لماذا حصد التنبؤ ببنية البروتينات جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2024؟
12 October 2024
نشرت بتاريخ 22 سبتمبر 2011
إحياءاَ لذكرى مرور مائة عام على فوز العالمة ماري كوري بجائزة نوبل في الكيمياء، أطلقت اليونسكو مبادرة العام العالمي للكيمياء 2011.
منحت المبادرة عشرة باحثات لقب "نساء في الكيمياء". كانت الباحثة زينب أبو النجا من جامعة المنصورة في مصر هي الباحثة العربية الوحيدة التي وصلت لهذه القائمة.
التقت Nature Middle East بأبو النجا لتسألها عن عملها والتحديات التي توجهها كباحثة وأمانيها لمستقبل العلم في مصر.
أنا باحثة في علم الحشرات بقسم علم الحيوان، كما أعمل كمُحاضرة. أبحاثي تجمع علم الحيوان والنبات والكيمياء سوياً، وأركز على استعمال المركبات الطبيعية لإنتاج مبيدات حشرية صديقة للبيئة والتي تستخدم للقضاء على الحشرات الضارة. كما أبحث في الإدارة الفعالة للموارد المائية.
تم ترشيحي لجائزة اليونسكو لبحثي الذي نشرته في دورية Clean – Soil Air Water. أشرت فيه إلى إمكانية استخدام المركبات الكيميائية الطبيعية المستخلصة من الطحالب البحرية Caulerpa racemosa كمبيد حشري خاصةً ضد البعوض.
المرأة في الدول العربية لديها أدوار ومهام اجتماعية محددة، ويعطي المجتمع دائماً الأولوية لدور المرأة في عائلتها عن تحقيق احتياجات عملها. بعض من زملائنا الرجال لا يقدرون حقيقة أننا نعمل معهم ويعتبروننا منافسين لهم. يرى العديد من الناس في مصر أن تظل المرأة بالمنزل لترعى الأطفال أفضل من أن تذهب للعمل.
أبذل قصارى جهدي للسيطرة على حياتي، ولكن لدي ضعف العمل لأنني لست فقط باحثة، لكنني ألقي محاضرات بالجامعة أيضاً. هناك بعض الأوقات يمر يومان دون أن أرى أو أقضي بعض الوقت مع طفلتي البالغة من العمر 9 سنوات وذلك لقضائي ساعات طويلة بمعملي. ولكنني محظوظة جداَ، فلدي طفلة رائعة. بعض الأوقات عندما أعود للمنزل بعض يوم طويل بالمعمل تكون هي قد خلدت للنوم تاركة لي ورقة على جهاز الكمبيوتر مكتوب عليها "أمي، اشتقت إليك وأحبك". تلك الكلمات تضيء قلبي دائماً.
أكبر المشاكل هي أن معاملنا غير مجهزة. فهي مجرد جدران وطاولات وبالكاد تجد أجهزة. وللقيام ببحث يجب على شراء مركبات كيميائية باهظة الثمن والقيام باختبارات عالية التكلفة على حسابي الخاص. بعض تلك الاختبارات ليست فقط غالية ولكن يتعين علي السفر لمسافات بعيدة وذلك لأنها غير موجودة إلا في معامل بعينها.
في بعض الأوقات الطريقة الوحيدة لإتمام عملك هو أن يكون لديك علاقات بجامعات في الخارج وتسألهم أن ساعدوك. لقد حدث ذلك لي في مرة عندما اكتشفت مركب كريستالي جديد وحاولت أن أقوم بتحليله. اضطررت للسفر لمدة ساعتين من المنصورة حيث أقطن إلى القاهرة لاستعمال الجهاز الوحيد في الدولة الذي يستطيع القيام بذلك التحليل. عندما وصلت أخبروني أن الجهاز معطل ولن يتم إصلاحه إلا بعد ستة أشهر. لم أكن استطيع الانتظار كل هذه المدة، لذا تواصلت مع زميلي "نيكولاي كوهنيرت" بجامعة جاكوب، ببيرمين في ألمانيا، والذي أهتم للغاية خاصةً بعد أن أرسلت له صورة المركب، وعمل على إدخاله إلى ألمانيا والقيام بتحليله على حسابه الخاص.
أعمل غلى عدد من المبيدات الحشرية الأخرى للقضاء على الحشرات الضارة والتي تدمر المحاصيل الأساسية، مثل القمح والأرز، ذات الأهمية الإقتصادية والضرورية للاحتياجات اليومية للمصريين.
كما أعمل على طرق للقضاء على البعوض باستخدام البيئة ضدهم، فأحاول استعمال نباتات مائية معينة تطلق مركبات طبيعية تقتل البعوض.
أشارك أيضاً في مشروع ممول من قبل الأكاديمية الألمانية لخدمات التبادل (DAAD) من أجعل إدارة الموارد المائية في مصر، وفيه نحاول أن نزيل المبيات الموجودة في مياه صرف الحقول حتى نستطيع إعادة استعمالها للري.
بالطبع، الثورة فرصة هامة جداً لتشجيع العلم والعلماء. لقد بدأت بالفعل التواصل مع المنظمات الخارجية التي أعرفها لتدعم التعليم والمشاريع العلمية في مصر. على سبيل المثال، تواصلت (DAAD) مع نائب رئيس جامعة المنصورة لتعلمنا أنها ستزيد من الاعتماد المالي لدعم التعليم والبحث العلمي والديموقراطية في مصر.
كما تواصلت مع جامعة براونتشويج للتكنولوجيا في ألمانيا وتم التخطيط للعديد من المشاريع لدعم نقل التكنولوجيا والمعلومات، مثل تبادل الطلاب وتبادل هيئة التدريس. كما أنهم سيمدون جامعتنا بما نحتاج من أجهزة ومعدات نحتاج إليها.
أنا متفائلة بالمستقبل وأتمنى أن أكون سبب لتقدم مصر بعد الثورة.
doi:10.1038/nmiddleeast.2011.126
تواصل معنا: