أكبر كاميرا رقمية في العالم تبدأ في بث صورها الفضائية.. والعلماء يشاهدون في دهشة
14 July 2025
نشرت بتاريخ 14 يوليو 2025
سوف يمسح المرصد الجديد المُقام في تشيلي السماء الجنوبية بأكملها فيما لا يزيد على ثلاث إلى أربع ليال.
حقوق الصورة: NSF-DOE Vera C. Rubin Observatory
أزاح «مرصد فيرا سي. روبين» Vera C. Robin Observatory الستار عن أولى صوره، التي ما إن وقعت عليها أنظار علماء الفلك حتى أخذتهم حالة من الدهشة إزاء القدرات غير المسبوقة لكاميرا المرصد الرقمية، التي تبلغ دقتها 3200 ميجابكسل، وهي الأكبر في العالم. هذه الصور هي نتاج لقطات التُقطت خلال تجربة بدأت في أبريل الماضي، بمجرد اكتمال بناء التلسكوب.
وقد علَّق عالم الفلك روبرت ويليامز، الرئيس السابق لمعهد علوم تليسكوبات الفضاء، الكائن بمدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند الأمريكية، قائلًا: "شيء يأخذ العقل! إن أردتَ رؤية عظمة الكون حقًا، فليس أمامك إلا هذه الطريقة".
تُظهر إحدى الصور سديم تريفيد وسديم البحيرة، في منطقة من مجرة درب التبانة تزخر بالهيدروجين المؤين ونجوم فتيّة وأخرى في طور التشكل. أُنتجت الصورة من 678 لقطة منفصلة، التقطها «تلسكوب سيموني للمسح الفضائي» Simonyi Survey Telescope التابع للمرصد خلال مدة تزيد قليلًا على سبع ساعات. كانت كل صورة أحادية اللون، ومُلتقطة باستخدام واحد من أربعة فلاتر تصوير، مما أدى إلى ثراء ألوان الصورة النهائية.
مرصد «مرصد فيرا سي. روبين»، المُقام على قمة سيرو باتشون في جبال الأنديز بوسط تشيلي، هو منشأة أمريكية تكلَّف إنشاؤها 810 ملايين دولار أمريكي. يتميز المرصد بمجال رؤية شديد الاتساع؛ ما يسمح له بتغطية السماء الجنوبية بأكملها كل ثلاث إلى أربع ليالٍ، بخلاف التلسكوبات الأخرى، مثل «تلسكوب هابل الفضائي» و«تلسكوب جيمس ويب الفضائي»، التي تفُوق هذا التلسكوب في رصد التفاصيل الدقيقة، إلا أنها تُغطي مساحة محدودة من السماء في كل مرة.
أُخرجت هذه المجموعة الأخيرة من الصور لأغراض جمالية بالدرجة الأولى، ولإظهار قدرة الكاميرا الرقمية للمرصد على تغطية مساحات شاسعة من السماء بحساسية عالية وفي وقت قصير. وهكذا، فهي تختلف عن الصور الأخرى التي تُتخذ على أنها مصادر للبيانات يستعين بها علماء الفلك حول العالم لأغراض البحث، كما تقول ساندرين توماس، نائبة مدير بناء المرصد، وهي تقيم في مدينة توسون بولاية أريزونا الأمريكية. ومع ذلك، فهذه الصور تُذكرنا بما يشجع العلماء على الاتجاه إلى دراسة الفلك في المقام الأول. تقول توماس: "وهل نتجه إلى دراسة الفلك إلا لأننا نحب النظر إلى السماء، والتأمل في جمالها؟".
أما توني تايسون، عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا، الكائن مقرها بمدينة ديفيس الأمريكية، الذي وضع تصور التلسكوب في التسعينيات، فيقول إن أداء التلسكوب جاء كما هو متوقع، إلا أن التصوُّر شيء و"الرؤية شيء مختلف تمامًا؛ ملأتني الصور شعورًا بالدهشة، والفخر بمئات المهندسين والعلماء المتفانين الذين حققوا هذا الإنجاز".
وعلّقت كاثرين هيمانز، عالمة الفلك في جامعة إدنبره بالمملكة المتحدة، الحائزة على لقب عالمة الفلك الملكية في اسكتلندا: "أشعر وكأننا كنا نستعد لهذه اللحظة منذ فترة طويلة، لبدء مهمتنا التي ستمتد لعشر سنوات أخيرًا".
* هذه ترجمة المقال الإنجليزي المنشور بمجلة Nature بتاريخ 23 يونيو 2025.
doi:10.1038/nmiddleeast.2025.108
تواصل معنا: