رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 21 أغسطس 2013
يهدف منتجع مصري رفيع المستوى لأن يصبح مركزا للعلوم والأبحاث، بعد أن أُنشئ فيه فرع لجامعة برلين التقنية (TUB)، الجامعة الألمانية المرموقة.
سميح ساويرس -الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم للتنمية، وأحد أغنى رجال الأعمال في مصر- هو الذي طوّر قرية الجونة الواقعة على البحر الأحمر في وقت مبكر من تسعينيات القرن العشرين. وقد أُعدّت هذه القرية في البداية لتكون مجتمعا منعزلا للسياح والمصريين الأثرياء، ولكن في عام 2006، أقنع ساويرس عميد جامعة برلين التقنية بفتح فرع للجامعة في الجونة.
قام ساويرس -الذي تخرّج في جامعة برلين التقنية عام 1980 حاملا شهادة في الهندسة الاقتصادية- بتمويل الحرم الجامعي الجديد كليا. يقول المدير الإداري للجامعة، كيستر فون كوتشكوفسكي: إن رجل الأعمال قد غطى تمويل جميع الجوانب، "بدءًا من إنشاء الحرم الجامعي وحتى رواتب الأساتذة وموظفي الإدارة".
ما يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الجونة ستصبح مركزا تقنيا.
يستوعب الحرم الجامعي 180 طالبا، ولكن في السنة الأولى، التي بدأت في أكتوبر 2012، التحق 29 طالبا ببرامجه التكنولوجية التطبيقية الثلاثة المخصصة للدراسات العليا، التي تمنح درجة الماجستير في هندسة المياه، وهندسة الطاقة، والتخطيط العمراني.
وقال فون كوتشكوفسكي إنه تمت مناقشة إقامة دورات لكل من: إدارة الرعاية الصحية، وتكنولوجيا المعلومات، وإدارة المشاريع، ولكن ليس ثمة خطط راسخة في الوقت الحاضر لتوسيع المناهج الدراسية.
"في نهاية المطاف، قد نقدّم كل الخبرات التي نتوصل إليها في كلياتنا السبع في برلين"، استنادا إليه، في إشارة إلى دورات في الاقتصاد، والإدارة والتخطيط، والبناء، والبيئة، والنقل، والأنظمة الميكانيكية، والهندسة الكهربائية، وعلوم الحاسوب، والعلوم العملية، والعلوم الإنسانية، والرياضيات، والعلوم الطبيعية.
ويضيف فون كوتشكوفسكي أن "الشرط المسبق [لتوسيع المناهج] هو الطلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى اهتمام زملائنا بتكييف معلوماتهم بما يتماشى مع المواصفات الإقليمية والثقافية ونقلها إلى حرم الجونة الجامعي ".
في البداية، خططت الجامعة لاستخدام برامج فيديو حيّة لكي تتيح لطلاب الجونة المشاركة في الفصول الدراسية التي تدور في حرم برلين الجامعي، ولكن تم إسقاط هذا الخيار بسبب الفوارق في احتياجات التخطيط بين ألمانيا من ناحية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من ناحية أخرى.
"هناك حقائق مختلفة بشدة في مجالات المياه والطاقة والتخطيط العمراني بين كل من ألمانيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، كما يشرح فون كوتشكوفسكي.
يواجه مخططو المدن الألمانية -على سبيل المثال- تقلصا في عدد السكان، في حين يحتاج الشرق الأوسط إلى التكيّف مع التوسع العمراني المتسارع والنمو السكاني.
يجب على كل طالب أن يجتاز أربعة فصول دراسية، كلفة كل واحد منها 5.000 €، مما يجعل فرع الجونة من جامعة برلين التكنولوجية واحدًا من الجامعات الخاصة الأغلى في البلاد.
"يتقدم معظم طلابنا بطلب للحصول على منحة دراسية وتمويل لتغطية رسوم الدراسة، التي يعاد استثمارها بالكامل في الجامعة"، استنادا إلى فون كوتشكوفسكي.
من غير المرجّح أن تصبح الجامعة -غير الهادفة للربح، والقائمة على شراكة بين القطاعين العام والخاص- قادرة على تغطية نفقاتها المالية بشكل مستدام بالاعتماد على الرسوم الدراسية وحدها، حتى لو امتلأت بالطلاب. يقول فون كوتشكوفسكي: إن ساويرس وافق على سدّ الفجوة، ولكن الهدف هو جعل الحرم الجامعي مستدام التغطية المالية عن طريق رعايته بواسطة شركاء في القطاع الخاص.
يعتقد كلاوس روديجر، وهو مهندس ألماني وخبير استشاري في الجامعة، أن فرع الجونة يمكنه أن يتطور ليصبح مركزا تكنولوجيا في مصر.
"يستطيع فرع الجامعة في الجونة أن يصبح المدينة التكنولوجية أو مركز التكنولوجيا المتطورة الأول في المنطقة بمنتهى السهولة، طالما تبنّت الحكومات المحلية والوطنية هذه الرؤية"، يقول روديجر، مضيفا أن الجونة ستكون مماثلة لمجمع صوفيا أنتيبوليس في جنوب فرنسا، ووادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا، بعيدة عن المراكز الصناعية الكبرى، ولكنها ستستفيد من سهولة الوصول إليها، والمناخ الجيد والمناطق المحيطة التي تساعد على الاسترخاء.
يوافق طارق خليل -رئيس جامعة النيل- على أن قربها من المركز الصناعي ومن مطار الغردقة يشكّل أساسا جيدا لمركز البحث المستقبلي، لكنه يقول إن المشروع بحاجة لإعداد بنية تحتية أفضل.
"ما يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الجونة ستصبح مركزا تقنيا"، كما يقول، "ولكني أعتقد أن توفّر العوامل المناسبة من بنية تحتية وموارد بشرية وقيادة واستراتيجية قوية ورؤية، لن يدع مجالا للشك بإمكانية تحقيق رؤية سميح ساويرس".
يقول خليل إنه لكي تصبح الجونة مركزا من هذا النوع فهي بحاجة إلى إنشاء جامعات تقنية قوية ومؤسسات علمية أخرى، وتعزيز روح المبادرات العملية، وجلب رؤوس الأموال للاستثمار، واجتذاب الخريجين وطلاب الأبحاث الجيدين.
doi:10.1038/nmiddleeast.2013.133
تواصل معنا: