نضال قسوم.. نحو ثقافة علمية تتجاوز المختبرات ومقاعد الدراسة
10 October 2024
نشرت بتاريخ 30 يناير 2020
باحثون يهدفون إلى إعادة إنتاج صوت نسيامون ونقل خبرات زائر المتحف.
كسر كاهن مصري قديم صمته الأبدي بعد مرور أكثر من 3000 سنة على موته، وهذا بفضل العلماء الذين طبعوا نسخة ثلاثية الأبعاد مطابقة تمامًا لجهازه الصوتي.
نجح نموذج البنى الصوتية لنسيامون، الذي كان يُجري الطقوس في مجمع معبد الكرنك في عهد الملك رمسيس الحادي عشر (حوالي 1099-1068 قبل الميلاد)، في إنتاج صوت حرف واحد منفرد حتى الآن.
يقول الباحثون الذين صنعوا النسخة المطابقة1 : إن إثبات المفهوم يمكن تطويره عن طريق النمذجة الحاسوبية؛ بغرض تخليق جمل كاملة أو أغانٍ يمكن إعادة تشغيلها في المتاحف.
أجرى فريق يقوده المهندس الكهربائي ديفيد هوارد -من رويال هولواي بجامعة لندن- تصويرًا عالي الدقة بواسطة التصوير الطبقي المقطعي المحوسب (CT) على مومياء نسيامون. وقد أكد هذا الفحص أن ما تبقى من حنجرته وبلعومه سليم إلى حد كبير. قاسوا أبعاد الممر الهوائي بين شفتي نسيامون وحنجرته، ثم طبعوا بعد ذلك نسخةً مطابِقة ثلاثية الأبعاد ضمن طبقة رقيقة من البلاستيك.
وعن طريق إرفاق نسخة الجهاز الصوتي بحنجرة اصطناعية تُستخدم عادةً في تركيب الكلام، تمكنت المجموعة من إنتاج صوت حرف صوتيّ يقع في مكانٍ ما بين الحرفين الصوتيين المنطوقين في كلمتي “bed” و“bad” -أي بين الكسرة والمدّ.
في الثقافة المصرية القديمة، كان يُعتقد أن النطق بأسماء الموتى يسمح لهم بالعيش مرة أخرى. في الهيروغليفية المنقوشة على تابوته، يطلب نسيامون أن "تتلقى روحه القوت الأبدي، وأن تتجول بحُريّة وترى الآلهة وتحادثها". ومن المعتقد أن واجباته الطقوسية قد شملت كلًّا من الخطابة والإنشاد.
في موته، كان نسيامون مستلقيًا على ظهره ورأسه مائلٌ إلى الوراء، وهي وضعية لا يرجّح أنه كان يعتمدها في أثناء التحدث. "إننا لا نزعم أن صوت الحروف الصوتية الذي أنتجناه هو الصوت الذي كان سيستخدمه بالضرورة"، استنادًا إلى قول هوارد. "ولكني واثق بدقة كونه ما سنسمعه في الوضعية التي يأخذها جسده الآن".
"لقد كانت المنهجية المستخدمة دقيقة"، وفق قول فرانشيسكو أفانزيني، المختص بالصوتيّات وأمراض الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى بولزانو العام في إيطاليا، والذي ساعد في عام 2016 في توليف2 أصوات الحروف الصوتية الخاصة بـ"أوتزي رجل الثلج" Ötzi the Iceman، المومياء التي يرجع تاريخها إلى ما قبل 5300 عام. "النتيجة النهائية سيئة بعض الشيء من أجل تقييم صوت نسيامون؛ لأننا نسمع حرفًا واحدًا فقط. ولكنها على الرغم من ذلك، محاولة أخرى مثيرة للاهتمام لاستقصاء أصوات الماضي".
تأمل المجموعة الآن الجمع بين النموذج الحاسوبي الخاص بالجهاز الصوتي لـ"نسيامون" ومعرفة طريقة تَحرُّك المكونات الصوتية البشرية في أثناء الكلام لتخليق نسخ من التحدث أو الغناء بالاستناد إلى الكتابة الهيروغليفية الموجودة على التابوت.
doi:10.1038/nmiddleeast.2020.17
تواصل معنا: