نضال قسوم.. نحو ثقافة علمية تتجاوز المختبرات ومقاعد الدراسة
10 October 2024
نشرت بتاريخ 12 فبراير 2014
وجد الباحثون أن الحرباء تستخدم قدرتها على تغيير اللون بوصفها إشارة إلى شجاعتها وقوتها؛ لتحذير منافسيها من الاقتراب من الإناث ومناطق سيطرتها.
منذ مدة طويلة كان من المعروف أن التكيّف بتغيير اللون هو رد فعل على التحفيز العصبي، ولكن يبدو أن أحد الأنواع -المستوطنة في بعض أجزاء الشرق الأوسط- تغيّر لونها أيضا لإرسال إشارات إلى بعضها البعض. وقد تمكن علماء الحيوان من جامعة ولاية أريزونا من فك رموز لغة الألوان التي يستعملها ذكور أحد الأنواع للتواصل في أثناء المواجهات.
توجد الحرباء المقنّعة (Chamaeleo calyptratus) في المملكة العربية السعودية واليمن بشكل خاص. وتتميز ذكور هذه الأنواع بعدوانية شديدة، وهي في حالة تحد مستمر لبعضها على الإناث وأماكن السيطرة. في معركة نموذجية، يتواجه اثنان من الذكور مع الاحتفاظ بمسافة بينهما، لتبدأ الهسهسة وهز الذيول والتفافها مع تغيير اللون بسرعة؛ ليظهر الأصفر والبرتقالي البراق على الرؤوس والجوانب.
يقول رَسِل ليجون -عالم السلوكيات البيئية من جامعة علوم الحياة-: "باستخدام إشارات الألوان البراقة وتغيير مظهرها بشكل كبير، تصبح أجسام الحرباء كلوحة إعلانات تقريبا". وعادة ما تكون الألوان الظاهرة كافية لمنع الوضع من التصاعد، فإذا استدار أحدهما مقتربا من خصمه، فسيتراجع الآخر بشكل طبيعي.
لمعرفة كيف ترتبط تغيرات اللون بهذه السلوكيات، نَظَّمَ رَسل ليجون، وزميله كيفن ماكجرو؛ مواجهات بين حرباء في مقابل حرباء، بين 10 من ذكور الحرباء المُقَنَّعَة، وصوروا المواجهة باستخدام أجهزة تصوير عالية الدقة، كانت تأخذ صورة كل 4 ثوانٍ. وعدلوا الصور بحيث تظهر الألوان كما ستراها الحرباء، استنادا إلى ما هو معروف من طريقة عمل عيونها. حلّل العلماء الصور لملاحظة كيف أمكن الربط بين السلوكيات القتالية للحرباء وتغير لونها ولمعان بشرتها في 28 بقعة مختلفة من جسمها.
وقد وجدوا أن جوانب معينة من تغير ألوان الحرباء قدّمت توقّعا لتصرفاتها خلال المواجهات العدوانية.
كانت الحيوانات التي أظهرت الألوان الأكثر لمعانا -والتي كانت مرئية خلال العرض الجانبي- هي الأكثر ميلا لتصعيد المواجهات بالاقتراب من خصومها، وتلك التي أبدت رؤوسها ألوانا أكثر لمعانا كانت الأميل للفوز، وأرغمت خصومها على التراجع. كما كانت سرعة تغير اللون عاملا مهما آخر، فالحيوانات التي التمع لون رأسها أسرع كانت أكثر حظا للفوز في المعارك الفعلية.
ويشير ليجون وزملاؤه الآن إلى أن تطور الحرباء لتتمكن من تغيير الألوان قد لا يكون غرضه التمويه بشكل رئيسي، بل نقل الإشارات الاجتماعية.
تتحرك حيوانات الحرباء ببطء، وتتطور نزاعاتها على مراحل. وقد تقوم أجزاء مختلفة من أجسامها بنقل جوانب مختلفة من سلوكها التنافسي. وإذا لم تنخرط في القتال الجسدي، فعادة ما ينتهي النزاع خلال 5– 15 ثانية.
يقول ليجون: "آمل أن أتابع هذا العمل بمنهج تطوري مقارن؛ للبحث في تطور عرض تغير اللون والسلوك عبر أنواع عديدة"، ويتابع: "وأنا مهتم جدا أيضا لكيفية استخدام ذكر الحرباء هذه الأنواع من العروض الملونة عند مغازلة الإناث".
doi:10.1038/nmiddleeast.2014.44
تواصل معنا: