«زويل» وأثره في إرساء دعائم النهضة العلمية في مصر
08 October 2024
نشرت بتاريخ 20 مارس 2017
على أمل بناء جسر بين الأوساط الأكاديمية ومجال الأعمال، أنشأ حسن عزازي -أستاذ الكيمياء في الجامعة الأمريكية في القاهرة- شركة فرعية متخصصة في وسائط التشخيص الحديثة، وهي الأولى من نوعها في مصر.
يريد أستاذ الكيمياء حسن عزازي تحويل العلماء إلى أصحاب أعمال صغيرة لفائدة الصحة العامة في مصر.
في عام 2013 أطلق دي-كيميا بدعم من الجامعة الأمريكية في القاهرة (AUC). في عام 2016 أسس Nanoebers ، الشركة الفرعية التي وُلدت من العمل في المختبر. لدى شركة Nanoebers ضمادات للجروح مبتكرة من مواد طبيعية، وبشكل رئيسي من النباتات الطبية المستخرجة من سيناء. تركز دي-كيميا على ابتكار حلول تشخيصية حديثة مجدية اقتصاديًّا، فعالة ومتاحة.
بعد سنوات من المنح الدراسية والأبحاث في الولايات المتحدة، يتحدث عزازي إلى NME (نيتشر ميدل إيست) عن عودته إلى مصر والسعي لإيجاد حلول رخيصة ومتاحة لمعالجة المشكلات الصحية في البلاد.
ماذا تستطيع أن تخبرنا عن مبادرة دي-كيميا؟
إننا نحاول أن نجعل وسائط التشخيص ميسورة أكثر، نحاول أن نخفض الحاجز أمام المعرفة. تعمل دي-كيميا على تطوير اختبارات حديثة لتشخيص الأمراض. إذا توفّرت لدينا اختبارات أقل تكلفة، عندئذٍ ربما يتمكن الطبيب، أو الحكومة، أو وزارة الصحة، أو منظمة الصحة العالمية، من تشخيص أو مسح أعداد كبيرة من السكان أو المرضى، وربما تصبح العناية الصحية متاحة أكثر.
كيف ابتكرت دي-كيميا آلة ميسورة الثمن لتشخيص التهاب الكبد الفيروسي C؟
بدأنا بتطوير مقايسات جسيمات الذهب النانوية واستعملناها لتحرّي المرض بواسطة الواسمات. والفكرة هي تطوير اختبارات بسيطة منخفضة التكلفة دون إخلال بالدقة. كانت هذه هي مهمة مجموعتي البحثية التشخيصية والعلاجية الجديدة. عندما أصبح البحث جاهزًا وسجلنا عددًا من براءات الاختراع له، قررنا تأسيس شركة فرعية. كانت تجربتنا الأولى هي استعمال جسيمات الذهب النانوية من أجل تحري الحمض النووي للعوامل المُمرِضة بطريقة مباشرة. وقد حاولنا ذلك من أجل التهاب الكبد الفيروسي C والسلّ. ونحن الآن بصدد تحسين المقايسة عن طريق إعادة إنتاجها من أجل تسويقها تجاريًّا.
هل تستطيع أن تشرح لنا كيف تمثل هذه المبادرة سبيلًا لتحسين الأبحاث في مصر؟
تجيب البحوث الأساسية عن سؤال أساسي يحتاج إلى تمويل راسخ. وثمة بحث تطبيقي يطور حلولًا للمشكلات في مجتمع معين... في تخصصنا، نبحث عن التحديات الطبية ونحاول إيجاد حلول مبتكرة. لمعالجة هذه المشكلة نصنع منتجًا، نسوِّقه تجاريًّا، ونجلب إيرادات، نوظف خريجين، ونحدّ من الاستيراد، وهكذا دواليك.
بوجود العديد من التحديات والكثير من الناس الذين يعانون، نحن بحاجة إلى مغادرة منطقة راحتنا ومحاولة معالجة المشكلات الحقيقية بحلول عملية حقيقية. هذا الأمر سيدعم الصناعة، ويدعم الاقتصاد، ويحلّ مشكلة البطالة. هناك الكثير من الأمور التي يمكن مساعدتها لو وجّه الباحثون طاقاتهم نحو مشكلات واقعية.
ما وجه الحاجة إلى شركة فرعية لمعالجة هذا الأمر؟
هذا النموذج قديم. كنت في الولايات المتحدة لعشر سنوات قبل أن آتي إلى هنا، وهذا النموذج يحدث هناك كل يوم. الباحث في الجامعة يطور البحوث وبحوزته بيانات مثيرة للاهتمام. عندئذٍ يحصل على براءة اختراع لهذه البيانات، ويؤسس كيانًا تجاريًّا، عبارة عن مؤسسة صغيرة متوسطة أو شركة ’فرعية‘، من أجل التحرك بحرية ككيان خاص.
إننا نسميها فرعية لأننا نعطي التكنولوجيا ترخيصًا من الجامعة وبعد ذلك يبقى الولاء لأن كل هذا البحث تم وقت وجوده في الجامعة، بمعدات الجامعة. إنه نموذج صحيّ ودورة صحيّة.
أردت أن أبدأ اتجاهًا يبني علاقة صحيّة عن طريق عملية طبيعية. ستستثمر الجامعة في المختبرات، والأساتذة والطلاب الذين يقومون بأنشطة، وربما تفضي 10٪ من هذه الأنشطة، التي ستستقطب استثمارات كبيرة، إلى شيء ملموس يمكن الاستفادة منه تجاريًّا، لذلك فمن المنطقي أن تستفيد الجامعة.
وهل هذا هو الأول في مصر؟
نعم، إنه الأول من نوعه في مصر، وقد احتاج إلى ثلاث سنوات للحصول على الترخيص. وكنت آمل بعد افتتاح دي-كيميا أن تظهر شركات فرعية أخرى في مصر، لكني لم أر العديد منها بعد.
هل توظّف أشخاصًا من جامعات أخرى في شركاتك الفرعية؟
إننا نفعل كل شيء. لدينا خريجون من مختلِف الجامعات في مصر. نقدم لهم وظائف برواتب جيدة، وظروف عمل جيدة جدًّا. لدينا أناس من خلفيات علمية مختلفة: الصيدلة، والعلوم، والهندسة. لدينا فريق متعدد التخصصات لأننا بحاجة إلى خبرات مختلفة من أجل التوصل إلى حلول. إنها بيئة صحية. إننا نوسع قاعدة المعرفة. إنها طريقة بناء هذه الصناعة، من خلال تسخير التكنولوجيا على أرض الواقع.
ما التحديات التي واجهتها إبان تطبيق هذه الفكرة في مصر؟
[بالنسبة لذلك الأمر] إننا نوظّف أفضل العقول لحلّ مشكلاتنا. مبدئيًّا ثمة فصل بين الأوساط الأكاديمية والصناعة. تتراجع الصناعة في العديد من المجالات لأنها لا تستثمر في العقول. ومن الناحية الأخرى ينظر الأكاديميون إلى رجال الصناعة ويعتقدون أنهم تجار في الأساس.
إننا نستورد كل شيء في الوقت الحاضر. نحن لا نصنع أي شيء. نحن بحاجة إلى مبادرة لنبدأ صناعتنا الخاصة. كما أننا بحاجة إلى تعليم [الطلاب] لتطوير منتجات التكنولوجيا الفائقة. ومن المدهش أننا تمكنَّا من النجاة في هذا الوقت الصعب الذي نعيشه الآن في مصر. وما يقتلنا هو الصعوبة الكبيرة التي نواجهها في محاولة الحصول على التكنولوجيا. على الرغم من توفّر المال لطلب أي شيء، إلا أنه سيصل بعد شهرين أو ثلاثة.
ما هي خطوتك التالية؟
إذا حصلنا على الدعم الصناعي المناسب من رجال الأعمال، لا المصرفيين، فسننجح. إننا نحاول دفع فكرة جديدة إلى الأمام. والهدف الرئيسي هو تحقيق ذلك. [إنه] ليس المال فقط. نحن نريد استغلال هذه التكنولوجيا وتطويرها. والرسالة هي: لم أستسلم! أعتقد أن هناك أملًا واعدًا في الشبان والشابات الذين يمكنهم التحرك إلى الأمام.
doi:10.1038/nmiddleeast.2017.49
تواصل معنا: