الوصفة التحريرية
لأبحاث أكثر استشهادًا
22 April 2025
نشرت بتاريخ 16 أبريل 2025
هذان المستودعان الشهيران للبيانات هما منصتان لنشر الأبحاث في مجال علوم الحياة قبل خضوعها لمراجعة الأقران. واليوم، تؤول إدارتهما إلى منظمة جديدة باسم «أوبن أركايف».
حقوق الصورة: Tom Houghton for Nature
بدأ فصل جديد في قصة اثنتين من أشهر منصات المسوَّدات البحثية في العالم، هما منصتا «بيو أركايف» bioRxiv و«ميد أركايف» medRxiv، انطلقت كتابة سطوره مع تأسيس منظمة جديدة غير هادفة للربح لتتولى إدارتهما، حسبما أعلن مؤسسان مشاركان للمنصتين في الحادي عشر من مارس الجاري.
تتيح المنصتان للباحثين نشر المسوَّدات البحثية مجانًا قبل خضوعها لمراجعة الأقران، وقد أضحتا جزءًا لا يتجزأ من عملية نشر الأبحاث العلمية في مجالي علم الأحياء والطب. ويذكر أنهما حتى وقت قريب ظلتا خاضعتين لإدارة مؤسسة «كولد سبرينج هاربور لابوراتوري» (CSHL) البحثية، الكائن مقرها في مدينة نيويورك الأمريكية. بعد ذلك، تولت إدارتهما المنظمة الجديدة، المعروفة باسم «أوبن أركايف» openRxiv، والمزمع أن تضم تحت لوائها مجلس إدارة ومجلس استشاري علمي وطبي. وقد رصدت لها «مبادرة تشان زوكربيرج» Chan Zuckerberg Initiative (CZI)، الجهة الممولة الرئيسة لمشروعي المنصتين، منحة تمويلية داعمة جديدة قدرها 16 مليون دولار أمريكي.
تعقيبًا على هذا الحدث، تقول كيتي كوركر، المديرة التنفيذية لمنظمة «إيه إس إيه بي بيو» ASAPbio، وهي منظمة بحثية غير ربحية يقودها علماء، ومقرها مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية: "إن إيلاء هذه البنية التحتية العلمية المهمة الاهتمام الذي تستحقه باعتبارها مبادرة مستقلة مما يبعث على الحماس بلا شك". وتعلل لذلك قائلة: إنَّ المسوَّدات البحثية هي "أساس منظومة النشر العلمي، ولعلها تكتسب أهمية اليوم أكثر من أي وقت مضى في ضوء عظم المخاوف إزاء طبيعة الجهات التي تتحكم في نشر المعلومات".
في هذا الشأن، يقول ريتشارد سيفر، المؤسس المشارك لخادمي المنصتين والمسؤول العلمي والاستراتيجي الرئيس في منظمة «أوبن أركايف»: إنَّ إطلاق المنظمة "يجسد اكتمال تطور المشروعين"، اللذين تأسسا كمشروعين تجريبيين عند إطلاقهما لأول مرة في مؤسسة «كولد سبرينج هاربور لابوراتوري». ويضيف: "ظهرت ضرورة ملحة لأن تحظى المنصتان بمنظمة مستقلة تديرهما، وتركز على ضمان استدامتهما على المدى البعيد، عوضًا عن أن تخدما كمشروع ثانوي داخل مؤسسة بحثية كبيرة".
بوابتان لنشر الآلاف من المسوَّدات البحثية
نشر موقع «بيو أركايف»، المتخصص في العلوم البيولوجية، مثل علم الأعصاب والمعلوماتية الحيوية وعلم الجينوم، ما يقرب من 268 ألف مسوَّدة بحثية مقدمة من أكثر من 970 ألف باحث منذ إطلاقه في عام 2013. أما شقيقه الأحدث، موقع «ميد أركايف»، والذي أُنشئ عام 2019 ليتخصص في العلوم الطبية، فقد نشر حوالي 64 ألف مسوَّدة مقدمة من أكثر من 380 ألف باحث. علاوة على ذلك، يستقطب المستودعان، مجتمعين، ما يزيد على 11 مليون قارئ شهريًا. وينشر «بيو أركايف» نحو 4000 مسوَّدة جديدة كل شهر، بينما ينشر «ميد أركايف» ألف واحدة.
ويتلقى الموقعان دعمًا ماليًا في صورة منح وتبرعات تقدمها «مبادرة تشان زوكربيرج»، الكائن مقرها في مدينة ريدوود بولاية كاليفورنيا الأمريكية، والتي أسهمت بتبرعات بلغت حوالي 31.7 مليون دولار للموقعين منذ عام 2017، فضلًا عن تلقيهما للدعم من بعض المؤسسات الأكاديمية والخيرية في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويعكس التطور الذي تشهده المنصتان كيف أن المسوَّدات البحثية، التي لطالما استُخدمت في مجالي الفيزياء والرياضيات هيمنت على عملية النشر العلمي، إذ تتيح للباحثين تَلَقِّي الإفادة بالرأي على الأبحاث العلمية قبل إخضاعها لمراجعة الأقران، كما تلفت اهتمام المجتمع البحثي لبعض مما يُستجد من نتائج الأبحاث.
وجدير بالذكر أنَّه اعتبارًا من العام الماضي، صارت مؤسسة «بيل وميليندا جيتس» Bill & Melinda Gates، إحدى كبرى الجهات الممولة للأبحاث العلمية، تشترط على الباحثين الحاصلين على منحها البحثية إعلان نتائج أبحاثهم في هيئة مسودات بحثية. كذلك تنظر التوجيهات المتعلقة بترقي أعضاء هيئات التدريس والحصول على المناصب الجامعية الدائمة في ما يقرب من ربع جامعات الولايات المتحدة إلى المسوَّدات البحثية على أنها إسهامات بحثية مقبولة.
ووفقًا لاستطلاع رأي أُجري العام الماضي1 وشمل أكثر من 7100 باحث أدرجوا مسوداتهم البحثية على منصتي «بيو أركايف» و«ميد أركايف»، أفاد 77% من المشاركين أنَّ نشر مسوَّداتهم سلط المزيد من الأضواء على إسهاماتهم البحثية. وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ المسوَّدات المقدمة للمنصتين تنشر على الإنترنت خلال أمد قصير للغاية يتراوح ما بين يومين إلى ثلاثة أيام. وذلك يُمَكن الباحثين من الإشارة إلى مسوَّداتهم في طلبات التقدم لنيل المنح البحثية، دون الحاجة إلى الانتظار لشهور أو سنوات إلى حين نشر أبحاثهم في المجلات العلمية التي تخضع أوراقها البحثية لمراجعة الأقران.
إنَّ إطلاق منظمة «أوبن أركايف» لا يُتوقع أن يدخل في الوقت الحالي تغييرات تؤثر على تجربة استخدام الباحثين والقراء للموقعين، إلَّا أنَّ فريق عمل المنظمة يخطط لتقييم سبل تحسين خدماتها في المستقبل. وعن ذلك، يقول سيفر: "مع استقدام كوادر متخصصة، سنتمكن من وضع خريطة طريق وتحليل كافة السبل الممكنة لتحسين تجربة المستخدم". ولذلك، تتطلع منظمة «أوبن أركايف» إلى تعيين أول رئيس تنفيذي لها.
في هذا الإطار، تقول كروكر، التي تقيم في مدينة جراند رابيدز بولاية ميشيجان الأمريكية: "يغمرنا حماس كبير لمعرفة ما سيطرحه القائمون على المنظمة من أدوات برمجية أو فرص جديدة".
هذه ترجمة المقال الإنجليزي المنشور في مجلة Nature بتاريخ 11 مارس عام 2025.
doi:10.1038/nmiddleeast.2025.44
1. bioRxiv and medRxiv. Preprint at Zenodo https://doi.org/10.5281/zenodo.12519223 (2024).
تواصل معنا: