عاصفة من الجدل أشعلها حصول الذكاء الاصطناعي على اثنتين من جوائز نوبل
14 October 2024
نشرت بتاريخ 15 أغسطس 2016
مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، الإرث الذي تركه كيميائي العرب، تفتقر إلى السيولة.
أثيرت تساؤلات حول مستقبل مدينة العلوم الأولى في مصر، بعد وفاة د. أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل، الذي جعل المشروع إرثه.
وكانت المؤسسة قد اعتمدت بشكل كبير على اسم زويل وشهرته وعلاقاته للحصول على دعم المنارات العلمية وملايين الدولارات على شكل تبرعات وقروض حكومية. أما الآن فهي تفتقر إلى السيولة، ولم تتمكن بعد من جمع ما يكفي من المال لدعم الانتقال الذي كان مخططًا له إلى حرم جامعي جديد، وربما تضطر إلى الاعتماد على المزيد من الدعم الحكومي، وفق قول الباحثين الذين يعملون هناك.
"لطالما شكل جمع التبرعات تحديًا، وأعتقد أنه سيتأثر على الأرجح بفقدان الدكتور زويل بعد فترة وجيزة"، استنادًا إلى قول شريف الخميسي، المختص في البيولوجيا الجزيئية في جامعة شيفيلد، المملكة المتحدة، والذي يشغل أيضًا منصب مدير مركز مدينة زويل للجينوم. ويضيف: "لكن من المتوقع أن يتجاوز الدعم اللوجستي المأمول من الدولة الخوف أو عدم اليقين الأولي".
حام عدم اليقين حول مدينة زويل منذ إنشائها. بينما كان يعمل في معهد كاليفورنيا للتقنية في باسادينا، اقترح زويل في عام 1999 تأسيس الجامعة ومركز التكنولوجيا غير الربحيين بالقرب من القاهرة كمشروع علمي رائد، ضروري للتطوير البحثي في مصر. لكن المركز لم ينطلق قبل عام 2011- وهو التأخير الذي عزاه زويل إلى عدم الاستقرار السياسي والبيروقراطية.
وسرعان ما دخلت الجامعة الفتية في الجدل، بعدما جادلت أول مؤسسة بحثية مصرية خاصة لا تهدف للربح -جامعة النيل، التي تقع أيضًا خارج القاهرة- بملكيتها لبعض المباني الممنوحة للمدينة العلمية. وفي النهاية كسبت جامعة النيل النزاع القانوني- على الرغم من أنها سمحت لباحثين من مدينة زويل بالبقاء في مبانيها إلى حين اكتمال الحرم الجامعي الجديد.
بدأت مدينة زويل قبول الطلاب في عام 2013؛ ولديها حاليًّا أكثر من 500 طالب و 150 أستاذًا جامعيًّا وباحثًا. وسيتخرج الصف الأول من الطلاب في العام المقبل، الذين تلقى الكثير منهم منحًا دراسية لتغطية تكاليف دراستهم.
استخدمت مدينة زويل ما يقرب من 700 مليون جنيه مصري من الأموال التي جُمعت من الجهات المانحة.
ومن المتوقع أن ينتهي بناء الحرم الجامعي الجديد للمشروع في عام 2019 بتكلفة لا تقل عن 450 مليون دولار أمريكي؛ على أن تُستكمل المرحلة الأولى تمامًا بحلول يوليو 2017، إذ سينتقل العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب إليه. ولكن مدينة زويل لم تتمكن من جمع ما يكفي من الأموال لإنهاء حتى مرحلته الأولى، وفقًا لقول شريف فؤاد، المتحدث باسم المدينة.
لتغطية المنح الدراسية وبناء الحرم الجامعي، استخدمت الجامعة 700 مليون جنيه مصري (حوالي 80 مليون دولار أمريكي) تقريبًا من الأموال التي جُمعت من الجهات المانحة؛ وتأتي مصادر تمويلها الأخرى على شكل قرض بقيمة 1 مليار جنيه مصري من وزارة الدفاع، والذي لابد من سداده في نهاية المطاف. إن الاقتصاد الهش والانخفاض المتوقع بشدة لقيمة العملة المصرية عاملان غير مساعدين.
يقول الخميسي وغيره من المتعاونين مع المدينة إنهم يأملون في استمرارها– لأسباب ليس أقلها أنها تحظى بدعم لفظي من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
في كلمة ألقاها يوم 6 أغسطس بعد وفاة زويل، طلب السيسى من المصريين مواصلة التبرع للمدينة، لكنه تعهد بأن القوات المصرية المسلحة -التي يبني مهندسوها الحرم الجامعي الجديد- ستنهي البناء حتى لو لم يأتِ المزيد من المال.
"كان خطاب الرئيس مطمئنًا للغاية بالنسبة لنا جميعًا، من حيث إن مدينة زويل لا تزال تمثل أولوية بالنسبة للحكومة، وأنها تعتبر أحد المشاريع الوطنية في مصر"، استنادًا إلى قول فؤاد.
ومن المرجح أن تحتاج الحكومة المصرية في نهاية المطاف إلى التدخل لدعم المشروع، وفق قول صلاح عبية، عالم الفيزياء الذي يشغل حاليًّا منصب رئيس مجلس إدارة مدينة زويل إلى أن يُنتخب بديل لزويل. وقد تؤثر طريقة تعامل الدولة مع التدخل على ما إذا كانت المدينة ستتمكن من الحفاظ على دعم العلماء الذين سعى زويل لاجتذابهم، وفقًا لقول إبراهيم الشربيني، المدير المشارك لمركز علوم المواد التابع للمدينة.
"إذا شعروا بالاطمئنان فعلًا، فسوف يبقون ويجذبون الآخرين لأنهم أحبوا الدكتور زويل، وأنا على يقين من أنهم يحبون أن يدعموه بعد وفاته"، كما يتابع.
تتمتع مدينة زويل باستقلالية غير عادية، خلافًا للمؤسسات الأخرى التي ترعاها الدولة المصرية، فقد صدر مرسوم يسمح لها كحرم جامعي بتحديد بنيتها وإدارتها، بما يضمن استقلالها عن وزارة التعليم. يقول عبية إنه لا يتوقع أن تتأثر هذه الاستقلالية بسبب التدخل الحكومي الأقرب.
وفي اجتماع عُقد في 8 أغسطس، تعهد مجلس إدارة مدينة زويل بأن "مهمتهم الوطنية" الرائدة ستستمر. وهناك ميل كبير لأن يتولى جراح القلب المصري– البريطاني مجدي يعقوب، من إمبريال كوليدج لندن مكان زويل على رأس هذا المشروع، وفق قول فؤاد.
"إذا اختير السير مجدي يعقوب لإدارة المدينة، فسيحظى المشروع بالاستقرار اللازم لمواصلة العمل"، وفقًا لقول شريف صدقي، وهو فيزيائي ورئيس أكاديمي سابق لمدينة زويل، ويشغل حاليًّا منصب المدير الأكاديمي للجامعة الأمريكية في القاهرة.
doi:10.1038/nmiddleeast.2016.124
تواصل معنا: