أخبار

تخفيف الأنشطة الرعوية يسهم في استعادة النظم البيئية النباتية

نشرت بتاريخ 4 نوفمبر 2023

وجود الحيوانات العاشبة في مواقع استعادة النظم البيئية يقلل وفرة الغطاء النباتي بنسبة 89% في المتوسط

محمد السعيد

الإجهاد البيولوجي يحد من إعادة نمو النظام البيئي للنبات
الإجهاد البيولوجي يحد من إعادة نمو النظام البيئي للنبات
Vaido, CC BY-SA 4.0 Enlarge image
كشفت دراسة حديثة أن إجراء تغييرات في طبيعة الأنواع الحيوانية التي تعيش في بيئة نباتية معينة يمكن أن يسهم في استعادة عدد من المواقع المتدهورة.

 

ووفق الدراسة التي نشرتها دورية "ساينس" (Science)، فقد أجرى الباحثون تحليلًا لـ2594 مشروع استعادة لكل أنواع الأنظمة البيئية على الأرض تناولتها 610 دراسات عالمية سابقة.

 

وأوضح الباحثون أن "الغطاء النباتي هو الأساس الذي تقوم عليه معظم النظم البيئية، ومن ثم فإن استبعاد الحيوانات العاشبة لفترةٍ ما -أو إعادة إدخال الحيوانات المفترسة إلى نظامٍ بيئي ما- يمكن أن يسهم في جهود استعادة هذا النظام".

 

وأشارت النتائج إلى أن "وجود الحيوانات العاشبة في مواقع الاستعادة قلل وفرة الغطاء النباتي بنسبة 89%، في المتوسط، وهو تأثير أكبر مما حدث في المواقع غير المضطربة نسبيًّا، كما قامت الحيوانات العاشبة بإضعاف التنوع النباتي في هذه المواقع".

 

يقول المؤلف المشارك في الدراسة "برايان سيليمان"، أستاذ الأحياء البحرية والاستعادة بجامعة ديوك الأمريكية: إن "إعادة زراعة الأشجار والأعشاب والنباتات مرةً أخرى تُعد أمرًا ضروريًّا لاستعادة النظم البيئية المتدهورة، لكن معظم مشاريع الاستعادة تفشل في السيطرة على الحيوانات العاشبة التي تلتهم بعض النباتات الجديدة وتقضي عليها".

 

يضيف "برايان" في تصريحات لـ"نيتشر ميدل إيست": حددنا طريقة بسيطة لزيادة نجاح إعادة إحياء كوكب الأرض تمثلت في استبعاد الرعاة مؤقتًا عند زراعة الأشجار والأعشاب و/أو الشعاب المرجانية، يبدو الأمر بسيطًا، ولكن نادرًا ما استخدمت جهود الاستعادة هذه الطريقة، عندما يحدث ذلك، تُظهر أبحاثنا أن إعادة نمو النباتات تزيد بنسبة 100 إلى 400% مع تكلفة إضافية قليلة.

 

يوضح الباحث أن الإجهاد البيولوجي يحد من إعادة نمو النظام البيئي للنبات، وأن "التيسير البيولوجي" يمكن أن يخفف من هذا الإجهاد.

 

ويُقصد بالتيسير البيولوجي عدم وضع قيود على النظام البيئي الطبيعي للحيوانات، أي السماح للحيوانات المفترسة بصيد فرائسها من الحيوانات العاشبة، أو تركيب حواجز لإبقاء الحيوانات العاشبة بعيدةً حتى تصبح المزروعات أكثر رسوخًا وأقل تعرضًا للخطر.

 

"يلزم السماح للحيوانات المفترسة بالدخول؛ لأنها تطرد الرعاة بشكل طبيعي وتحمي النباتات، لكن بمجرد أن تصبح النباتات كبيرة، يجب السماح للرعاة بالعودة؛ لأن لها تأثيرات إيجابية على النباتات بعد ذلك"، وفق "برايان".

 

وعلى مدى السنوات الماضية، أصبحت استعادة الغطاء النباتي إلى المناطق المتدهورة من خلال الزراعة النشطة أو تشجيع التجدد الطبيعي بمنزلة إستراتيجية مشتركة، ومع ذلك، يرى مُعدو الدراسة أن مثل هذه الجهود ليست ناجحة دائمًا، بل في كثير من الأحيان لا تعود وفرة النباتات وتنوعها بالكامل إلى الظروف الطبيعية الأصلية، حتى بعد عقود من الإدارة.

 

يحذر "برايان" من التفسير الخطأ للنتائج، "مثل أن يقول بعض الناس إننا بحاجة إلى تقليل أعداد الحيوانات الرعوية عن طريق الصيد".

 

ويقول: ليس هذا هو الحال، تحتاج النباتات فقط إلى استراحة قصيرة من تناولها لتبدأ من جديد في تكوين النظم البيئية، وبمجرد تأسيسها، تصبح الحيوانات العاشبة أساسيةً للحفاظ على تنوع النظام البيئي النباتي ووظيفته.

doi:10.1038/nmiddleeast.2023.227