عاصفة من الجدل أشعلها حصول الذكاء الاصطناعي على اثنتين من جوائز نوبل
14 October 2024
نشرت بتاريخ 15 نوفمبر 2023
تخلق الوصمة المحيطة بالصرع حواجز أمام المصابين وتؤثر على نوعية حياتهم.. وتقول دراسة جديدة إن الحل ربما يكمن في ممارسة اليوجا
قد تساعد ممارسة اليوجا الأشخاص المصابين بالصرع في تقليل مشاعر الوصمة المرتبطة بالمرض، إلى جانب تقليل تكرار النوبات والقلق، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في الدورية الطبية للأكاديمية الأمريكية للصرع "نيورولوجي".
وتسلط الدراسة الجديدة الضوء على الآثار الضارة لهذه الوصمة على صحة الأفراد المصابين بالصرع، كما تهدف إلى معالجة هذه المشكلة من خلال استكشاف إمكانيات اليوغا بوصفها وسيلةً للتخفيف من هذه الأعباء.
قد تؤثر هذه الوصمة على حياة الشخص بعدة صور، تتضمن العلاج وزيارات قسم الطوارئ وضعف الصحة العقلية، وأظهرت الدراسة أن ممارسة اليوغا يمكن أن تخفف من عبء الصرع وتحسِّن نوعية الحياة بشكل عام عن طريق الحد من هذه الوصمة المتصورة.
شمل البحث -الذي أُجري في الهند- أفرادًا يبلغ متوسط أعمارهم 30 عامًا وكانوا يعانون من وصمة العار المرتبطة بالصرع، تم تقسيم مرضى الصرع، الذين يواجهون نوبة واحدة في المتوسط في الأسبوع ويتناولون ما لا يقل عن اثنين من الأدوية المضادة للنوبات، إلى مجموعات للدراسة.
وخضع المشاركون إما للعلاج باليوجا أو للعلاج باليوجا الزائفة، الذي يتضمن جلسات تحت الإشراف إلى جانب التدريب المنزلي، ركزت مجموعة اليوجا على مكونات اليوجا المختلفة من استرخاء العضلات والتنفس والتأمل والتأكيدات الإيجابية، في حين مارست مجموعة اليوجا الوهمية تمارين تحاكي اليوجا دون العناصر الأساسية التي تحفز الاسترخاء.
وبعد 6 أشهر، أظهر أولئك الذين يمارسون اليوجا انخفاضًا ملحوظًا في وصمة العار؛ إذ انخفض متوسط درجاتهم من سبعة إلى أربعة، في حين شهدت مجموعة اليوجا الوهمية زيادةً طفيفةً في إدراك وصمة العار، كما شهد المشاركون الذين مارسوا اليوجا انخفاضًا ملحوظًا في أعراض القلق، وتحسنت نوعية حياتهم ودرجة اليقظة لديهم.
وتقول "مانجاري تريباثي"، رئيس قسم الأعصاب بمعهد الهند للعلوم الطبية والمؤلفة الرئيسية للدراسة: إن الشخص المُصاب بالصرع يشعر بوصمة عار بسبب الاختلافات الملحوظة عن الآخرين عند حدوث النوبات، "يُسمى ذلك النوع بالوصمة المحسوسة"، وتشير "تريباثي" في تصريحات خاصة لـ"نيتشر ميدل إيست" إلى أن الأشخاص الذين مارسوا اليوجا كانوا أكثر تعرضًا لتقليل وصمة العار التي يشعرون بها بسبب الصرع مقارنةً بالأشخاص الذين لم يُمارسوا اليوجا أو حتى مارسوا نوعًا من أنواع تمارين اليوجا المزيفة.
لكن الأهم -من وجهة نظر "تريباثي"- أن الأشخاص الذين مارسوا اليوجا كانوا أقل تعرضًا بنسبة أربعة أضعاف لتكرار النوبات الصرعية بعد ستة أشهر من ممارسة اليوجا مقارنةً بالأشخاص الذين مارسوا اليوجا الزائفة.
تعمل "تريباثي" منذ 7 سنوات على محاولات لإيجاد حل لوصمة العار المرتبطة بالصرع، تقول عالِمة الأعصاب إنه "لا يوجد تدخل واضح حتى الآن للحد منها سوى التثقيف النفسي والتوعية"، ولأن "اليوجا تقنية غير مكلفة ونتائجها مؤكدة، فيجب أن تُستخدم باعتبارها إضافةً قياسية إلى الأدوية المضادة للنوبات لدى الأشخاص الذين يعانون من درجات عالية من الوصم والقلق".
doi:10.1038/nmiddleeast.2023.243
تواصل معنا: