أخبار

موجات الحر تؤدي إلى تراجُع الصحة العقلية

نشرت بتاريخ 27 يوليو 2023

زيادة درجات الحرارة العالمية المرتبطة بتغيُّر المناخ قد تزيد معدلات الذهاب إلى المستشفى بسبب اضطرابات الصحة العقلية والنفسية.. فضلًا عن زيادة حالات الانتحار

محمد السيد علي

Getty Images Enlarge image

"نحن على طريق سريع إلى جحيم المناخ وأقدامنا على دوّاسة البنزين، أمام البشرية خياران: إما التعاون أو الهلاك".. تحذير شديد اللّهجة أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمام أكثر من 100 من قادة العالم اجتمعوا في افتتاح الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ "كوب 27"، الذي أقيم بمدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر 2022.

وها هو "جحيم المناخ" أصبح واقعًا ملموسًا يلهب أجساد سكان الأرض، وسط استمرار موجات حرّ شديدة هيمنت على أجزاء كبيرة من العالم العربي والشرق الأوسط، وأوروبا، وآسيا، وأمريكا.

"شهر يوليو الجاري سيكون على الأرجح الأكثر سخونةً في العالم منذ مئات -إن لم يكن آلاف- السنين"، وفق كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأمريكية جافين شميدت، الذي أضاف في لقاء نظمته وكالة ناسا مع الصحفيين قبل أيام: نحن نشهد تغيُّرات غير مسبوقة في جميع أنحاء العالم، موجات الحر في الولايات المتحدة وفي أوروبا والصين تحطم الأرقام القياسية، يسارًا ويمينًا ووسطًا.

وصنّفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، الأسبوع الأول من يوليو الجاري بـ"الأشد حرًّا على الإطلاق"، في حين استمرت درجات الحرارة في الارتفاع خلال هذا الشهر مُسجّلةً قراءات تخطت 50 درجةً مئويّة في بعض الدول العربية و54 درجةً في "وادي الموت" بأمريكا.

وشهد العام الجاري سلسلةً من السجلات القياسية المتعلقة بتغيُّر المناخ، تشمل جفافًا وفيضانات مُدمرّة وموجات من الحر الشديد أثّرت على حياة ملايين الأشخاص حول العالم، إضافةً إلى تأثيرها على النُّظُم الإيكولوجية والاقتصادات والزراعة والطاقة وإمدادات المياه، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

تغيُّر المناخ والصحة العقلية

يتزايد الاعتراف بتغير المناخ باعتباره حالة طوارئ صحية، مع ارتفاع درجات الحرارة والظواهر الجوية المُتطرفة التي تؤثر تأثيرًا واضحًا على المجتمعات والنظم الصحية.

وفي ملمح يُعمّق تأثيرات تغير المناخ على جوانب عدة من صحة الإنسان، ربطت دراسة نشرتها دورية "ذا لانسيت بلانيتاري هيلث" بين ارتفاع درجات الحرارة وضعف الصحة العقلية والرفاهية.

وأوضحت الدراسة -التي قادها علماء من جامعة إمبريال كوليدج لندن- أن زيادة درجات الحرارة العالمية وموجات الحر المرتبطة بتغير المناخ قد تترافق مع زيادة الذهاب إلى المستشفى بسبب اضطرابات الصحة العقلية والنفسية، فضلًا عن زيادة حالات الانتحار.

تقول ريانون طومسون، الباحثة في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بكلية الصحة العامة في جامعة إمبريال كوليدج لندن للعلوم والتكنولوجيا والطب، وقائد فريق البحث: "ربما لا يُدرك كثير من الناس أن هناك مخاطر على الصحة العقلية مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، بالإضافة إلى مخاطرها على الصحة البدنية، لكن عندما نُفكّر في بعض تأثيراتها المحتملة، مثل اضطرابات النوم وزيادة التوتر واندلاع الصراعات، فإن ذلك يكون منطقيًّا للغاية".

تضيف "طومسون" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": هناك تغيرات فسيولوجية يمكن أن تحدث في الجسم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة تُسهم إسهامًا ملحوظًا في تراجُع الصحة العقلية، وكثرة التردد على المستشفيات للعلاج من الأمراض النفسية، بالإضافة إلى زيادة معدلات الانتحار، وتراجُع الرفاهية.

وبما أنه من المحتمل أن يؤدي تغير المناخ إلى مزيد من الارتفاع في درجات الحرارة، وموجات حر أكثر تواترًا، فإن الارتباط الذي تشير إليه الدراسة الجديدة قد يكون مثيرًا للقلق؛ إذ تُعد اضطرابات الصحة العقلية بالفعل سببًا رئيسيًّا لعبء المرض على مستوى العالم.

وكشفت دراسة مرجعية سابقة أن إجمالي عدد السنوات الضائعة من العمر بسبب اضطرابات الصحة العقلية ارتفع من 80.8 مليونًا في 1990 إلى 125.3 مليونًا في 2019.

تأثيرات مُتعددة

رغم كثرة الدراسات التي تحدد تأثير الكوارث المتعلقة بالمناخ على الصحة النفسية، فإن الآثار المترتبة على ارتفاع درجات الحرارة وزيادة تواتُر موجات الحر على الصحة النفسية لا تزال غير مفهومة بشكلٍ كافٍ، ولا تزال هناك فجوات في الأدلة المُتعلقة بعواقب زيادة الحرارة العالمية على الصحة النفسية، إلى جانب انخفاض مستويات الوعي بين المتخصصين في نظام الصحة العقلية، وقادة الصحة العامة، وخبراء السياسات، في هذا الاتجاه.

ولتوحيد نتائج مجموعة الأبحاث التي أُجريت في السابق حول تأثيرات ارتفاع درجة الحرارة على الصحة العقلية والرفاهية، أجرى الفريق دراسةً مرجعيةً منهجيةً تضمنت تحليلًا تلويًّا ورصدًا لنتائج 114 دراسة سابقة من أجل تشكيل فهم كامل لمجموعة الأدلة الحالية.

Monika Wisniewska/ Alamy Stock Photo

Enlarge image

تقول "طومسون": راجعنا الأدلة العلمية التي تربط بين ارتفاع الحرارة وتراجُع الصحة العقلية، ووجدنا أن ارتفاع درجات الحرارة يرتبط بزيادة حالات الانتحار بمعدل 1.7٪ أعلى لكل درجة مئوية واحدة زيادة في متوسط درجة الحرارة اليومية، وزيادة معدلات الذهاب إلى المستشفى لعلاج الأمراض العقلية بنسبة 9.7٪ أعلى خلال موجة الحر، بالإضافة إلى تراجع الصحة العقلية العامة والرفاهية، كان هذا هو الحال بشكل خاص خلال موجات الحر والانحراف عن درجة الحرارة العادية لمكان وزمان معينين.

ووفق الدراسة، فإن درجة الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية عبر عدة آليات، تشمل التغيرات الفسيولوجية مثل التغيرات في تدفق الدم أو مستويات "السيروتونين" في الدماغ، وهو هرمون يساعد في الحفاظ على صحة نفسية أكثر إيجابيةً واعتدالًا، وعندما تكون مستوياته طبيعيةً في الجسم يكون الشخص أكثر سعادةً وتركيزًا واستقرارًا عاطفيًّا وأقل توترًا.

كما تشمل التغيرات المعرفية الناتجة عن النوم المُتقطع في درجات حرارة عالية وتأثيرات درجة الحرارة على الاتصال الوظيفي للدماغ، وهو الطريقة التي تتواصل بها أجزاء مختلفة من الدماغ معًا، وهي عملية ضرورية لوظائف الدماغ الأساسية مثل التفكير والتعلم والذاكرة والانتباه والحركة.

مشكلات وصراعات اجتماعية

تضيف الدراسة أن "هناك أيضًا تغيرات مُجتمعية تنجم عن موجات الحر، مثل العدوانية المتزايدة، والإجهاد الناتج عن انخفاض المخرجات الاقتصادية والزراعية، وزيادة استهلاك الكحول، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤثر درجة الحرارة بشكل مختلف على فسيولوجيا الأفراد المصابين بأمراض عقلية، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى ضعف التنظيم الحراري الناجم عن تناولهم لبعض الأدوية النفسية".

تقول "طومسون": الحرارة الشديدة أمر مرهق جسديًّا، ويجعلنا أكثر تعرضًا للضيق النفسي والشعور بالإرهاق، كما أنها تؤثر على جودة النوم، ما يؤثر على حالتنا العقلية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُسهم في اندلاع المشكلات الاجتماعية والصراع، من خلال زيادة مستويات الغضب والعدوان لدينا، ولا يدرك كثير من الناس أن هناك عددًا من الأدوية النفسية الشائعة يمكن أن تُضعف التنظيم الحراري وتزيد من خطر ارتفاع درجة الحرارة لمَن يتناولونها، وكما هو الحال مع العديد من أمراض الصحة العقلية، فمن المحتمل أن يكون هناك عدد من العوامل مجتمعة هي التي تخلق المخاطر.

وتضيف: من المهم زيادة الوعي بهذه الروابط حتى تتمكن أنظمة الرعاية الصحية والمهنيون من الاستجابة والاستعداد في أثناء الطقس الحار، وحتى نتمكن من الاهتمام بأنفسنا وبعضنا ببعض خلال هذه الفترات الشائعة بشكل متزايد".

مزيد من الدراسة

في المقابل، يرى محمد سلامة -الأستاذ المشارك في معهد الصحة العالمية والبيئة البشرية بالجامعة الأمريكية في القاهرة- أنه رغم التأثيرات الملحوظة لتغيُّر المناخ على جوانب عدة من حياة الإنسان، فإن العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة والإصابة بالأمراض النفسية تحتاج إلى مزيد من الأبحاث لتقويتها؛ لأنه بالرغم من أهمية النتائج التي تخرج عن المراجعة المنهجية للأبحاث السابقة، فإنها في العادة لا تكون دقيقة بنسبة 100%.

يقول "سلامة" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": من المفيد للغاية استخدام تلك النتائج كنواة لأبحاث أولية على مجموعات من البشر ينتمون إلى أعراق متنوعة ويعيشون في بيئات ومناطق مختلفة من العالم، وينتمون إلى طبقات اجتماعية متنوعة، لقياس تأثير الحالة الاقتصادية والاجتماعية وجودة الحياة وغيرها من العوامل؛ للخروج بنتيجة موثوقة.

وعلّل ذلك بأن الأمراض النفسية والعقلية من المشكلات المعقدة والمتشابكة، التي يصعب فيها تحديد سبب واحد يمكن أن يسهم في الإصابة بها، بخلاف أمراض أخرى من السهل قياسها، مثل علاقة ارتفاع الحرارة بالأزمات القلبية على سبيل المثال.  

القُبّة الحرارية

نتائج هذه الدراسة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العربية والشرق الأوسط وباقي مناطق العالم حاليًّا ارتفاعًا غير مسبوق في درجات الحرارة، سيستمر على مدى الأيام المقبلة، بفعل ما اصطلح خبراء الأرصاد الجوية على تسميته بظاهرة "القُبّة الحرارية".

ووفق منصة "طقس العرب"، فإن "القُبّة الحرارية تنجم عن تمركُز المرتفع العربي الموسمي على شمال شبه الجزيرة العربية، ما ينجم عنه هبوط الهواء أسفله، بما لا يساعد الحرارة الناجمة عن التسخين النهاري على الصعود إلى الأعلى، ويمنع ارتداد الحرارة في الغلاف الجوي، ما يجعلها حبيسة الطبقات السفلية المعروفة بـ"التروبوسفير".

وتحتجز "القُبّة الحرارية" الهواء عالي الضغط في مكان واحد، مثل "غطاء القدر" أو "الصوبة الزُجاجية"، وتؤدي هذه المساحات الكبيرة من الهواء الساخن إلى مزيج من درجات الحرارة الشديدة وارتفاع نسبة الرطوبة، وحرائق الغابات المدمرة، والجفاف.

وتشير الخرائط الجوِّية إلى أن الكتلة الحارة تؤثر حاليًّا على 7 دول عربية هي مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وبجانب مناطق في آسيا وأمريكا، اندفعت تلك الكتل الحارة لجنوب القارة الأوروبية التي تتعرض حاليًّا لموجة حارة قوية وطويلة، حيث تم تسجيل العديد من الأرقام القياسية في بعض المُدن، بما فيها روما التي حطّمت أعلى حرارة في تاريخ سجلاتها بواقع 43 درجة مئوية، وكذلك كتالونيا الإسبانية، حيث بلغت درجة الحرارة 45 درجة مئوية.

ارتفاعات قياسية

ويُتوقع أن تشتد الكتلة الهوائية الحارة مُجددًا على دول البحر المُتوسط خلال الفترة الحالية، بحيث ترتفع درجات الحرارة بشكل قياسي في الجزائر وتونس وليبيا وكذلك إيطاليا ودول البلقان، مع توقعات بأن تُسجّل في مُستويات أربعينية في بعض الأجزاء، بل قد تصل إلى 50 درجة مئوية في تونس العاصمة برقم قياسي جديد.  

وفي مصر، يُتوقع أن يطرأ ارتفاع آخر على درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، لتُصبح أعلى من معدلاتها المعتادة بحدود 5-7 درجات؛ إذ تصل درجات الحرارة إلى أوائل الأربعينيات في القاهرة ومدن الوجه البحري، بينما تلامس 46 مئوية جنوبًا.

ظاهرة إلنينيو

وترافق "القبة الحرارية" ظاهرة "إل نينيو"، التي تطورت في المناطق الاستوائية بالمحيط الهادئ للمرة الأولى منذ 7 سنوات، لتمهد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.

وتميزت هذه الظاهرة بارتفاع درجة حرارة المحيط الهادئ، بالاقتران مع تأثير غازات الاحتباس الحراري التي يُسببها الإنسان، من المتوقع أن يجعل نمط الطقس واحدةً من السنوات الخمس المقبلة الأكثر دفئًا على الإطلاق، وفق المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وتحدث ظاهرة "إل نينيو" في المتوسط كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر النوبات عادةً من تسعة أشهر إلى 12 شهرًا، وهي نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي ويقترن بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية بالمحيط الهادئ، ولكنه يحدث في سياق تغير مناخي ناجم عن الأنشطة البشرية.

وعلى المستوى الصحي، حذّرت المنظمة من أن المخاطر المرتبطة بموجة الحر لم تنتهِ بعد، وأن ارتفاع درجات الحرارة ليلًا يمثل خطورة خاصة على صحة الإنسان؛ لأن الجسم غير قادر على التعافي من الحرارة المستمرة، وهذا يؤدي إلى زيادة حالات النوبات القلبية والوفاة.

وأضافت أن 60 ألف شخص إضافيًّا توفوا بسبب درجات الحرارة الشديدة في أوروبا الصيف الماضي، على الرغم من وجود خطط قوية للإنذار المبكر والعمل الصحي في القارة، كما حذرت أيضًا من زيادة مخاطر الوفاة بسبب موجات الحر في آسيا وشمال أفريقيا والولايات المتحدة.

هل خرج الوضع عن السيطرة؟

من جهته، يرى سمير الموافي -الاستشاري في مجال البيئة، وعضو الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ- أن ما يحدث في العالم حاليًّا هو تجسيد واضح لتفاقم التأثيرات قريبة الأجل لظاهرة تغيُّر المناخ، التي ينجم عنها تواتر موجات الطقس المتطرف وشدة معدلاتها بصورة أعلى، مثل موجات الحر الشديد في الصيف أو تدنِّي درجات الحرارة وموجات البرد في الشتاء.

وأضاف في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تحدث التأثيرات السريعة لتغير المناخ بوتيرة متزايدة في الآونة الأخيرة، ففي السابق كانت موجات الحر تحدث كل 5 سنوات أو سنتين مثلًا، لكن في الوقت الحالي، فإن التواتر يزيد، ويمكن أن تندلع موجات الحر القياسية أكثر من مرة خلال العام الواحد.

وأوضح أن هناك تأثيرات طويلة الأمد لتغير المناخ تحتاج إلى سنوات طويلة لملاحظتها، مثل ارتفاع سطح البحر، والتغيرات التي تحدث في حزام المطر في بعض الدول، وهي تغيرات تستغرق من 40 إلى 50 عامًا لرصدها وفق الموقع الجغرافي لكل دولة.

يقول "الموافي": رغم الطقس المتطرف الذي نعيشه حاليًّا، فإن الأمور لم تخرج عن السيطرة حتى الآن، وما زال أمام العالم فرصة لتصحيح المسار، وإنقاذ الكوكب من تفاقُم تداعيات تغيُّر المناخ، وهذا يحتاج إلى تكاتُف جميع الدول لتنفيذ السيناريوهات الموضوعة بدقة للتخارج من الوقود الأحفوري، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة.

تدابير لتقليل المخاطر

واعتبر فريق البحث أن موجات الحر وغيرها من الظواهر الجوية المُتطرّفة ستصبح أكثر شدةً مع استمرار العالم في حرق الوقود الأحفوري، وأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بأسرع ما يمكن سيقلل من شدة موجات الحر في المستقبل وينقذ الأرواح.

وأضافوا أن "تأثير تغير المناخ على الصحة العقلية يمكن أن يكون دافعًا إضافيًّا للتخلص من الوقود الأحفوري الذي يضر بصحة الإنسان، لذلك ستستفيد الصحة النفسية للمجتمعات من العمل على التخلص التدريجي السريع من الوقود الأحفوري ودعم المرونة في مواجهة تغيُّر المناخ المستمر، بما في ذلك تدابير مثل زيادة الغطاء الشجري في المدن، وتحسين معايير البناء وتعزيز أنظمة الصحة العقلية.

تقول "طومسون": يمكن تقليل الآثار السلبية لموجات الحر على الصحة العقلية عبر وسائل أبرزها ضمان وجود تكييف هواء وتهوية مناسبة في أجنحة الطب النفسي، ووسائل النقل العام، والإسكان الاجتماعي، وتقديم المشورة المجتمعية للحفاظ على برودة الجسم للأشخاص المعرضين للخطر.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.114