أخبار

Read this in English

تزويد سمة الهواء بالأكسجين

نشرت بتاريخ 23 فبراير 2016

يهدف مهرجان تخيل العلوم Imagine Science للأفلام العلمية، التجمع العلمي الطموح في العالم العربي، إلى تغيير المقاربة والفهم العمومي.

باكينام عامر

لقطة من فيلم ’في المستقبل، أكلوا من أفخر أنواع البورسلين‘
لقطة من فيلم ’في المستقبل، أكلوا من أفخر أنواع البورسلين‘
© Imagine Science Films

تستضيف أبو ظبي النسخة القادمة من مهرجان ’تخيل العلوم‘ للأفلام العلمية، ثاني حدث من نوعه في المنطقة يعمل على مناقشة وتقديم العلوم وتأثيراتها عن طريق الأفلام.

تأتي أفلام هذا العام تحت شعار "الهواء فوقنا، والهواء في داخلنا". وتتراوح بين التقليدية والتجريبية، وتتضمن بعض الأفلام التي صورها وأنتجها طلاب من دولة الإمارات العربية المتحدة. ستستكمل العروض التي انطلقت الأسبوع الماضي، بحلقات نقاش، وجلسات أسئلة وأجوبة، ومعرض للفنون البصرية أُطلق عليه اسم: أجواء (Atmospheres)، وهو ينظر في التداخل بين العلم والفن.

يجب أن يحرص زائر هذا العام على مشاهدة عمل لاريسا صنصور ’الهجرة إلى الفضاء الخارجي‘، الذي يرسم صورة للقمر كوجهة قادمة للفلسطينيين النازحين. يقدم هذا العمل الفضاء بحسبانه مسعى جديدًا فريدًا لمعالجة القضايا الحيوية في المنطقة. وكان موضوع النزوح في الواقع "ذا صلة لا يمكن تفاديها هذا العام"، وفق تعبير منظمي المهرجان، بحيث إن برنامجًا بكامله، الاقتلاع والتشريد، قد خُصص من أجله.

من خلال هذا البرنامج، جرت موازنة الاعتبارات العلمية للهجرات مقابل وجهات النظر الشخصية والاجتماعية. يقول نيت دُرّ، مدير برامج المهرجان، إن المهرجان يضم "بعض الأفلام من فلسطين وسوريا، التي لن تتمكن في الأحوال العادية من إيجاد طريقها إلى برنامج ’علمي‘، ولكن تجاهلها –[نظرًا لشدة ارتباطها بالموضوع]- لم يكن ممكنًا".

يتضمن المهرجان عرض أفلام من الخليج والإمارات العربية المتحدة، ولبنان، وسوريا، والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مختبر أفلام طلابي، حيث أنتج طلاب المدارس الثانوية في الإمارات العربية المتحدة أفلامًا طول كل منها دقيقتان بأجهزتهم المحمولة عن موضوع "الهواء". 

تحدثت نيتشر مِيدِل إيست إلى المدير التنفيذي للمهرجان، ألكسيس جامبيس، الأستاذ في جامعة نيويورك أبو ظبي، الذي أحضر المهرجان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإلى دُرّ، حول ما يضمه المهرجان هذا العام.

"إن جلب العلم إلى الشاشة الكبيرة هو إحدى وسائل الخوض في المشاهد الأخرى - الثقافية والسياسية والاجتماعية".

في العام الماضي، اختير موضوع المياه للنسخة الأولى من المهرجان بسبب أهميته البالغة للمنطقة. كيف يمكن ربط موضوع هذا العام "الهواء" بالدول الناطقة بالعربية في منطقة الشرق الأوسط؟

جامبيس: لقد استُوحي موضوع "الهواء" من المحادثات والزيارات التي حدثت خلال العام في منطقة الخليج، ولا سيما زيارة إلى مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، حيث التقينا مع بعض أفراد الفريق الأساسي لبعثة المريخ. وكذلك عند انعقاد مؤتمرات المناخ في باريس، اعتقدنا أنه سيكون من اللطيف متابعة مناقشة مخاوف الاحترار العالمي في المنطقة، وبشكل خاص من أجل التخطيط واستقراء مستقبل الخليج عن طريق الأفلام والمعارض العلمية. لقد أردنا معالجة الدور المزدوج "غير المرئي" للهواء كحامل للتلوث، وكنسيج جامع يربطنا جميعًا ويحمينا. كما كنا قد اختتمنا مهرجان العام الماضي بفيلم روائي (زبيدة) عن فتاة إيرانية شابة تحلم بأن تصبح عالمة فلك، فاعتقدنا أنه قد يشكّل استمرارية [ بين النسخة الأولى و] الثانية –كتواصل بين الغلاف الجوي و الفضاء الخارجي.

نيت دُرّ: نظرًا لأن دولة الإمارات العربية المتحدة تستعد لكي تصبح مركزًا جديدًا للانطلاق إلى الفضاء عبر فيرﭼن جالاكتيك ووكالة الفضاء في الإمارات العربية المتحدة، ولأن لدينا برامج للحوار مع الفضاء الخارجي هذا العام، عن طريق العرض الختامي المميز (الزيارة – The Visit)، والأفلام القصيرة مثل سلسلة الكواكب لموموكو سيتو.

ما مدى تقبّل الجمهور للمهرجان؟ هل ازداد الاهتمام هذا العام؟

نيت دُرّ: الفيلم العلمي، كفكرة، يستجمع زخمه ويوسّع تعريفه في جميع أنحاء العالم. منذ أن بدأ مهرجان تخيل العلوم قبل تسع سنوات [خارج هذه المنطقة]، شهدنا ظهور العديد من الدفعات الإبداعية في برمجة الأفلام العلمية في كل مكان، إضافة إلى استلهام العلوم في مهرجانات ليست محصورة في نطاق العلم، وبالتالي فإن الاهتمام هنا ليس على غير المعتاد. على أي حال، ربما تخاطب البرمجة العلمية -بطريقة أكثر مباشرة- شعوب الخليج، الذين شكلوا فيما مضى مركزًا للتقدم العلمي، والذين أبدوا تغيرًا سريعًا في السنين الخمسين الماضية.

هل أحدث المهرجان جلبة في جميع أنحاء العالم العربي؟

جامبيس: بكل تأكيد! العلم والفن بحاجة لأن يُجمعا معًا أكثر من أي وقت مضى. هذه المنطقة في توسع كامل، تختبر المواد والتكنولوجيات الجديدة، إضافة إلى خلق مركز ثقافي جديد. إن جلب العلم إلى الشاشة الكبيرة هو إحدى وسائل الخوض في المشاهد الأخرى- الثقافية والسياسية والاجتماعية.

بصفتك مديرًا للمهرجان، هل هناك شيء معيّن في نسخة هذا العام من المهرجان ترغب في تسليط الضوء عليه؟

جامبيس: إنني أتوق إلى مشاهدة فيلم الافتتاح ’الجليد والسماء‘، الذي عُرض في ختام مهرجان كان السينمائي العام الماضي. يمثل الفيلم رؤيتنا لكسر الحدود بين أشكال السينما- جامعًا بين التفسيرات الشِّعرية وإعادة وضع القوانين، ولقطات أرشيفية وثائقية. كما يتعمق في ظاهرة الاحتباس الحراري عن طريق سرد تجربة شخصية. نتعرّف إلى قصة كلود لوريُس وحكايات تحليل "الهواء المحبوس" في فقاعات على مدى أكثر من عشرين عامًا من غلاف الأرض الجوي. ويمثل الفيلم أيضًا دعوة للعمل؛ لنقول للناس إننا الآن في حاجة ملحة للعمل بشكل جماعي في مواجهة قضايا الاحتباس الحراري. لكنني أيضًا متحمس جدًّا حيال مجموعة منتقاة من الأفلام القصيرة... ونظرًا لأن مهرجان ’تخيل العلوم‘ للأفلام العلمية يتسع ليشمل أيضًا أفلام الفيديو التي لا يمكن أن تُعرَض بشكل سينمائي، فأنا متحمس جدًّا لعرض أعمال فريق ’Semiconducting‘ التي تصور بيانات فيزيائية فلكية– إذ سنقدم عرضًا كبير الحجم يُدعى ’المطر الأسود‘.

ما الذي كنت تأمل أن يتوصل إليه هذا المهرجان؟

جامبيس: نرغب في مشاركة عدد أكبر من المؤسسات العلمية والمهرجانات السينمائية في المنطقة. كما نخطط لمزيد من البحث بأثر رجعي للعثور على أشرطة الفيديو المبكرة ذات الصلة بالاكتشافات العلمية في منطقة الخليج. أيضًا، لدينا الآن قسم للإنتاج يسمى ’العمل الميداني Field Work‘ ونعتزم إنتاج أفلام طويلة وقصيرة على حد سواء طوال العام. ولدينا بالفعل عدة أفلام قيد الإنجاز، أحدها فيلم وثائقي عن تدريب الصقر بالطائرات الزنّانة Drones وبالصقور الآلية. ولدينا أيضًا في الطريق إلى الإنجاز فيلم خيال علمي قصير عن منصة مائية في الصحراء، تعمل على استكشاف نوعية المياه ومدى نقصها في مستقبلنا.

بدأ المهرجان فعالياته في 18 فبراير 2016 في أبو ظبي.

doi:10.1038/nmiddleeast.2016.17