهمية فهم المتخصصين في الرعاية الصحية ودمج الرعاية المستنيرة للصدمات لتلك النتائج؛ "من أجل دمجها في الممارسات السريرية وتنمية المرونة والدعم العاطفي والعلاقات الإيجابية لمعالجة المشكلة".

 

وتقول النتائج إن كل حدث صادم إضافي يزيد بنسبة 8% من احتمال نوم الطفل لمدة 1-2 ساعة أقل أو أكثر من عدد الساعات الموصى بها.

 

عمل الباحثون في تلك الدراسة لمدة 3 سنوات كاملة، فحصوا خلالها بيانات أكثر من 101 ألف طفل في الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتقييم تأثير تجارب الطفولة السلبية وربطها بمؤشر مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأطفال.

 

يضيف "سونج": ينبغي أن ترفع نتائج الدراسة مستوى الوعي بالأثر الصحي لتجارب الطفولة الضارة المرتبطة بعدم كفاية النوم أو الإفراط فيه في مرحلة الطفولة، كما يجب أن تسهم أيضًا في توفير الدعم للفئات الضعيفة من الأطفال.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.230