لماذا حصد التنبؤ ببنية البروتينات جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024؟
12 October 2024
نشرت بتاريخ 17 ديسمبر 2018
اكتشاف مئات الأدوات الحجرية وعظام حيوانات تحوي علامات قَطْع في الجزائر يقدم دليلًا على أن أسلاف البشر الأوائل بدأوا بتصنيع الأدوات في شمال أفريقيا قبل ما كان يُعتقد سابقًا.. وأنهم كانوا جزارين مهرة.
تعتبر الأدوات التي عُثر عليها في شرقي الجزائر، والتي تعود إلى ما قبل مليوني عام، أقدم أدوات يُعثَر عليها في شمال أفريقيا منذ 500 ألف عام. وقد اكتشف عالِم الآثار محمد سحنوني وفريقه من العلماء الدوليين 296 قطعة من عظام الحيوانات و250 من حجارة الصوان، ورقائق ونوى مستديرة تُستخدم للقص والتقطيع والطرق، وذلك على مدى 20 عامًا من الحفر.
تشير علامات القَطْع الواضحة التي لوحظت على عظام الحيوانات المدفونة في طبقات الرواسب في عين بوشريط، موقع الحفر الذي يقع على بعد 100 كيلومتر من البحر المتوسط في شرق الجزائر، إلى أن أشباه البشر استخدموا أدوات مشحوذة لاستخلاص اللحوم من الذبائح، وهذا يكشف عن مستوى رفيع من التقدُّم التقني فاجأ العلماء.
"أتاحت التقنية المتطورة لأحجار أشباه بشر شمال أفريقيا النجاح في منافسة آكلات اللحوم من أجل الحصول على اللحوم"، وفق قول محمد سحنوني، منسق البحث في تكنولوجيا ما قبل التاريخ في المركز الوطني لبحوث التطور البشري (CENIEH) في بورغوس، إسبانيا. لقد أنتجت عين بوشريط أكبر عيّنة معروفة من المواد المستخرجة من موقع واحد، كما يقول، مما سمح بوضع استقراءات أقوى عن طريقة تقطيع الذبائح الحيوانية.
أدوات أولدوان الجزائرية، التي سميت باسم أولدوفاي، الموقع التنزاني الذي عُثر فيه على الأدوات الحجرية قبل التاريخية الأولى في ثلاثينيات القرن العشرين، تشبه إلى حدٍّ كبير الأدوات شرق الأفريقية. ولقد صُنعت بعد مئتي ألف سنة فقط من أقدم الأدوات الحجرية قبل التاريخية التي عُثر عليها في شرق أفريقيا. "إن التشابه يخبرنا أنه في كلتا المنطقتين، كان لدى أشباه البشر الأوائل معرفة جيدة بالخواص الفيزيائية لرقائق الصخور"، استنادًا إلى قول سحنوني.
يشكك الاكتشاف الجديد في الجزائر في الرواية المتداولة عن كون شرق أفريقيا مهدًا وحيدًا لتطور الإنسان “Homo”. يفترض سحنوني أن صناعة الأدوات في شرق أفريقيا قد توسعت بسرعة إلى شمال أفريقيا، أو أن يكون أشباه البشر قد طوروا تقنياتهم لصناعة الأحجار في الوقت نفسه في كلتا المنطقتين. وهذا التوجّه الأخير يدعم افتراض أن الثقافة البشرية ظهرت في أكثر من مكان في القارة الأفريقية.
تعتقد شانون ماكفيرون -عالِمة الأنثروبولوجيا التطورية في معهد ماكس بلانك، التي لم تكن مشاركة في الدراسة- أن الأدوات الحجرية كان من الممكن اختراعها عدة مرات بشكل مستقل. "من الممكن إلى حدٍّ كبير أن تكون تقنية بسيطة كهذه قد ابتُكرت في أوقات وأماكن معينة ثم ضاعت، قبل إعادة ابتكارها مجدّدًا في مرحلة لاحقة"، وفق قولها.
حتى الآن، لم تقدّم مكتشفات عين بوشريط أدلةً على الصيد، أو تكشف عن بقايا أحافير أشباه البشر. ولكن استنادًا إلى ما قد تقدمه عين بوشريط والأحواض الرسوبية المجاورة، يقترح العلماء أن أحافير أشباه البشر والقطع الأثرية الأولدوانية التي يعادل عمرها عمرَ مثيلاتها في شرق أفريقيا قد تُكتشف في شمال أفريقيا.
doi:10.1038/nmiddleeast.2018.160
Sahnouni, M. et al. 1.9-million- and 2.4-million-year-old artifacts and stone tool-cutmarked bones from Ain Boucherit, Algeria. Science http://dx.doi.org/10.1126/science.aau0008 (2018).
تواصل معنا: