أخبار

كيف يُضعف تعاطي القنب و"الأمفيتامين" جهاز المناعة؟

نشرت بتاريخ 21 مايو 2024

دراسة بجامعة "القصيم" السعودية: يؤثر تعاطي تلك المواد المخدرة على خلايا الدم.. ويزيد خطر الإصابة بالسرطانات والالتهابات الفطرية

محمد السيد علي

نبات
القنب الهندي

نبات القنب الهندي


Creative Commons

Enlarge image

تُعد مشكلة تعاطي "الأمفيتامين" و"القنب" قضيةً مثيرةً للقلق عالميًّا؛ إذ تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة العامة وزيادة معدلات الجريمة نتيجة الإدمان.

و"الأمفيتامين" هو مجموعة من الأدوية المنشطة للجهاز العصبي، تُستخدم لعلاج اضطرابات مثل نقص الانتباه وفرط النشاط، ولكن يمكن أن يؤدي تعاطيها إلى الإدمان، وتتسم بتأثير يشبه الكوكايين.

أما "القنب" فهو مخدر مستخرج من نبات القنب الهندي، وغالبًا ما يُدخن أو يُتناول عن طريق الفم، ويُعرف أيضًا بأسماء مثل الماريجوانا أو الحشيش.

وفي السياق، ربطت دراسة أُجريت في السعودية بين تعاطي "الأمفيتامين" والقنب وحدوث خلل في جهاز المناعة وصحة الدم، ما يحد من قدرة الجسم على محاربة العدوى.

وسلطت الدراسة -التي نشرتها دورية "ساينتفك ريبورتس"- الضوء على المخاطر الصحية الكبيرة المرتبطة بتعاطي المخدرات خاصةً بين الشباب، ومنها زيادة معدل انتشار الالتهابات الفطرية.

يقول أفشان زيشان، الباحث المشارك بالدراسة من قسم المختبرات الطبية بكلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة القصيم بالسعودية: "إن تعاطي الأمفيتامين والقنب يضعف جهاز المناعة ويزيد من خطر الإصابة بالسرطان والعدوى الفطرية الانتهازية".

يضيف "زيشان" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": يجب التركيز على تعاطي المخدرات بوصفها قضيةً صحيةً عامة وتطوير إستراتيجيات للوقاية والعلاج، والانتباه إلى الالتهابات الفطرية وعلاجها بمضادات الفطريات.

آثار خطيرة

وربطت دراسة سابقة بين تعاطي الأمفيتامين والقنب وحدوث تغيرات في عدد خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية بين الأفراد الذين يسيئون استخدام هذه المواد، وقد تؤثر هذه التغييرات بالسلب على صحة الدم بشكل عام.

واستهدفت الدراسة الجديدة -التي أجراها باحثون بمستشفى الصحة النفسية بالقصيم في السعودية على 50 شابًّا- تقييم تأثير تعاطي الأمفيتامين والقنب على جهاز المناعة وخلايا الدم.

ووجدت الدراسة أن نصف متعاطي المخدرات كانوا من الذكور في فئة الأعمار بين 18 و30 عامًا، وكانوا عاطلين عن العمل، وكان 56% منهم قد أكملوا التعليم الثانوي وتعاطوا المخدرات لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات.

ولاحظ الباحثون تدهورًا ملحوظًا ناتجًا عن تعاطي الأمفيتامين والقنب من خلال تغيرات في عدد كريات الدم البيضاء، مما يدل على وجود اضطراب في الجهاز المناعي، ورصدوا التغيرات في "العدلات" -وهي مكون رئيسي في جهاز المناعة- في مسحات الدم التي أُخذت من المشاركين، ما يشير إلى التأثير السام للمخدرات على الخلايا.

وارتفع معدل انتشار الالتهابات الفطرية بين المشاركين؛ إذ أظهرت غالبية عينات البلغم (70٪) من متعاطي الأمفيتامين والقنب نموًّا إيجابيًّا لفطريات، ما يؤكد قابلية متعاطي المخدرات للإصابة بالعدوى الانتهازية.

الاستجابة المناعية

من جهته، يؤكد مجدي بدران -استشاري الحساسية والمناعة وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة- التأثيرات السلبية للمخدرات على الاستجابة المناعية للتطعيمات بجميع أنواعها، مما يقلل من فاعليتها في منع الأمراض.

يقول "بدران" لـ"نيتشر ميدل إيست": تزيد المخدرات خطر الإصابة بالعدوى التنفسية والأمراض الفيروسية، وتجعل فترة المرض أكثر شدةً وأطول، وتزيد احتمالية تكرار الإصابة بالميكروب نفسه عدة مرات.

وأشار إلى أن تعاطي المخدرات يزيد من تكوين الشوارد الحرة في الجسم، وهي مواد تسبب تلفًا للخلايا وأمراضًا مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.

ونصح "بدران" بتجنُّب تعاطي المخدرات، والحرص على اتباع نظام غذائي صحي، وتضمين الفواكه والخضراوات في النظام الغذائي لمكافحة الشوارد الحرة، بالإضافة إلى الحفاظ على نمط حياة نشط وصحي.

doi:10.1038/nmiddleeast.2024.157