أخبار

"الباوندي" ذو الأصول التونسية يشارك "بروس" و"إكيموف" نوبل في الكيمياء لعام 2023

نشرت بتاريخ 4 أكتوبر 2023

هاجر "الباوندي" مع والده إلى فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة.. وتتركز أبحاثه بشكل كبير على دراسة النقاط الكمومية لأشباه الموصلات الغروية

هاني زايد

منجي جي الباوندي ولويس إي بروس وأليكسي إكيموف
منجي جي الباوندي ولويس إي بروس وأليكسي إكيموف
Ill. Niklas Elmehed © Nobel Prize Outreach Enlarge image
أعلنت "الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم" اليوم "الأربعاء"، 4 أكتوبر، فوز ثلاثة من العلماء المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2023،  وهم "منجي الباوندي" و"لويس إي بروس" و"أليكسي إكيموف"، عن اكتشافهم لتقنية النقاط الكمية (الكمومية) وتخليقها.

تقول اللجنة في بيانها: تُكرم جائزة نوبل في الكيمياء لهذا العام اكتشاف وابتكار تقنية النقاط الكمية، وهي جُسيمات نانوية، تتحدد خواصها بحجمها الدقيق للغاية، وتتسم هذه الجسيمات بخواص فريدة، ونستخدمها اليوم لإرسال الضوء من شاشات التلفاز والمصابيح الثنائية الباعثة للضوء، كما تُستخدم في تحفيز تفاعلات كيميائية محددة، ويمكن لضوئها الساطع تحفيز تألق الأنسجة الورمية وإضاءتها لتوجيه الجراحين في أثناء إزالة الأنسجة السرطانية وفي استخدامات أخرى.

وتضيف اللجنة: درج الباحثون على استخدام النقاط الكمية في المقام الأول لإنتاج الضوء الملون، ويتوقعون أن تدخل هذه التقنية مستقبلًا في ابتكار إلكترونيات مرنة ومستشعرات بالغة الصغر، وخلايا شمسية أقل سُمكًا، بل ربما تُسهم أيضًا في تقنيات الاتصال الكمي المُشفرة.

ومنجي الباوندي هو كيميائي أمريكي نشأ في فرنسا وتونس، ويعمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتتركز أبحاثه بشكل كبير على دراسة النقاط الكمومية لأشباه الموصلات الغروية، وتتوزع مشروعاته البحثية بين مجالات التحليل الطيفي وعلم الأحياء والأجهزة.

منجي الباوندي
منجي الباوندي

Ill. Niklas Elmehed © Nobel Prize Outreach Enlarge image

وُلد "منجي" في باريس، وهو ابن الأمريكي الجنسية والتونسي الأصل محمد صالح الباوندي، الذي عمل أستاذًا فخريًّا لعلم الرياضيات في جامعة كاليفورنيا، وقد هاجر "منجي" منذ صغره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أمضى سنوات طفولته الأولى في فرنسا ثم في تونس، وحصل على شهادة الماجستير في الكيمياء من جامعة هارفارد سنة 1983 والدكتوراة في الكيمياء من جامعة شيكاغو سنة 1988، وأنشأ مختبرًا للكيمياء؛ إذ انطلق في إجراء البحوث المتعددة بهدف مزيد من استكشاف العلوم وتطوير تكنولوجيا البلورات النانوية وغيرها من الهياكل النانوية المُصنّعة كيميائيًّا.

أما لويس بروس فهو أستاذ فخري في جامعة كولومبيا، وهو مكتشف البلورات النانوية الغروية شبه الموصلة المعروفة باسم النقاط الكمومية، وأما "إكيموف" فيعمل في شركة "نانوكريستالز تكنولوجي".

والنقاط الكمية عبارة عن "تركيب نانوي شبه موصل ثلاثي الأبعاد تتراوح أبعاده بين 2 إلى 10 نانومترات، وتقوم النقطة الكمية بتقييد إلكترونات شريط التوصيل وثقوب شريط التكافؤ أو الأكسيتونات (وهي عبارة عن زوج مرتبط من إلكترونات التوصيل وثقوب التكافؤ).

وجائزة "نوبل للكيمياء" هي إحدى جوائز نوبل التي أوصى بها "ألفريد نوبل"، مخترع الديناميت الذي توفي عام 1896، وكانت أولى جوائزها من نصيب العالم الهولندي الجنسية "ياكوبس فانت هوف"، الذي حصل عليها عام 1901 لاكتشافه لقوانين الديناميكيات الكيميائية والضغط الإسموزي في المحاليل، وتم حجبها لثماني سنوات هي: 1916، 1917، 1919، 1924، 1933، 1940، 1941، 1942.

وبلغ متوسط أعمار الحاصلين على جائزة "نوبل للكيمياء" 58 عامًا، وكان أصغر الحاصلين عليها العالِم "فريدريك جوليوت"، الذي نالها عام 1935 مناصفةً مع زوجته وهو في عامه الـ35.

وشهد الإعلان عن جائزة نوبل للكيمياء لعام 2019 تحطيم "جون بي. جودنوف" للرقم المسجل باسم العالِم الأمريكي "جون بينيت فين"، الذي حصل على نوبل للكيمياء عام 2002 عن عمر بلغ 85 عامًا؛ لأعماله في مجال تطوير أساليب لتحديد وتحليل بنية الجزيئات البيولوجية؛ إذ بلغ عمر "جودنوف"، المولود عام 1922، 97 عامًا، ليصبح أكبر الحاصلين على جوائز نوبل بصورة عامة.

وبلغ عدد النساء الحاصلات عليها 8 سيدات، إذ كانت عالِمة الفيزياء والكيمياء البولندية المولد "ماري كوري"، أول سيدة تحصل عليها بالمشاركة مع زوجها "بيار كوري" في عام 1911؛ لاكتشافهما عنصرَي البولونيوم والراديوم، وتُعَد "كوري" الوحيدة التي جمعت بين الفوز بجائزة "نوبل للكيمياء" والفوز بجائزة في فرع آخر، إذ نالت جائزة "نوبل للفيزياء" لعام 1903.

والعجيب أن ابنتها "إيرين جوليوت" كررت السيناريو نفسه، إذ نالت جائزة نوبل في الكيمياء في عام 1935 مناصفةً مع زوجها "فريدريك جوليوت"؛ لاكتشافهما النشاط الإشعاعي الاصطناعي، واختارا الاعتراف بجميل "الأم" من خلال إطلاق الوحدة (كوري) لقياس النشاط الإشعاعي، وكذلك إطلاق اسمها على عنصر "الكوريوم".

يُذكر أن العالِم المصري الراحل "أحمد زويل" هو العالِم العربي الوحيد الذي نال جائزة "نوبل للكيمياء"، وذلك عام 1999، عن ابتكاره كاميرا "الفيمتو ثانية"، التي تستطيع رصد حركة الجزيئات عند تكوينها، كاشفةً عن الكيفية التي تتشكل بها الروابط الكيميائية في الزمن الحقيقي.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.194