بعد الإطاحة بالنظام: هذه خارطة طريق للعلم في
سوريا
11 December 2024
نشرت بتاريخ 27 أغسطس 2023
نجم من نوع جديد يمنح العلماء فرصة التعرف على نشأة النجوم المغناطيسية
خلال العقود القليلة الماضية، مثلت النجوم المغناطيسية لغزًا كبيرًا بالنسبة لعلماء الكونيات المعنيين بدراسة أصل الكون ونشأته وتاريخه ومحتوياته وتطوره، ودراسة البنية الواسعة للفضاء.
لكن يبدو أن جانبًا من هذا اللغز في طريقه إلى الحل؛ إذ اكتشف فريق بحثي دولي نجمًا من نوع جديد تمامًا يُعرف باسم "إتش دي 45166"، وهو نجم غني بالهيليوم يقع على بُعد حوالي 3 آلاف سنة ضوئية من الأرض، ويُرجح أنه الأصل الذي تنشأ منه النجوم المغناطيسية، وفق دراسة نشرتها دورية "ساينس" (Science).
وتُعد النجوم المغناطيسية أقوى مغناطيس في الكون، وهي نجوم نيوترونية ذات مجالات مغناطيسية فائقة لا يُعرف بالضبط آلية تكوينها أو طريقة إنتاجها لهذه المجالات المغناطيسية الهائلة، والنجوم النيوترونية هي بقايا من انفجار نجوم عملاقة ذات كتلة أكبر من الشمس بأكثر من ثمانية أضعاف، وهي صغيرة جدًّا في الحجم بحيث يمكن أن يصل قُطر أحدها إلى حوالي 20 كيلومترًا فقط لكنه يزِنُ زِنَةَ عدة شموس.
ورُصدت النجوم المغناطيسية لأول مرة في عام 1979 عندما رصدت مركبتان فضائيتان روسيتان فجأةً انفجارًا هائلًا لإشعاع جاما كانت طاقته أكثر بمئة مرة من طاقة أي انفجار لأشعة جاما تم اكتشافه سابقًا، وعندما تعقَّب علماء الفلك المكان الذي نشأ فيه الانفجار توافق مع موقع مستعر أعظم معروف في سحابة ماجلان الكبرى خارج مجرة درب التبانة، والمستعر الأعظم هو انفجار قوي ومضيء لنجم؛ إذ يظهر المستعر الأعظم في أثناء مراحل التطور الأخيرة لنجم ضخم أو عندما يتحول نجم القزم الأبيض إلى اندماج نووي بسرعة خاطفة، ما يؤدي إلى انهيار النجم الأصلي، إما إلى نجم نيوتروني أو ثقب أسود، أو يتدمر تمامًا ليشكل سديمًا منتشرًا.
إلى تلك اللحظة لم يكن لدى العلماء تفسيرٌ لظاهرة النجوم المغناطيسية التي فك طلاسمها العالِم الأمريكي "روبرت دونكان" في عام 1992، مشيرًا إلى أنها صادرة من نوع جديد من النجوم أطلق عليه "النجوم المغناطيسية"، وفي عام 2002 تمكن العلماء من قياس قوة المجال المغناطيسي للنجم الواقع في هذا الانفجار، وسُمي "إس جي آر 1806-20".
من جهته، يؤكد "تومر شنار" -الباحث في معهد أنطون بانيكويك لعلم الفلك بجامعة أمستردام، والمشارك في الدراسة- أن "وجود النجم إتش دي 45166 يتحدى نماذجنا الحالية عن طبيعة النجوم التي ينتمي إليها"، مضيفًا: لقد اكتشفنا أن نظام هذا النجم يحتوي على نجم وولف-رايت تعادل كتلته ضِعف كتلة الشمس.
يقول "شنار" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": لدى النجم "إتش دي 45166" مجال مغناطيسي قوي لا يُصدق بالنسبة للنجوم الطبيعية يبلغ 43 ألف جاوس (وحدة قياس شدة المجال المغناطيسي)، ما يعني أنه أقوى بحوالي مئة ألف مرة من مجال الأرض المغناطيسي، ويشرح هذا المجال إلى حدٍّ كبير الخصائص الغريبة للنجم.
استخدم الباحثون مجموعة من التلسكوبات المنتشرة حول العالم (في كندا وفرنسا وولاية هاواي الأمريكية على سبيل المثال)، والتي يمكنها اكتشاف المجالات المغناطيسية وقياسها مثل المرصد الأوروبي الجنوبي، واعتمدوا كذلك على بيانات أرشيفية مأخوذة باستخدام جهاز الطيف البصري واسع النطاق في مرصد "لا سيلا" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في تشيلي.
يقول "شنار": لدى النجم "إتش دي 45166" مجال مغناطيسي أقوى 100 ألف مرة من المجال المغناطيسي الأرضي، وقد يصبح هذا النجم نجمًا مغناطيسيًّا عندما ينفجر في مستعر أعظم خلال نحو مليون عام.
وتشير الحسابات التي أجراها الباحثون إلى أن النجم "إتش دي 45116" سيُنهي حياته كنجم مغناطيسي عندما ينهار بعد ملايين أو مليارات السنوات فيصبح حجمه ضئيلًا جدًّا بحيث لا يمكن رؤيته بالتلسكوبات البصرية.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.147
تواصل معنا: