«زويل» وأثره في إرساء دعائم النهضة العلمية في مصر
08 October 2024
نشرت بتاريخ 3 أبريل 2012
وفي الوقت الذي يتم فيه تشخيص سرطان المبيض لدى معظم النساء، يكون السرطان في طريقه إلى الانتشار في أجزاء أخرى من الجسم. وهذه الآفات الثانوية عادة ما تكون أكثر خطورة من الورم الأصلي، وتجعل سرطان المبيض واحدًا من أخطر أنواع السرطان.
أجرى الباحثون ـ لأول مرة ـ مقارنة بين خصائص الآفات الثانوية لأورام المبيض الأولية، عن طريق جمع عينات الخزعة من تسع مريضات بهذا المرض؛ ووجدوا اختلافات كبيرة في الطفرات بين الورم الأصلي، وتلك من الآفات الثانوية. ونشروا نتائجهم في مجلة بلوس وان (PLoS ONE).
يقول أراش الرافعي، أستاذ علم الوراثة في كلية طب وايل كورنيل في قطر، الذي قاد البحث: "بعض هذه الآفات تشبه ـ إلى حد بعيد ـ الورم الرئيسي، وبعضها مختلف جدًّا؛ مما قد يجعلك تعتقد أنها ربما تكون قد حدثت قبل الورم الرئيسي نفسه". ويضيف قائلاً: "هناك الكثير من الآفات النقيلية ليس لديها نفس الجينات على الإطلاق مثلما في الورم الرئيسي".
ولسرطان المبيض أسوأ معدل بقاء على قيد الحياة من أي أمراض سرطانية تصيب الجهاز التناسلي للنساء، بسبب الآفات النقيلية. وبينما يمكن أن يكون العلاج الكيميائي والاستئصال الجراحي للورم الرئيسي فعالاً، فإن انتشار السرطان في منطقةالبطن كلها ا+يجعل معدل البقاء على قيد الحياة ضعيفًا بنسبة تتراوح ما بين 20-30٪ من المرضى خلال خمس سنوات.
بدأ الرافعي الدراسة قبل خمس سنوات في فرنسا، وقام ببعض الأعمال مع وكالة العلوم والتكنولوجيا والبحث (A *STAR) في سنغافورة. وعندما انتقل إلى كلية طب وايل كورنيل في الدوحة؛ قرر فريقه الانتهاء من الدراسة هناك.
وأوضح الرافعي في بيان صحفي قائلاً: "من خلال دراسة المرضى اللاتي تكون إصابتهن بسرطان المبيض الأولي متشابهة جدًّا، أظهرنا أن الآفات النقيلية الثانوية، والتي غالبًا ما تكون الجزء الأكثر خطورة من المرض، مختلفة. وهذا يعني أنها قد تستجيب بشكل مختلف ـ ربما على نحو أفضل ـ لأدوية السرطان المختلفة".
ويرجح الرافعي أن هذه النتائج قد تعني أن الأطباء في حاجة إلى إعادة التفكير في نهجهم لمعالجة سرطان المبيض، الذي يركز ـ بشكل تقليدي ـ على السرطان الرئيسي. وأضاف قائلاً: "بدلا من التركيز على الورم الرئيسي، فإنك تحتاج إلى إلقاء نظرة على الآفات النقيلية؛ لعلاج كل شخص حسب حالته".
ووفقاً لما أورده المؤلفون، فإن فهم بيولوجيا الآفات النقيلية أمر بالغ الأهمية؛ لتصميم مناهج علاجية جديدة لسرطان المبيض.
يقول الرافعي: "في هذه المرحلة مَيَّزنا الاختلاف في عدد النسخ، وليس في الطفرة." ويدرس فريقه الآن الطفرات الفعلية؛ لإجراء المزيد من البحوث.
وفي حين أن التغيرات الجينية الواضحة في الآفات النقيلية مختلفة، يتوقع الرافعي أن هناك على الأرجح بعض الأنماط للبيانات في انتظار الكشف عن هويتها. وأضاف قائلاً: "لقد تلقينا الكثير من العينات بعدما نشرت الدراسة من مونتريال وفرنسا. ولذلك.. نحن الآن نتساءل عما إذا كان في وسعنا تجميع المرضى على أساس بيولوجيا الآفات النقيلية، أو ـ على الأقل ـ على أساس الاختلافات بين الورم الرئيسي والآفات النقيلية".
وتابع قائلاً: "إننا نبحث عن الأساس المشترك، الذي يمكننا استهدافه والعمل عليه ، ومن ثَمَّ ننتقل بعد ذلك إلى مرحلة أكثر عمقًا، نتمكن فيها من علاج حالة مرضية بذاتها، أو حالة مستعصية بعينها."
doi:10.1038/nmiddleeast.2012.47
تواصل معنا: