فيكتور أمبروس وجاري روفكون يحصدان جائزة نوبل في الطب لعام 2024
07 October 2024
نشرت بتاريخ 5 فبراير 2020
رغم التراجُع العام في حالات نقص النمو في الأطفال، يستمر التفاوت في التغذية في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل على الصعيدين المحلي والإقليمي
يظل سوء التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة يشكل قلقًا بالغًا على المستوى المجتمعي في الكثير من الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، منها اليمن والسودان وجزء كبير من أفريقيا جنوب الصحراء، وذلك وفقًا لدراسة 1 نُشِرت في دورية نيتشر.
يقول كيفين فيلان، مستشار التغذية في التحالف من أجل العمل الطبي الدولي في باريس، الذي لم يشارك في الدراسة: "هذا ناقوس إنذار آخر بأن النهج المتَّبع حاليًّا غير مُـجْدٍ؛ إذ بلغ التقزم والهزال أسوأ درجة لهما، على سبيل المثال في مناطق من النيجر وتشاد". ويضيف قائلًا: "نحتاج إلى تطبيق إستراتيجيات جديدة قائمة على التشخيص المبكر والعلاج المبسط، وتحسين سبل حصول الأطفال الصغار على أنظمة غذائية مفيدة، تتضمن مكملات غذائية مباشرة، ثبت دورها في تحسين النمو والحد من الهزال".
تتمثل صور قصور نمو الأطفال في توقف النمو، والهزال، وانخفاض الوزن عن المتوسط الطبيعي لدى الأطفال دون الخامسة من العمر. يأتي ذلك مصحوبًا باضطرابات في النمو العقلي والتطور، تؤثر على أداء هؤلاء الأطفال في المدرسة والعمل، فضلًا عن تزايُد مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية ومخاطر الصحة الإنجابية فيما بعد. يُقاس التقزم على أنه انخفاض الطول بالنسبة للعمر، وهو أكثر صور سوء التغذية المزمنة انتشارًا على مستوى العالم.
رصدت الدراسة تقديرات مؤشرات قصور نمو الأطفال في 105 دول منخفضة ومتوسطة الدخل، بدقة بلغت 5 ×5 كيلومترات مربعة للفترة من عام 2000 إلى 2017. ويوفر هذا الأمر سبيلًا لتسليط الضوء على المجتمعات التي هي في أمسِّ الحاجة إلى الدعم.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة سايمون هاي، مدير قسم العلوم الجغرافية المكانية بمعهد الصحة والقياس والتقييم بجامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية: "يتداخل التقزم مع غيره من العوامل الاقتصادية الاجتماعية والبيئية، لذا يساعد وضع خرائط دقيقة على تحديد المجتمعات التي يُحتمل أن تواجه مشكلةً متعددة الأبعاد". ويضيف أنه عن طريق تحديد أماكن إقامة الفئات السكانية الضعيفة يمكن للخرائط أن تساعد صناع السياسات على التخطيط لإجراء تدخلات مصمَّمة لتلائم الأوضاع المحلية وتوجيه الموارد بطريقة أكثر استهدافًا.
وفي الشرق الأوسط، تراجعت نسبة انتشار التقزم بشكل عام من 30% إلى 22.4%، بما يمثل 10 ملايين طفل في عام 2000 و9.2 ملايين طفل في عام 2017. وكانت دول المنطقة صاحبة أعلى نسب التقزم في عام 2017 هي اليمن، بنسبة 45.2%، والسودان بنسبة 37.6%.
يقول هاي: "النجاح في خفض نسب التقزم كان واضحًا عبر المنطقة، وخاصةً في إيران ومصر والعراق. غير أنه، حتى مع تراجعه على الصعيد الوطني بوجه عام، اتضحت جليةً التفاوُتات الكبيرة داخل الدولة الواحدة". ففي اليمن على سبيل المثال، تراوحت نسب التقزم في عام 2017 من 18.1% في حي الغايدة بمحافظة المهرة إلى 61% في بلدة الشهارة بمحافظة عمران. في حين تباينت نسب التقزم في السودان؛ إذ بلغت 26.2% في حي خرطوم بحري بولاية الخرطوم، و47.7 % في حي قيسان بولاية النيل الأزرق، وفي العراق، تراوحت من 12.6% في حي بنجوين بمنطقة السليمانية إلى 27% بحي الناصرية بمنطقة ذي قار.
وكما هو الحال مع دراستهم السابقة2 التي وضعت خريطةً لنقص النمو عند الأطفال في أفريقيا في الفترة بين 2000 و2015، جعل الباحثون خرائطهم التفاعلية متاحةً للعامة عبر موقع جلوبال هيلث إكستشينج بواسطة أداة سهلة الاستخدام لتصوير البيانات.
الاكتشافات مناسبة للغاية لتقييم قدرة الدول على الوفاء بالأهداف العالمية للتغذية، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية لعام 2025. يشير المشهد المتوقع إلى تحقيق ما يزيد قليلًا على رُبع الدول منخفضة ومتوسطة الدخل لأهداف التقزم والهزال على الصعيد الوطني، وتحقيق ما يقل عن 5% منها على الأرجح أهداف التقزم والهزال معًا على المستوى دون الوطني.
ومن بين الدول الثماني التي جرى تحليلها بمنطقة الشرق الأوسط، وتشمل (إيران، والعراق، والأردن، وفلسطين، وسوريا، واليمن، ومصر، والسودان)، خمس منها فقط في سبيلها إلى تحقيق أهداف التقزم على الصعيد الوطني وفقًا للتقديرات. ويقول الباحثون: "على النطاقات الأضيق، يُـحتمل ألا يحقق سوى إيران والأردن وفلسطين هدف التقزم في تقسيماتها الإدارية الأولى (المحافظات) والثانية (المقاطعات) بحلول عام 2025".
doi:10.1038/nmiddleeast.2020.21
تواصل معنا: