رحلة باحثة بين محطات حقل دراسة التكاثفات
04 December 2024
نشرت بتاريخ 3 مارس 2024
حفريات لديناصورات منقار البط في المغرب تكشف عن علاقة غير متوقعة بين الديناصورات في أوروبا وأفريقيا.
قبل عدة سنوات، عُثر على بقايا حفرية في المغرب لأحد أفراد عائلة الديناصورات "منقار البط"، وهي مجموعة تطورت في أمريكا الشمالية، ما يثير التساؤل حول كيفية وصولها إلى هناك.
ووفق دراسة حديثة نشرتها دورية "ساينتفك ريبورتس" (Scientific Reports)، فإن "ديناصورات منقار البط لم تتمكن فقط من عبور بحر تيثس ، بل أصبحت متنوعةً للغاية بمجرد استعمارها لأفريقيا، حيث كانت هناك ثلاثة أنواع على الأقل تسكن شمال أفريقيا في نهاية العصر الطباشيري".
وتكشف الحفريات عن نوع جديد من ديناصورات منقار البط (Minqaria bata)، طوله ما بين 3-4 أمتار، ووزنه حوالي 250 كجم.
وبالرغم من أن الحيوان كان صغيرًا وفقًا لمعايير ديناصورات منقار البط، إلا أن عظام الجمجمة كانت متماسكةً بإحكام، ما يدل على أنه كان ناضجًا.
ويرى الباحثون أن هذه الديناصورات ربما هاجرت عبر المسطحات المائية بطريقةٍ ما على غرار الثدييات البرمائية الحديثة،
يقول نيكولاس لونجريتش، الباحث في قسم علوم الحياة ومركز ميلنر للتطور بجامعة باث البريطانية، وقائد فريق البحث: "نعلم أن الحيوانات تسبح أحيانًا لمسافات كبيرة، ويمكن للفيلة السباحة لمسافة تبلغ 50 كيلومترًا في المحيط".
يضيف "لونجريتش" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست" أن الحيوانات كانت تركب أحيانًا على النباتات العائمة، فقد تم نقل زواحف "الإغوانا " بين الجزر على عوامات طبيعية من النباتات، ذلك السيناريو غير مرجح بالنسبة لديناصور كبير، لكنه ممكن بالنسبة لصغار الديناصورات، إذ يكونون بحجم قطة صغيرة.
ويتحدى هذا الاكتشاف المعتقدات السابقة حول القيود المفروضة على هجرة الديناصورات، ويقدم نظرةً ثاقبةً حول تكيفاتها التطورية مع بيئات مختلفة، كما تسلط الدراسة الضوء على سلوك هذه المخلوقات القديمة وقدراتها، مما يعزز فهمنا لبيئة الديناصورات وأنماط هجرتها.
من جهته، يقول بلال سالم -عضو الفريق المصري سلام لاب وطالب الدكتوراه بجامعة أوهايو الأمريكية، وغير المشارك في الدراسة- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": نشأت ديناصورات منقار البط في حقب الحياة المتوسطة فى العصر التورونى منذ قرابة 94 مليون سنة في أمريكا الشمالية ومن بعدها بدأت رحلة هذه الكائنات إلى آسيا ومنها إلى أوروبا.
يضيف سالم: الأنواع المكتشفة حديثًا من محاجر الفوسفات من المغرب تتشابه في صفاتها إلى حد كبير مع ديناصورات جنوب غرب أوروبا وهو أمر محير.
بدوره، يقول جيف ويلسون -عالم الحفريات الفقارية بجامعة ميشيجان الأمريكية، وغير المشارك في البحث- في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": تفككت القارات عن القارة الأم (قارة بانجيا) في حقب الحياة المتوسطة مما جعل من إفريقيا جزيرة معزولة. وأثر ذلك التفكك على التطور والتنوع البيولوجي للكائنات الحية التي عاشت هناك، لكن معرفة مدى هذا التأثير ليس بالأمر اليسير. ورغم ثراء السجل الأحفوري الرائع لقارة إفريقيا، إلا أننا مازلنا لا نعرف إلا القليل عن الحياة هناك في نهايات العصر الطباشيري.
doi:10.1038/nmiddleeast.2024.73
تواصل معنا: