رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 13 يونيو 2012
أصبحت بنوك الخلايا الجذعية نشاطًا تجاريًّا ينمو بشكل مطرد في المنطقة العربية، في الوقت الذي يتزايد فيه وعي الآباء بأهمية الاحتفاظ بالحبل السري للطفل حديث الولادة، الذي ربما ينقذ حياة الطفل. ويُستخدَم حاليًّا دم الحبل السري في علاج عدد من أنواع السرطان وأمراض الدم واضطرابات التمثيل الغذائي والمناعة. ورغم أن جَمْع وتخزين الدم من الحبل السري لا يُعتبر ممارسة طبية مثار خلاف في الشرق الأوسط، إلا أن هناك العديد من القضايا الأخلاقية التي ينبغي وضعها في الاعتبار.
يمثل نقل دم الحبل السري، حتى من متبرِّع غير متطابق نسيجيًّا، علاجًا بديلاً وفعالاً لزرع نخاع العظم، إذا لم يتوافر النخاع من متبرع متطابق نسيجيًّا مع المريض المحتاج لهذا النخاع. تقول هند الحميدان، مديرة بنك دم الحبل السري الذي أنشئ في عام 2003 في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في المملكة العربية السعودية، إنَّ المستشفى أجرى أكثر من 3500 عملية زرع نخاع عظم، لكن العثور على متبرع مناسب يمثل عائقا رئيسيًّا في كثير من الأحيان.
ومنذ إنشاء بنك دم الحبل السري، جمع البنك 3725 عينة للدم السري. وأوضحت الحميدان أن بنك دم الحبل السري ـ غير الهادف للربح ـ أفاد المرضى، وساعد المستشفى في توفير تكاليف مالية ضخمة. وأضافت الحميدان قائلةً: "لقد اعتدنا أن ندفع ما بين 30 ألف دولار إلى 35 ألف دولار أمريكي لاستيراد ونقل دم الحبل السري. وتُقَدَّر تكلفة نقل وحدة محلية من بنكنا بـ7300 دولار".
وتساءلت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، والجمعية العالمية للمتبرعين بنخاع العظم عن جدوى بنوك الخلايا الجذعية الخاصة، مؤكدين على أنه لا توجد ميزة حقيقية في زرع ذاتي المنشأ. كما تعرضت هذه البنوك لانتقادات، بسبب حملتها التسويقية المكثفة لدى الآباء الذين ينتظرون مولودًا. وقال راجان جِثوا، الرئيس التنفيذي لبنك فيرجن للصحة في قطر، خلال حلقة نقاشية في مؤتمر قطر الدولي حول علوم وسياسة الخلايا الجذعية، الذي عُقد في فبراير 2012: "لا يمكنك أن تقول للناس إذا لم تتبرعوا بخلايا دم الحبل السري لأطفالكم، فإن طفلكم ربما يموت. هذا أمر خاطئ تمامًا".
وأكد جثوا أن الدافع وراء التسويق النشط لبعض بنوك الخلايا الخاصة هو الضرورة التجارية، التي يمكن أن تطغى على أهمية تعزيز القيمة الطبية للمحافظة على الخلايا الجذعية. وبالرغم من أن بنك فيرجن للصحة، ومقره الرئيسي في المملكة المتحدة، يعمل كمؤسسة خاصة منذ افتتاح فرعه في قطر في عام 2009، فإن نموذجًا جديدًا يرعى الجانب الحكومي والخاص سيدخل حيز التنفيذ هذا العام، وسيتم بمقتضاه وضع عينة من خلايا الطفل بشكل خاص في البنك، بينما سيتم وضع باقي الخلايا، بتصريح من الوالدين، في بنوك الدم العامة.
وأوضح جثوا قائلاً: "لذا.. فإن المؤسسات الاجتماعية يمكنها أن تحقق ربحًا، وأن تؤدي أداءً جيدًا. إنني أميل إلى الاعتقاد بأننا المهندسون المعماريون لبنوك الخلايا الجذعية العربية".
ووفقا لهذا النموذج، ستدفع الدولة أموالاً للبنك، ليدير نشاط البنك العام للمتبرعين بالدم، الذي سيدار بشكل كامل من جانب بنك فيرجن للصحة.
يشجع العديد من المتخصصين في مجال الطب على التبرع بدم الحبل السري إلى بنوك الخلايا الجذعية العامة، حيث إنها ـ مثل بنوك الدم ـ تعود بالنفع على المجتمع ككل. ورأت حميدان أنه ينبغي على البنوك أن توضح للآباء بشكل دقيق شروط التبرع، وكيف يمكن أن يفيدَ التبرعُ الآخرين. وقالت: "معظم الأمهات، إذا تمت محاولة إقناعهن بشكل صحيح، توافقن على التبرع بدم الحبل السري".
وقالت الحميدان: "وجود العائلات الكبيرة في المملكة العربية السعودية أمر شائع. لذا.. تكون هناك مجموعة أكبر من المتبرعين بدم الحبل السري"، مشيرة إلى أن هذا من شأنه أن يحل مشكلة عدم وجود متبرعين متطابقين نسيجيًّا. وجدير بالذِّكر أنه منذ افتتاح البنك في عام 2003، أجرت المستشفى 219 عملية ناجحة لنقل دم الحبل السري.
وأكّدت هند الحميدان، وراجان جِثوا على أنه بمجرد أن يتبرع الآباء بالحبل السري لأحد البنوك العامة، بموجب موافقة مسبقة عن دراية واطلاع، فهًم بذلك يُخَوِّلون للمسئولين التحكمَ في هذا النسيج. تقول الحميدان: "ومع ذلك.. فإذا كانت هناك حاجة لاستخدامه في عملية زرع، وكان متاحًا للاستخدام؛ فسيتم إعطاؤه للمريض الذي يحتاجه".
doi:10.1038/nmiddleeast.2012.84
تواصل معنا: