أخبار

اليابان تُعلن اندلاع وباء إنفلونزا على أرضها..فما تداعيات ذلك على العالم؟

نشرت بتاريخ 21 أكتوبر 2025

يرى باحثون أن عدد حالات العدوى بالإنفلونزا في البلد قد ارتفع إلى مستويات غير معتادة في هذا الوقت من العام.

ريتشِل فيلدهاوس

عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا آخذ في الارتفاع في اليابان. حقوق نشر الصورة: Kota Kawasaki/Yomiuri Shimbun via AP/Alamy

عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا آخذ في الارتفاع في اليابان. حقوق نشر الصورة: Kota Kawasaki/Yomiuri Shimbun via AP/Alamy

مع وصول عدد حالات الإصابة بفيروس الإنفلونزا التنفسي إلى الآلاف في اليابان، أعلنت السلطات الصحية اليابانية عن اندلاع وباء بالفيروس في البلد. فوفقًا لباحثين، ارتفع عدد حالات الإصابة بالفيروس هناك إلى مستويات غير معتادة في هذا الوقت من العام، ما قد يُبدئ فاشيات في عدد من بلدان آسيا وأوروبا المشارفة على دخول فصل الشتاء، وإن كان من المستبعد استفحال هذه الفاشيات إلى جائحة عالمية.

فاعتبارًا من العاشر من أكتوبر الجاري، أُفيد بوقوع 6013 حالة إصابة بفيروس الإنفلونزا في اليابان. وأغلقت أكثر من 100 مدرسة هناك أبوابها، حيث شكل الأطفال في عمر 14 عامًا فأقل حوالي نصف إجمالي عدد الحالات التي أُودعت في سبتمبر المستشفيات من جراء الإصابة بالفيروس، وعددها 287 حالة. وعلى خلفية هذه الأحداث، في الثالث من أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة والعمل والرفاه اليابانية اندلاع وباء على مستوى البلاد. ويشار هنا إلى أن فاشيات الأمراض تُصنف على أنها وباء حال تجاوُز عدد حالات الإصابة بالمرض المستوى المتوقع في منطقة معينة خلال فترة زمنية محددة.

تندلع فاشيات الإنفلونزا عادة في في مواسم محددة سنويًا ، وبالدرجة الأولى في الشتاء عبر الدول ذات المناخ المعتدل. ويكون اندلاعها عادة في اليابان قرب نهاية شهر نوفمبر. أما هذا العام، فقد بدأ تزايُد عدد الحالات التي تُعالج من الإنفلونزا قبل المعتاد بخمسة أسابيع، بحسب ما يفيد فينود بالاسوبرامانيام، اختصاصي علم الفيروسات الجزيئي من جامعة موناش في ماليزيا في مدينة سوبانج جايا.

وخلال السنوات الأخيرة، كان موسم الإنفلونزا قد حل سابقًا لأوانه في اليابان، لكنه لم يأت مبكرًا إلى الحد الذي جاء به هذا العام، حسبما يوضح إيان بار، الباحث ونائب مدير المركز المرجعي البحثي المعني بالإنفلونزا للتعاوُن مع منظمة الصحة العالمية ومقره مدينة ملبورن الأسترالية. فيقول حول ذلك: "في شهر أكتوبر، قد نرصد حالات إصابة بالعدوى، لكنها لا ترقى إلى الأعداد التي نرصدها في حالة الوباء".

ووفقًا لسوبرامانيام، فإن تزايد حركة السفر الدولية منذ رفع تدابير مواجهة جائحة «كوفيد-19» ربما يكون من العوامل التي تقف وراء بدء موسم الإنفلونزا مبكرًا. وتشمل أيضًا قائمة الأسباب التي قد تفسر هذه البداية المبكرة التغيُر المناخي وانخفاض مستوى التعرض للفيروس المنتشر، وبالأخص بين كبار السن وصغار السن.

وحتى الوقت الحالي، لم ترد بعد معلومات بشأن أنواع سلالات فيروس الإنفلونزا الآخذة في الانتشار في اليابان، لكن بار يرى أن فاشيات الفيروس هناك يُحتمل أن السبب وراءها هو سلالة من فيروس الإنفلونزا أ، تُعرف باسم «H3N2»، وهي سلالة ارتفع انتشارها في أستراليا ونيوزيلندا خلال الشهرين الماضيين، تزامنًا مع اقتراب نهاية الشتاء في نصف الكرة الأرضية الجنوبي. وحسبما يوضح بار، يفد المسافرون من أستراليا بأعداد كبيرة إلى اليابان، ما يعزز احتمالية انتشار الفيروس بين نصفي الكرة الأرضية.

اليابان ليست حالة فريدة

بعض الدول الأخرى، ومن بينها ماليزيا، واجهت اندلاعات مبكرة لمواسم الإنفلونزا هذا العام، كانت فيها سلالة «H3N2»، هي الأكثر انتشارًا بحسب بالاسوبرامانيام. فقد أصيب نحو 6 آلاف طالب في أنحاء شتى من ماليزيا بعدوى الإنفلونزا، ما دفع بعض المدارس هناك لإغلاق أبوابها، وفقًا لوكالة رويترز. كذلك واجهت أستراليا ونيوزيلندا ارتفاعًا مبكرًا في عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا، حيث هيمنت سلالات عديدة على الفاشيات، بحسب ما أفاد به بار.

على أن وباء الإنفلونزا الآخذ في الاستشراء حاليًا في اليابان، من المستبعد أن يتفاقم إلى جائحة عالمية، على حد ما صرح به بار، وذلك بالنظر إلى أن دول نصف الكرة الجنوبي تشارف الآن على دخول المواسم الأكثر دفئا، ما يحد من انتشار عدوى الفيروس. إلا أن بار يستدرك هنا قائلًا: "قد يغادر الفيروس اليابان، ليغرس بذوره في دول مجاورة أخرى أو بلدان على طريق حركة السفر من اليابان".  والدول التي تشارف على دخول فصل الشتاء ستكون أكثر عرضة لفاشياته.

هذه ترجمة المقال الإنجليزي المنشور في دورية Nature بتاريخ 14 أكتوبر عام 2025.

doi:10.1038/nmiddleeast.2025.186