أخبار

لبنان تخطط لمواجهة الخرف

نشرت بتاريخ 26 أبريل 2012

أعد باحثون دراسة موسعة على مستوى البلد حول الخرف في لبنان، تهدف إلى مواجهةٍ أفضل لاحتياجات الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.

علا الغزاوي


Getty

أطلقَ باحثون أول دراسة قومية عن الأشخاص الذين يعانون من الخرف في لبنان، حيث تبلغ نسبة الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم خمسة وستين عامًا ما يقرب من عشرة في المائة من السكان في لبنان.

وستحاول هذه الدراسة ـ التي سيجريها باحثون من الجامعة الأمريكية في بيروت ـ تقييم عدد الأشخاص الذين يعانون من الخرف في لبنان، وجمع المعلومات حول مدى الخطورة التي يواجهونها. وستتم الاستعانة بهذه النتائج في التخطيط لاستراتيجيات وقائية مستقبلية للمرضى؛ وتحديد أفضل السبل لرعاية الأشخاص الذين يعانون من أمراض الشيخوخة.

تقول الدكتورة مونيك شعيا، أستاذة علم الأوبئة في الجامعة الأمريكية في بيروت، والمشرفة على هذه الدراسة: "يتم تهميش كبار السن في عملية صياغة السياسة الصحية في لبنان. أمّا فيما يتعلق بمَنْ يعانون من الخرف، فحجم العبء أكبر يكثير. "

وتشرح شعيا قائلة إن الأشخاص الذين يعانون من الخرف في لبنان يصعب فَهْمهم، ولا يحظون برعاية إنسانية مناسبة، ويوصَمون بالعار، في الوقت الذي يُترك فيه مقدمو الرعاية لمرضى الخرف يعانون من الضغط البدني والانفعالي وحدهم، وهُم يمارسون هذا العمل الإنساني، في ظل قلة الدعم الواجب من قِبَل المجتمع أو الحكومة لمقدمي الرعاية للمرضى، أو عدم وجوده من الأساس.

ويقول الدكتور هشام منتصر، طبيب الأعصاب في مستشفى السادس من أكتوبر في مشارف ضواحي القاهرة، إنه نظرًا إلى غياب التثقيف والوعي للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية لهم في أنحاء العالم العربي، فإن الخرف لا يتم عادة اكتشافه إلا في مراحل متأخرة من ظهوره؛ مما يجعل من الصعب التعامل معه. وأضاف بأنه "كثيرًا ما يسيء أفراد الأسرة تفسير أعراض الخرف المبكر، إذا ظهرت على كبير السن فيهم؛ ولذلك تجدهم يتقاعسون عن طلب المشورة الطبية اللازمة، ولا يدركون أهميتها إلا بعد فوات الأوان، وفي مراحل متأخرة من المرض".

وفي إطار هذه الدراسة ـ التي تمولها المعاهد القومية الأمريكية للصحة، والمعهد القومي للشيخوخة ـ ستتم متابعة حالة 2500 شخص، يبلغ عمر كل منهم خمسة وستين عامًا، فما فوق ذلك السن، في مدن لبنانية متعددة، وذلك لمدة عام. وستكون هذه الدراسة جزءًا من مجموعة أبحاث الخرف 10/66، وهي شبكة تضم أكثر من 100 باحث، يقومون بدراسة الخرف في البلدان النامية، التي لم يتم فيها تقييم تأثيراته.

ويجري العمل الآن لتحديد ما إذا كان الحساب التشخيصي لمجموعة أبحاث الخرف سيكون فاعلاً ضمن السياق اللغوي والثقافي للبنان. وقد بدأ مشروع تجريبي في بيروت، وفي النبطية، وهي مدينة تقع في جنوب لبنان.

ووفقًا للتقرير العالمي للزهايمر لعام 2010، فهناك توقُّع بارتفاع عدد الأشخاص الذين سوف يعانون من الخرف بنسبة قدرها 125% بحلول عام 2030 في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك بسبب الشيخوخة السريعة للسكان.

doi:10.1038/nmiddleeast.2012.61