من واقع تجربة مؤرِّقة: ما العمل إذا قوبلت أطروحتك بالرفض؟
12 November 2024
نشرت بتاريخ 15 فبراير 2010
وسط تصفيق الجماهير انتهى "مختبر الشهرة" وهو مسابقة في فن توصيل العلوم، وفيها تنافس المتسابقيين النهائيين للحصول على فرصة لتمثيل مصر في مسابقة مختبر الشهرة العالمية.
مختبر الشهرة هو مسابقة شبيهه ببرنامج "X-factor"، ولكن بدلا من إظهار المواهب الغنائية والاستعراضية كان التحدي للمتسابقين هو تقديم مادة علمية بطريقة بسيطة وممتعة بحيث يسهل على الشخص العادي فهمها. وكان يتم تقييمهم عن طريق لجنة التحكيم لثلاث مميزات، وهي المحتوى والوضوح و كاريزما المتحدث.
النهائيات أقيمت يوم 26 ينايير لعام 2010 من ضمن فعاليات سوق الايتكار الأورومتوسطي. الحدث جذب المئات من الناس الذين ازدحمت بهم القاعة الكبرى التي أقيممت بها المسابقة.
فكرة المسابقة أصولها من المملكة المتحدة، ولكن سرعان ما انتشرت لبلاد عديدة مثل بلغاريا وتركيا وكرواتيا. جاء مختبر الشهرة لمصر بمساعدة شراكة بين المركز الثقافي البريطاني وبرنامج البحث والتنمية والابتكار. هذه هي المرة الأولى التي تقام بها المسابقة في الشرق الأوسط، وقد تم تشجيع المتسابقين أن تكون عروضهم باللغة العربية.
مختبرالشهرة يجرى في 13 دولة هذا العام. القائزون المحليون سيسافرون للمملكة المتحدة ليتنافسوا على المركز الأول في مختبر الشهرة الدولى، والذي سيقام ضمن فعاليات مهرجان "شلتنهام" للعلوم في يونيو القادم.
قالت حنان دويدار ممثل التنسيق في برنامج البحث والتنمية والابتكار: " الاهتمام بالعلوم هنا في مصر تراجع بشدة منذ الثمانينيات. نحن نريد أن نجعل العلوم شيقة مرة أخرى من خلال مختبر الشهرة. نحن نريد أن نأخذ العلوم خارج المعامل وحجرات الدراسة ونجعله جزء من حياة العامة."
"هذا العرض يساعد على تغيير الفكرة السائدة بأن العلوم الأساسية شئ ممل ومعقد، كما أن ربطها بتطبيقاتها الفعلية يجعل الناس تستوعب أن هذه العلوم تجلب تلك الاختراعات الرائعة لهم." هكذا قال محمد رفعت الفائز بالمركز الثاني، والذي يعمل كمساعد باحث في مركز أبحاث النانوتكنولوجي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
المتسابقون النهائيون تم اختيارهم بعد أربع جولات محلية في 3 مدن مختلفة في مصر. وتلقى المنظمون المئات من استمارات التقديم، وقد فاق ذلك توقعاتهم الأولية. العروض تراوحت ما بين وصف كيف تخدع الخلية السرطانية جهاز المناعة للجسم، وكيفية استخراج الذهب من الأرض باستخدام النباتات.
إلى جانب اختيار الفائز الأول والفائز الثاني، اعطت لجنة التحكيم جائزة " أفضل طالب فائز". كما اشترك الجمهور في اختيار الفائز لـ"جائزة الجمهور".
كل من المتسابقين النهائيين أظهر أسلوبه الخاص في توصيل العلوم. بعضهم قام بتوظيف أدوات إيضاح مصنوعة بعناية لتوصيل المعلومة، بينما البعض الآخر لجأ إلى الكوميديا. مي مجاهد، احد المتسابقيين النهائيين، استخدمت أسلوب سرد الحكايات، وقد فازت بجائزة الجمهور بإجماع أصوات الحضور تقريبا.
" كل الناس تحب سماع الحكايات، ودائما ما يتذكرونها لوقت أطول. لذلك فقد شعرت أن أسلوب سرد الحكايات طريقة قوية لتوصيل معلومة علمية هامة لجمهور ليس له صلة بالعلم." هكذا قالت مجاهد والتي تدرس لرسالة الماجستير بكلية العلوم، جامعة المنوفية.
حازم شعيرة، وهو طبيب أمراض نفسية وعصبية مقيم بمستشفى العباسية، كان هو الفائز الأول لتلك الليلة. وكان عرضه يدور حول استخدام الخيال البشري للتواصل وعلاج المرضى المصابين بالغيبوبة. وهو من سيمثل مصر في النسخة الدولية للمسابقة.
المتسابقين العشرة كلهم تلقوا هواتف "iPhone" وأجهزة كمبيوتر نقالة كجوائز. بالاضافة لذلك, فالفائز الأول والثاني تلقوا جائزتهم وهي عبارة عن رحلة مدفوعة التكاليف بالكامل للمملكة المتحدة لحضور مسابقة مختبر الشهرة الدولية.
مئات من الحضور هللوا للفائزين بعض انتهاء المسابقة، وكانت طواقم تصوير للتلفزيون متواجدة لتغطية الحدث وتجمعت حول الفائزين لإجراء مقابلات شخصية.
"كما ترون، لقد كان الاحتفال غاية في النجاح" قال باول سميث مدير المركز الثقافي البريطاني في مصر. "هذه هي السنة الأولى للمسابقة، لكن مختبر الشهرة في مصر سيعود بالتأكيد لسنة أخرى."
doi:10.1038/nmiddleeast.2010.104
تواصل معنا: