عاصفة من الجدل أشعلها حصول الذكاء الاصطناعي على اثنتين من جوائز نوبل
14 October 2024
نشرت بتاريخ 29 نوفمبر 2023
زلزال "قهرمان مرعش" سبقته أحداث مهدت له قبل وقوعه بـ8 أشهر
في 6 فبراير 2023، ضرب زلزال "قهرمان مرعش" -الذي بلغت قوته 7.8 درجات- منطقة صدع شرق الأناضول، ما ألحق أضرارًا واسعة النطاق وخسائر في الأرواح في تركيا وسوريا.
وبالرغم من أن التنبؤ بحجم الزلزال ووقته وموقعه غير ممكن حاليًّا على المدى القصير، إلا أن دراسة جديدة أشارت إلى إمكانية الكشف عن إشارات زلزالية فريدة قبل أشهر أو حتى سنوات من حدوث بعض الزلازل الكبيرة.
وأوضح الباحثون في الدراسة، التي نشرتها "نيتشر كومينيكيشنز" (Nature Communications)، أن "عملية التمزق في قشرة الأرض الخاصة بزلزال قهرمان مرعش بدأت عند فالق ثانوي، ثم انتقل التمزق تدريجيًّا إلى الفالق الرئيسي".
والفوالق أو الصدوع هي تشققات في القشرة الأرضية، تصاحبها حركة انزلاق لطبقات الصخور الموجودة على جانبي الفالق نتيجةً للضغط الشديد.
توضح "باتريشيا مارتينيز جارزون" -الباحثة الأولى في علم الزلازل والجيوفيزياء في جامعة بوتسدام الألمانية، والمؤلفة الرئيسية للدراسة- أن "المقصود بالإشارات الزلزالية الفريدة هو بعض الخصائص الإحصائية لتصنيفات الزلازل، مثل موقعها داخل وخارج الصدع على سبيل المثال، ونسبة حدوث أنشطة زلزالية كبيرة نسبيًّا مقارنةً بالعدد الإجمالي للزلازل في منطقةٍ ما".
تقول "جارزون" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد عدد المرات التي يمكن فيها ملاحظة هذه الإشارات قبل وقوع الزلازل، وكم مرة يمكن ملاحظتها بالفعل دون أن تؤدي إلى حدوث زلزال كبير.
ويرى المؤلفون أن التنبؤ على المدى القصير بحجم الزلزال ووقته وموقعه غير ممكن في الوقت الحالي، لكن في بعض الحالات يمكن التعرف على العمليات التي يُتوقع أن تُسفر عن حدوث زلزال؛ إذ يستغرق بعضها أشهرًا وربما سنوات، ومن ثم يمكن رصدها ومراقبتها، كما في حالة زلزال الأناضول الذي استغرقت الأحداث الممهدة له 8 أشهر قبل وقوع الحدث نفسه.
ومع ذلك، فإن تتبُّع هذه العمليات وتحديد الإشارات الزلزالية كمؤشرات لزلزال كبير قادم لا يزال يمثل تحدِّيًا بالرغم من الحاجة الاجتماعية والاقتصادية الملحَّة لتحذير الناس وحماية البنية التحتية الحيوية، وفق الدراسة.
ويقترح المؤلفون تطوير المزيد من شبكات الكشف المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى مراقبة الفوالق الثانوية المصاحبة لصدوع التمزق الرئيسية، من أجل تحسين قدرتنا على التنبؤ ببعض الزلازل الكبيرة في المستقبل.
وفي الوقت نفسه، يؤكد الفريق أن الفهم الكامل للظواهر الممهدة أو المنبئة بحدوث الزلزال سيكون ضروريًّا لتطوير أنظمة الإنذار المستقبلية.
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.263
تواصل معنا: