بعد الإطاحة بالنظام: هذه خارطة طريق للعلم في
سوريا
11 December 2024
نشرت بتاريخ 27 أكتوبر 2013
يقول العلماء إنه تم التوصل إلى تفسير جزئيّ لارتفاع قابلية الإصابة بالسرطان بين مرضى النوع الثاني من السكّري (T2D)، من خلال دراسة جديدة تحدّد وجود ارتباط قوي بين مجموعة من التشوهات الجينية المعروفة بكونها واسمات قوية لما قبل السرطان وللنوع الثاني من السكري.
تحدث هذه الانحرافات، والمعروفة باسم أحداث تزَيُّق الكروموزومات الكبيرة (CMEs)، بسبب التوزّع الخطأ للمادة الوراثية أثناء انقسام الخلية. وبدلا من تلقّي كل خلية ابنة لنسخة واحدة من كل كروموزوم، تتلقى إحداهما أحيانا نسختين من كروموزوم معين، أو من أجزاء منه، تاركة الخلية الأخرى مُعوِزة. وهذا يؤدي إلى "فسيفساء" من مجموعات خلويّة مختلفة غير متطابقة النسيلة داخل نفس الفرد.
قال فيليب فروجِل -من معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، والمؤلف الرئيسي للدراسة-: إنه من الممكن تطوير اختبار جيني بسيط للمساعدة في تحديد مرضى النوع الثاني من السكري الأكثر ميلا للإصابة بتزَيُّق الكروموزومات الكبيرة. وسُيراقب هؤلاء المرضى للكشف عن العلامات المبكرة لسرطان الدم؛ حيث يمكن أن يبدأوا بالخضوع لعلاج كيميائي معتدل، حسب قوله.
وقد استند فريق فروجِل إلى العلاقة الثابتة بين النوع الثاني من السكري والشيخوخة المتسارعة. وقد ربطوا بين وفرة الكروموزومات الكبيرة المزيّقة لدى المصابين بالنوع الثاني من السكري، وأنه قد ينبئ بحدوث السرطان. جمع الباحثون عيّنات دم من 2,280 مصابا بالنوع الثاني من السكري ومن 5,451 فردا سليما من أصل أوروبي. ووجدوا، باستخدام منظومات الحمض النووي (DNA)، أن إمكان العثور على الكروموزومات الكبيرة المُزيّقة أكثر احتمالا لدى مرضى النوع الثاني من السكري، وخاصة المصابين بمضاعفات وعائية منهم، مقارنة بالأفراد الأصحاء. وقد نُشِرت نتائج بحثهم في دورية Nature Genetics.
"هذا يعني أن بعض المرضى المصابين بالأشكال الأكثر شدة من النوع الثاني من السكري يحملون في دمائهم نوعين مختلفين من الجينومات، أحدهما هو الجينوم الطبيعي المنتشر (المشترك بين جميع خلاياهم الطبيعية)، والآخر جينوم نوعي لنسيلة من خلايا الدم التي تحتوي على [الكروموزومات الكبيرة المزيّقة بسبب انحراف في الانقسام الخلوي]، استنادا إلى فروجِل.
راقب الباحثون الأفراد المشاركين لمدة ست سنوات، ووجدوا أن النسبة المئوية للخلايا الشاذة لدى حاملي الكروموزومات الكبيرة المزَيّقة كانت أعلى بكثير، مع احتمال تطورها إلى سرطان الدم.
"على حد علمنا، لا توجد أي إجراءات تشخيصية خاصة حاليا للتنبؤ بقابلية الإصابة بالسرطان لدى مرضى النوع الثاني من السكري". استنادا إلى فروجِل. هذا الاكتشاف قد يجعل من الممكن، لأول مرة، إجراء مسح لمرضى النوع الثاني من السكري؛ بحثا عن واسمات وراثية تؤشر لقابلية الإصابة بالسرطان. الكروموزومات الكبيرة المزَيّقة الموجودة في الدم لا تتنبأ فقط بسرطانات الدم، كما يقول، ولكنها قد تشير أيضا إلى أنواع أخرى من السرطانات الصلبة.
ربطت الدراستان اللتان أجراهما المعهد الوطني للسرطان (NCI)، واتحاد دراسات جمعيات البيئة الجينية عام 2012، هذه الكروموزومات الكبيرة المزَيّقة بالشيخوخة والسرطان. ووجد الباحثون أن الكروموزومات الكبيرة المزَيّقة تظهر بنسبة أعلى بين الأفراد الأكبر سنا، وأن الأفراد الذين يحملون عددا كبيرا من هذه الكروموزومات الكبيرة المزَيّقة في خلايا دمهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم.
يزعم محمد جاد، الباحث المختص بالكيمياء الحيوية السريرية في الجامعة الألمانية في القاهرة، أن قيمة النتائج قد تكون محدودة؛ لأن العيّنات المدروسة أُخذت من الدم فقط، وليس من الأنسجة الأخرى. "لم تكشف الدراسة ما إذا كان ممكنا العثور على هذه الكروموزومات الكبيرة المزَيّقة في أنسجة أخرى غير خلايا الدم، وما إذا كان من الممكن أن تترافق الكروموزومات الكبيرة المزَيّقة مع السرطانات الصلبة في هذه الأنسجة، والتي يكثر انتشارها بين المصابين بالنوع الثاني من السكري". كما يقول.
يقول جاد إن الآثار السريرية لهذه النتائج جديرة بالملاحظة، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من الآليات الممكنة (سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة)، ولتقديم الأدلة السريرية على أن النوع الثاني من السكري يسرّع بالفعل عملية التسرطن، وليس أحداث الشيخوخة فحسب.
يقول فروجِل إن فريقه يخطّط لمواجهة هذا الاختبار في المرحلة القادمة. "نود أن نفهم الآليات المعنية بشكل أفضل، ومُطلِقات تزيُّق الكروموزومات الكبيرة بشكل خاص"، حسب قوله. "إننا نفكّر في استخدام نماذج من الفئران المصابة بالسكري؛ لاختبار كافة الأنسجة تحت ظروف متنوعة".
doi:10.1038/nmiddleeast.2013.190
تواصل معنا: