مقالات

Read this in English

فاشية متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "مستبعدة" في مصر

نشرت بتاريخ 10 يونيو 2014

جلب سجلّ مصر الحديث الخاص بالجائحات الخارجة عن السيطرة مخاوف من انتشار واسع النطاق للفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ولكن الخبراء يقولون إن الفيروس بشكله الحالي من المستبعد أن يتحول إلى فاشية في مصر.

لويز سارانت

بدأت عدة مطارات بإجراء مسح للمسافرين القادمين بحثًا عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
بدأت عدة مطارات بإجراء مسح للمسافرين القادمين بحثًا عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية.
© epa european pressphoto agency b.v. / Alamy
جرى إدخال رجل إلى مستشفى العباسية هذا الشهر، بعد وقت قصير من وصوله الى القاهرة قادمًا من المملكة العربية السعودية، وكانت هذه هي الحالة الوحيدة المؤكدة من متلازمة الشرق الأوسط التنفسي بسبب الفيروس التاجي في مصر حتى الآن. 

وتقول مصادر وزارة الصحة إنه قد تعافى تمامًا الآن، ومن المتوقع أن يغادر المستشفى قريبًا.

أشارت سحر محمود سامي -المختصة بعلم الأوبئة في وحدة المراقبة في وزارة الصحة- إلى حالة سابقة لإصابة امرأة، كان قد جرى الإبلاغ محليا عن إصابتها بالعدوى. وكانت السيدة البالغة من العمر 60 عامًا قد توفيت قبل التمكّن من إجراء الاختبارات اللازمة التي كانت ستؤكد بشكل موثوق إن كانت حقًّا قد أصيبت بعدوى الفيروس التاجي.

هناك حوالي 140 مريضًا ممن تظهر عليهم أعراض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية وكانوا قد سافروا إلى منطقة الخليج، التي تمثل بؤرة الفيروس في الوقت الحالي، وهم لا يزالون تحت المراقبة في مستشفيات في مختلف أنحاء مصر.

أظهر الفيروس التاجي المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية كفاءة منخفضة نسبيًّا في الانتقال بين البشر، وفقًا لقول إسلام حسين، عالم الأبحاث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، قسم الطب المقارن، مركز التميز لأبحاث ومراقبة الإنفلونزا. وهذا يقلل من إمكانية تحوله إلى وباء من نمط H1N1.

"إذا استطاع الفيروس في أي وقت اكتساب طفرات تمكنه من الانتقال بين البشر بصورة أكثر كفاءة، فسيصبح الأمر عندئذٍ مشكلة صحية عالمية"، استنادًا إلى حسين. في الماضي، فشلت مصر في الحدّ من تفشي جائحات فيروسية مماثلة، وخاصة في غياب التدابير الكافية لمكافحة العدوى داخل مستشفياتها.

نظرًا لمحدودية انتقال الفيروس المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية بين البشر، فإن لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية لم تعتبر هذا الفيروس حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية (PHEIC) – وهو ما كان سيستلزم فرض قيود على السفر إلى معظم البلدان الأكثر تضررًا، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وزيادة الضغط على حكوماتها.

وتشير أحدث الأرقام إلى 636 إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي في جميع أنحاء العالم، معظمها في المملكة العربية السعودية. وقد شهد التفشي الكبير في مستشفيات جدة والرياض تضاعف العدد الإجمالي للحالات تقريبًا في شهر أبريل، وارتفاعًا آخر بنسبة قدرها 25% في مايو.

ومع اقتراب مواسم العمرة والحج التي يتلاقى فيها ملايين الحجاج، في مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، فإن خطر انتشار العدوى إلى مصر وسواها من البلاد يلوح في الأفق.

"إننا نتخذ كل التدابير لمنع مثل هذا السيناريو"، وفق قول عايدة متولي، أستاذ طب المجتمع، ورئيس وحدة مكافحة العدوى في المركز القومي للبحوث (NRC) في مصر. تقول متولي: إن معدات الكشف ستكون موجودة في المطارات، ومراكز مكافحة العدوى داخل المستشفيات، وحملات التوعية للممارسين الصحيين وعامة الناس. 

ولكن  يرى حسين أن السارس وأوبئة H1N1 التي حدثت عام 2009 تشير إلى أن المسح الحراري في المطار غير ذي جدوى. "يمكن للمصابين أن يجتازوا حاجز الكشف الحراري بسهولة دون أن يتم التقاطهم إذا كانوا لا يزالون في فترة الحضانة، وليس لديهم أي أعراض،" كما يشرح. قد يمرّ أسبوعان على المصابين بالمتلازمة التنفسية قبل أن تتطور الأعراض لديهم. 

لا توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام موازين الحرارة في المطارات أيضًا؛ لأنها تخلق "شعورًا زائفًا بالأمان".

"أما مكافحة العدوى داخل المستشفيات فهي أمرٌ بالغ الأهمية"، استنادًا إلى حسين. يمكن الوقاية من معظم الإصابات إذا حرص الممارسون الصحيون على غسل أيديهم بانتظام، وارتدوا الأقنعة والقفازات.

سوف يعتمد التحكم في انتشار المرض على امتلاك مصر العواملَ البيئية اللازمة للحفاظ على دورة انتقال المرض، يوضّح حسين. ويتابع: "على الرغم من عدم وضوح الأمر حتى الآن، يبدو أن الجمال تؤدي دورًا [في نقل المرض]، إلا أنها ليست على درجة كبيرة من الأهمية في مصر مقارنة بالسعودية، وبالتالي فإن هذه كلها إشارات مشجّعة على أن المتلازمة التنفسية في مصر قد لا تكون مشكلة كبيرة". 

وفقًا لكيجي فوكودا، مساعد المدير العام للأمن الصحي في منظمة الصحة العالمية، إذا ارتبطت متلازمة الشرق الأوسط التنفسية بحيوان معين وأكدت البحوث أن الفيروس ينتقل غالبًا من الحيوان إلى الإنسان، فعندئذٍ سيبقى الانتشار إقليميًّا. "ولكن إذا زادت وتيرة الانتقال بين الناس، فقد يشكّل الفيروس خطرًا عالميًّا"، كما يقول.

doi:10.1038/nmiddleeast.2014.141