أخبار

التمسُّك بالهوية يُحسّن العلاقة بين العرقيات المختلفة

نشرت بتاريخ 17 أغسطس 2023

تعامل الأمريكيين غير المسلمين بشكل إيجابي مع المسلمين الأمريكيين ذوي الهوية المزدوجة يعزز علاقتهم بالعالم الإسلامي

محمد السيد علي

https://creativecommons.org/licenses/by/4.0/ Enlarge image
في بلدان تشهد تنوعًا كبيرًا في سكانها مثل الولايات المتحدة، يواجه الأشخاص -وخاصةً الأقليات العرقية- هاجسًا يتعلق بما يجب عليهم فعله لكي ينجحوا في الاندماج مع المجتمع الأمريكي بشكل أكبر ويتم قبولهم بشكل كامل.

وهنا يبرز سؤال جوهري هو: هل يجب على الأشخاص -إذا عاشوا كأقلية في مجتمع معين- أن يتخلوا عن هويتهم الاجتماعية -كمسلمين أو كمكسيكيين، على سبيل المثال- لكي يكونوا مقبولين اجتماعيًّا، أم أنهم يمكنهم الاحتفاظ بهويتهم وأن يكونوا منفتحين بشكل أكبر للتعرُّف على مجموعات جديدة خارج نطاق مجموعتهم الداخلية؟

للمساعدة في تعميق فهم مثل هذه المواقف، أجرى فريق بحثي أمريكي سلسلةً من التحليلات القائمة على الاستطلاعات التي شملت مئات من المشاركين الأمريكيين، وفق دراسة نشرتها دورية "بلوس وان" (PLOS ONE).

عمل الباحثون أولًا على تقييم مواقف المشاركين الأمريكيين غير المسلمين تجاه الأمريكيين المسلمين الذين عرَّفوا أنفسهم بأنهم أمريكيون، وكذلك تجاه الأمريكيين المسلمين الذين ذكروا أنهم مسلمون، أو هؤلاء الذين يؤمنون بأنهم أمريكيون ومسلمون معًا دون إعلاء صفة على أخرى، كما أجروا تحليلًا مماثلًا ركز على الأمريكيين المكسيكيين.

وأظهرت الدراسة أن "مواقف غير المسلمين الأمريكيين تجاه المسلمين الأمريكيين الذين يعترفون اعترافًا قويًّا بهويتهم الثنائية -المسلمة والأمريكية- كانت مشابهةً تمامًا لمواقفهم تجاه المسلمين الأمريكيين الذين يعترفون فقط بهويتهم الأمريكية.

يقول أهارون ليفي، باحث علم النفس الاجتماعي بجامعتي كولومبيا وييل بالولايات المتحدة، وقائد فريق البحث: "يعتقد العديد من الناس أنه لكي يتم قبولهم بشكل كامل من قِبل الثقافة المُضيفة، فإنه يجب على الأقليات الاندماج مع ثقافة الأغلبية (على سبيل المثال، أن يصبح المهاجرون المسلمون أمريكيين أكثر).

يضيف "ليفي" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": مع ذلك، تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه من حيث المواقف بين المجموعات، فإن تبنِّي كلتا الهويتين بشكل صريح (على سبيل المثال، المسلم والأمريكي) يمكن أن يكون مفيدًا مثل الاستيعاب الكامل لهوية الأغلبية فقط.

وكشفت النتائج أنه عندما يتعامل الأشخاص (الأمريكيون غير المسلمين) مع الأشخاص الذين يرون أنهم مسلمون وأمريكيون على حدٍّ سواء، فإنهم ينظرون إليهم بشكل إيجابي تمامًا كما لو كانوا أمريكيين فقط.

ويشير "ليفي" إلى أن هذه النتائج تعني أن الأقليات قد لا تحتاج إلى التخلِّي عن أي جزء من هويتها طالما أنها تؤمن أيضًا بهوية مجموعة الأغلبية.

ويتابع: علاوةً على ذلك، وجدنا أن التأثير الإيجابي للهوية المزدوجة يمتد أيضًا إلى المجموعة الخارجية المقابلة، فعلى سبيل المثال، كان ذلك مفيدًا لتعزيز العلاقة بين الأمريكيين غير المسلمين والعالم الإسلامي، حيث تعمل مجموعة الهوية المزدوجة كبوابة تقود إلى مزيد من المجموعات ذات التفكير الإيجابي في هذا الاتجاه.

وقد تمكَّن الفريق من رصد النتائج ذاتها أيضًا مع الأقلية المكسيكية في الولايات المتحدة، واعتبروا أن ذلك يمكن أن يساعد في إثراء الجهود المبذولة لتحسين العلاقات بين المجموعات.

وبناءً على هذه النتائج، أفاد "ليفي" بأن الخطوات التالية للفريق البحثي ستركز على مواصلة فحص إمكانيات هؤلاء الأفراد والجماعات من ذوي الهويات المزدوجة (على سبيل المثال، المهاجرون والأفراد ثنائيو العرق)، للتحول من أقلية مهمشة إلى وسيط متمكن في سياق الصراع بين المجموعات.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.135