أخبار

Read this in English

النظم الغذائية العربية مسألة حياة وموت

نشرت بتاريخ 12 أبريل 2019

أصبحت الأنظمة الغذائية السيّئة هي القاتل الأول عالميًّا، والشرق الأوسط ليس استثناءً.

لويز سارانت

في الشرق الأوسط، يتدنى تناوُل الحبوب الكاملة كثيرًا عن الحد المثالي البالغ 100 غرام يوميًّا.
في الشرق الأوسط، يتدنى تناوُل الحبوب الكاملة كثيرًا عن الحد المثالي البالغ 100 غرام يوميًّا.
hoch2wo / Alamy Stock Photo
سُجِّلت أعلى معدلات الوفيات المرتبطة بالنظام  الغذائي في كلٍّ من اليمن ومصر والسودان، واحتلت المراتب 14 و16 و22، كما احتلت معدلات عبء المرض المراتب 13 و15 و20 على مستوى العالم، استنادًا إلى بيانات اتجاهات استهلاك الأغذية التي جُمعت من 195 دولة بين عامي 1990 و2019.   

وجدت دراسة العبء العالمي للأمراض، التي نُشرت في The Lancet، أن واحدًا من بين كل خمسة أشخاص في جميع أنحاء العالم يموت نتيجةً لنظام غذائي سَيِّئ. في عام 2017 وحده، وقع  11 مليون شخص ضحيةً لأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات وداء السكري؛ نتيجةً لتناوُل الطعام غير الصحي، الذي أصبح عامل الخطر الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، متقدمًا بذلك حتى على التدخين. 

في الشرق الأوسط، وُجِد أن استهلاك الصوديوم يتجاوز الحدود الصحية، بينما كان تناوُل الحبوب الكاملة أقل بكثير من الكميات الموصى بها.

يشرح والتر ويليت، أحد المؤلفين المشاركين في دراسة العبء العالمي للأمراض، أن استهلاك الشرق الأوسط المحدود للحبوب الكاملة يعكس اتجاهًا عالميًّا. "لقد تحولت جميع الثقافات تقريبًا من الحبوب الكاملة إلى الحبوب المكرّرة؛ لأنها أصبحت أكثر ثراءً.  لقد أصبحت رمزًا للبحبوحة وهي أكثر انسجامًا مع النظم الغذائية الصناعية والمركزية"، كما يقول عالِم الأوبئة وخبير التغذية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد. في الآونة الأخيرة فقط بدأت الإشارة إلى الأدلة على مجموعة الفوائد الصحية المرافقة لاستهلاك الحبوب الكاملة. يصرّ ويليت على أن الاعتماد على الحبوب الكاملة بدلًا من الحبوب المكرّرة يجب أن يكون من أولويات الصحة العامة. 

إحصائيًّا، تُسبب الوجبات الغذائية السيئة في المنطقة ارتفاعَ معدل انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية. يقول ويليت: إن نظرةً أكثر دقةً توضح أن العديد من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية هي في حقيقة الأمر مضاعفات لداء السكري.

كذلك، في حين أن السمنة هي السبب الأساسي لداء السكري، إلا أن الوفيات نادرًا ما تُعزى إليها، وفقًا لقول ويليت، الذي يؤكد أن معدلات السمنة وداء السكري مرتفعة في الشرق الأوسط. 

تقول نهلة حوالا، من الجامعة الأمريكية في بيروت: إن أحد قيود العبء العالمي للأمراض والدراسات المماثلة يتمثل -في كثير من الحالات- في أن العلماء يحتاجون إلى الاعتماد على بيانات توافر الأغذية التي تصدرها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، لأن بيانات تناوُل الطعام -ببساطة- غير موجودة. وتتابع قائلةً: "إن توافر الغذاء في بلد معين يتقاسمه السكان، ليس هو بالضبط ما يستهلكه الناس"، مضيفةً أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من العوامل تؤثر أيضًا على العادات الغذائية.  

إن جمع بيانات عالية الجودة حول التغذية وتناوُل الطعام عبر البلدان العربية هو الخطوة الأساسية الأولى نحو إعلام السياسات، كما تقول.

doi:10.1038/nmiddleeast.2019.54


Afshin, A. et al. Health effects of dietary risks in 195 countries, 1990-2017: A systematic analysis for the Global Burden of Disease Study 2017. The Lancet https://doi.org/10.1016/S0140-6736(19)30041-8(2019).